تفاصيل مواجهة حامية بين القوات الروسية والأوكرانية على مسافة 100 متر فقط
تصاعدت وتيرة المعارك بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية، في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا حيث تدور بين الجانبين حاليا المعركة الأشرس والأكثر عنفا في مدينة باخموت الاستراتيجية.
واندلع أعنف قتال في أوكرانيا مرة أخرى بالقرب من بلدتي باخموت وأفدييفكا، وسط تقارير عن قصف روسي على طول خط المواجهة في منطقة دونيتسك، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.
ولا يزال هناك مدنيون في البلدات والقرى المحيطة بباخموت، وهي مدينة تتعرض للهجوم من اتجاهين كان يسكنها في السابق 72000 شخص، في ظل استمرار المعركة بين الطرفين، حسب "الغارديان".
وقال مسؤولون أوكرانيون، إن القوات الروسية قصفت خط المواجهة بأكمله في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، في إطار ما يبدو أنه تقليص لطموح الكرملين لتأمين القسم الأكبر من الأراضي التي يدعي خضوعها للسيادة الروسية.
وصرح حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو في لقاء تلفزيوني، بأن أعنف قتال وقع بالقرب من بلدتي بخموت وأفدييفكا، مؤكدا أن "خمسة مدنيين قُتلوا وأُصيب اثنان في أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من دونيتسك خلال اليوم السابق"، حسب وكالة "رويترز".
وأضاف أن الجبهة يتم قصفها بالكامل، مشيرا إلى أن القوات الروسية تحاول أيضا التقدم نحو ليمان، التي استعادتها القوات الأوكرانية في نوفمبر، وهي إحدى انتكاسات ميدان القتال التي عانت منها روسيا خلال الأشهر القليلة المنصرمة.
يأتي هذا فيما قال شاهد عيان، إن القوات الأوكرانية ردت بإطلاق وابل من قاذفات الصواريخ في باخموت وأجزاء أخرى من منطقة دونيتسك المجاورة للوجانسك.
من جهته، روى مقاتل أوكراني يدعى نزار، كواليس تواجده هو ورفاقه في القرية الواقعة خارج مدينة باخموت على بعد ١٠٠ متر فقط من القوات الروسية، قائلا: "كنا على تلة منخفضة وكانوا على تلة أخرى، وفي بعض الأحيان، كنا نسمع ضحكاتهم".
وبالنسبة للمقاتل الأوكراني البالغ من العمر 19 عاما، كانت هذه أول معركة له منذ إنهاء تدريبه، لكن بالنسبة للعديد من الجنود الآخرين كانت هذه المعركة حلقة بسلسلة من المعارك التي خاضوها ضد الروس في عدة مناطق.
وقاتل هؤلاء الجنود الأوكرانيين في منطقة دونباس، وفي معركة خيرسون ثم حول باخموت "المدينة الشرقية المحاصرة"، والتي تعد حاليا الجبهة الأكثر عنفا في الحرب.
وتحولت المدينة إلى هدف حاسم لكلا الجانبين، حيث نقل الروس والأوكرانيون القوات من مقاطعة خيرسون وأماكن أخرى لتعزيز جهودهم.
وستكون روايات نزار وزملائه الجنود مألوفة بشكل قاتم للعديد من أولئك الذين يقاتلون على "الجبهة الوحشية"، حيث كان الجانبان الروسي والأوكراني يتبادلان المكاسب في معركة "غير محسومة تقريبا"، وفقا للصحيفة.
ويتحدث فاسيل وهو نائب قائد الكتيبة الأوكرانية عن تراجع حجم القصف الروسي للمدينة، ويرجع ذلك إلى امتلاك الروس "ذخيرة أقل يستخدمونها باعتدال".
ويقول: "كان بإمكاننا سماع الوحدة الروسية المقابلة لنا وهي تنادي وتطلب ذخيرة للدعم المدفعي ويتم إخبارهم بعدم توفر أي ذخيرة".