في ذكرى مجزرة قاسم.
الجامعة العربية تدعو الأمم المتحدة لاتخاذ موقف حازم تجاه عمليات القتل والتهجير اليومي للشعب الفلسطيني
دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن لاتخاذ موقف حازم تجاه عمليات القتل والتهجير اليومي للشعب الفلسطيني والتصدي للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية التي تشكل إنتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وطالبت الجامعة العربية في بيان صادر عن "قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" بمناسبة الذكرى 66 لمجزرة كفر قاسم التي تصادف في التاسع من /إكتوبر من كل عام، المجتمع الدولي بإتخاذ كافة التدابير والإجراءات الرادعة التي من شأنها وقف الانتهاكات المتواصلة من خلال تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني في وطنه على طريق إنهاء الإحتلال، وتمكينه من ممارسة حقه في الحرية وتقرير المصير، والعمل على إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتراف بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية الكاملة عن جميع المجازر والمذابح التي إرتكبتها على مدى تاريخها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والعمل من أجل التوصل لحل شاملٍ عادلٍ قائم على دولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وأدان البيان، جميع الممارسات الإسرائيلية العنصرية الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والانتهاك الممنهج لحقوقهم الوطنية والإنسانية، مؤكدا دعم الجامعة العربية الكامل لنضال وصمود الشعب الفلسطيني وقيادته في التصدي لهذه المخططات الاستعمارية وإسقاطها من أجل استعادة وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال البيان، إن هذه المذبحة التي إرتكبتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في العام 1956 ضد أهالي قرية "كفر قاسم" وقرى عربية أخرى مجاورة لها، وذلك عندما أصدر قائد المنطقة الوسطى الإسرائيلية "تسفي تسور"، أوامره بإطلاق النار على المئات من الأهالي وهم عائدون من أعمالهم بدعوى خرقهم لحظر التجول الذي فُرض دون بلاغ مُسبق بتوقيته، وقد أدت تلك المذبحة البشعة إلى إرتقاء 49 شهيداً من المدنيين خلال ساعة واحدة، كان من بينهم 9 نساء و17 طفلاً دون الثامنة عشرة، منهم 5 أطفال دون العاشرة وجرح 18 اخرين، وقد أصاب إطلاق النار الكثيف داخل القرية كل بيت تقريباً.
وأضاف إن مذبحة "كفر قاسم" كانت مذبحة منظمة وعن سابق نية وإصرار لكسر إرادة الشعب الفلسطيني والأمة العربية قاطبة، تمثلت في عملية إبادة لمدنيين عُزَّل ومُورست بكل تجرد من أدنى قيم الإنسانية، ولم تكن المذبحة الأولى ولا الأخيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني فقد ارتكبت اسرائيل ومنذ نشأتِها أكثر من خمسين مذبحة منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، ودمرت ما يزيد عن 529 قرية فلسطينية، طُرد منها سُكانها خلال وبعد حرب 1948 وهُجّر ما يقرب من 950 ألف إنسان (وهو أكثر من نصف الشعب الفلسطيني في حينه) من بيوتهم، وحتى اليوم لازالت سلسلة المذابح مستمرة حيث حرب غزة الأخيرة التي أودت بحياة 67 طفلا فلسطينيا، وكان هذا العام 2022 من أكثر الأعوام دموية حيث ارتقى فيه ما يزيد عن 170 من الشهداء الفلسطينيين.
وفي هذه الذكرى الأليمة وجهت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحية إعزاز وتقدير لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه معربة عن انحنائها إجلالا لأرواح شهدائه الأبرار.