النهار
الخميس 17 أبريل 2025 11:32 مـ 19 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الجيش الأميركي : الضربات الأميركية على ميناء رأس عيسى هدفها إضعاف الحوثيين خليل الحية : نتنياهو يصرُّ على استمرار الحرب لحمايةِ مستقبله السياسي الجيش السوداني يعلن عن مقتل 62 مدنياً نتيجة قصف مدفعي لقوات الدعم السريع نيويورك تايمز: واشنطن سحبت مئات الجنود وأغلقت ثلاث قواعد في سوريا أمير قطر: إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في غزة في «بيت الست وسيلة».. الشعر يختتم فعاليات الدورة السابعة لملتقى القاهرة الأدبي المان يونايتد يتقدم بثنائية نظيفة ضد ليون فى الشوط الاول المصرى وغزل المحلة خارج كأس عاصمة مصر بعد التعادل سلبيا بدون أهداف السفارة التركية تنظم بالتعاون مع سفارة إيطاليا أول فعالية لدعم العلاقات بين الناتو ومصر نائب رئيس جامعة الأزهر يُحذّر من محاولات هدم الإسلام تحت غطاء التغريب اعلام السويس ينظم حوار مفتوح مع الشباب حول قوة الكلمه وأثرها على الفرد والمجتمع بالتعاون مع المؤسسة الكندية المصرية الحديثة قبل شم النسيم.. ضبط 270 كيلو أسماك مملحة ومدخنة غير صالحة بكفر الشيخ

اقتصاد

لماذا الدولار الأمريكي والنفط هما الأقوى في وقت الأزمات؟

يعتبر الدولار الأمريكي والنفط من العناصر الحيوية لاقتصادات العالم، و قد يتسأل البعض عن أسباب قوة الدولار الأمريكي وصمود سلعة النفط بالعالم، ولا يجد إجابة محددة عن لماذا الدولار يغلب العملات القوية الأخرى وبل يرتفع امامها في أوقات الأزمات، وكيف للنفط الصمود كطاقة أمام الطاقات الأخرى. الاجابة هي أن الأسباب عميقة ولها خيوط اقتصادية طويلة تحتاج فهم المسألة من جذورها.

في هذا التحليل الأقتصادي الدقيق سنعرج عن أهم أسباب قوة الدولار الأمريكي في وقت الأزمات وصمود سلعة النفط العالمية في وقت الأزمات.

الدولار الأمريكي:

تأثير التوزيع الجغرافي للدولار الامريكي - يعتمد الأقتصاد العالمي على عملة الدولار الأمريكي، كون الدولار هو عملة القياس العالمية، هذه المسألة أتفق عليها بين دول العالم الكبرى أثناء اتفاقية بريتون وودس بعد الحرب العالمية الثانية بعام 1950. وهي لعدة أسباب هامة منها: خروج الولايات المتحدة من حربي الأولى والثانية قوية اقتصادياً، وتأثير تداول الدولار الأمريكي على مناطق شاسعة من العالم والتجارة الحرة المتبادلة مع الولايات المتحدة، وخصوصاً الشرق الأوسط والأقصى من آسيا، وهي منطقة ذات الكثافة السكانية الاكبر في العالم والأكثر إنتاجاً إقتصادياً. وبما أن الدولار يتداول بقوة في هذه المنطقة، إذاً الدول التي تخزن إحتياطاتها بالدولار الأمريكي هي في حالة سيولة دائمة وحركة أقتصادية نشطة حتى في وقت الأزمات، ما يضفي الأستمرارية على طلب الدولار الأمريكي وصمود قيمته.

السوق المالي للولايات المتحدة هو أسواق العالم - خلافاً لبلدان العالم، يعتبر السوق المالي الأمريكي هو سوق عالمي مفتوح لأهم الشركات العالمية من آسيا و أوروبا وأفريقيا وحتى أستراليا واليابان. فالسوق المالي الأمريكي يحتضن أهم وانجح الشركات المسجلة في بورصاتها للتداول عليها، وأي انهيار في الأقتصاد الأمريكي هو مرتبط بأنيهار تلك الشركات وارباحها بشكل مباشر. ولهذا دائما يضخ البنك الفيدرالي الأمريكي في كل أزمة مليارات الدولارات لحماية اقتصاد الولايات المتحدة الذي جزء منه عالمي. شهدنا مثلاً صعود الدولار الأمريكي بنسبة 20% منذ العام الماضي و وكذلك تذبذب أسعار الأسهم وكذلك بعض العملات الرقمية بالسوق الأمريكي ( العالمي) خلال هذا الشهر، وهو نتيجة لسياسة أمريكا النقدية لحماية إقتصادها المحلي والذي هو عالمي في آن واحد.

النفط:

مخزن إستراتيجي – صمد النفط منذ أكتشافه في العشرينات من القرن الماضي، وتربعه كأهم سلعة حيوية مطلوبة على الإطلاق بالعالم. فتحول جيل طاقة الفحم الحجري إلى النفط، كانت قفزة نوعية في إحداث تغييرات جيوسياسية وكذلك صناعية هامة. فأهم المنشأت الحيوية منها الدفاع والأمن والغذاء والنقل لاتعمل إلا بالطاقة الكربونية، كما أن النفط هو من السلع المربحة بأسواق المال العالمية، فمثلما يباع ويشترى كذلك يتداول على سعره بأسواق التداول من خلال أسهم شركات النفط الكبرى.

الطاقة المتجددة لاتكفي أحتياجات العالم - ومن ضمن أسباب صمود النفط، أن الطاقة المتجددة أو النظيفة لاتكفي تدفئة العالم وغير ملائمة لتشغيل جيوش عسكرية وكذلك النصف الشمالي من الكرة الأرضية يفتقر إلى طاقة الشمس ومخازن اليورانيوم.

التنويع في أستخدام الطاقة المتجددة قد يكون فكرة جيدة، ولكن لم يثبت أهميته حتى الأن، فمثلاً تعتمد اوروبا على 40% من أحتياجاتها في الطاقة من الغاز الروسي، وعند انقطاع هذا المصدر الحيوي بسبب غزو أوكرانيا، لازالت الدول الأوروربية في حالة بحث وترقب لتعويض هذه النسبة المفقودة بالتعاون مع دول أخرى عبر البحار، وهذا ما يجعل النفط من أهم وأقوى السلع العالمية المطلوبة حتى يتضاءل في السنوات المقبلة.