النهار
الأحد 20 أكتوبر 2024 03:39 مـ 17 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الشريط العازل لحدود غزة مع الاحتلال يهدد حياة الفلسطينيين

يعيش الفلسطينيون على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل أوضاعا أمنية صعبة، جراء تعرضهم لعمليات توغل عسكري وإطلاق نار من قبل الاحتلال من حين لآخر، بينما يحرمون من الوصول إلى أراضيهم قرب الشريط الأمني، لفلاحتها.ورغم أن المساحة التي أعلنتها قوات الاحتلال تبلغ 300 متر من الحدود الإسرائيلية إلى داخل القطاع، إلا أن الفلسطينيين يتعرضون لإطلاق نار لمسافة تصل إلى 1500 متر في بعض الأحيان، مما يتسبب في إصابة بعضهم واستشهاد آخرين، سواء كانوا في منازلهم أو قرب أراضيهم الزراعية.وكانت قوات الاحتلال أعلنت في (يونيو) 2007، عن إعادة ترسيم حدود المنطقة العازلة على طول الحدود الشمالية والشرقية للقطاع لمسافة يبلغ طولها نحو 58 كليومترا تمتد من جنوب شرقي القطاع وحتى أقصى الشمال الغربي.ولا تقتصر اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين لكنها تطال المتضامنين الأجانب، الذين تعرضوا للإصابة أثناء مساعداتهم المزارعين في جني محاصيلهم الزراعية أو خلال مسيرات مقاومة السياج الأمني والمنطقة العازلة.ويعمل الفلسطينيون ومعهم بعض المتضامنين الأجانب على مواجهة المنطقة العازلة عبر تنظيم مسيرات سلمية تتجه نحو الأراضي الزراعية الممنوع الوصول إليها، لكنها عادة ما تواجه بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، من دون أن يقلل ذلك من عزيمة نشطاء حقوق الإنسان من الاستمرار في فعالياتهم ضد السياج الأمني.وأكد الناشط في الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمنيمحمود الزق توسيع المشاركة الشعبية في مقاومة المنطقة العازلة التي حددتها قوات الاحتلال، معتبراً أن العمل الجماهيري والنضال الشعبي يمكن أن يساهما في لجم الاعتداءات الإسرائيلية من خلال مختلف الجهود الشعبية والحقوقية المحلية والدولية.وذكر الزق أن هذه المنطقة أصبحت مكانا للموت والقصف والتوغل الإسرائيلي، بعد أن كانت تُصدّر منها المنتجات الزراعية إلى الخارج، لافتاً إلى أن حرمان المزارعين من فلاحة أراضيهم ساهم في ضعف الإنتاج الزراعي، خصوصاً وأن المساحة الممنوعة الاقتراب منها تشكل نسبة كبيرة من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة. وقال الزق: الجميع شاهد تأثير المقاومة الشعبية في مواجهة الجدار العازل في الضفة الغربية، ونحن نسير في نفس الاتجاه.وذكر مركز الميزان لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين قي المناطق القريبة من الشريط الحدودي شمال قطاع غزة وشرقه، في سياق عدوانها المنظم الذي يهدف إلى تكريس منطقة أمنية عازلة لحدود القطاع.وقال في بيان له: قوات الاحتلال تستهدف السكان وممتلكاتهم وكل ما يتحرك في المناطق الفلسطينية القريبة من الحدود، والتي تتجاوز تلك المسافة التي تعلنها قوات الاحتلال لتصل إلى كيلومتر وليس كما تدعي تلك القوات من أنها لا تتجاوز 300 متر. وبحسب منسق المبادرة المحلية في بلدة بيت حانون صابر الزعانين ، فإن مساحة الأراضي الزراعية التي يمنع على الفلسطينيين دخولها تبلغ نحو 22500 دونم على طول الشريط شرق غزة وشمالها في بلدة بيت حانون، منذ فرض قوات الاحتلال للمنطقة العازلة في تموز (يوليو) 2008.وشدد الزعانين على أن استهداف قوات الاحتلال للفلسطينيين يتم في مساحات تزيد بكثير عن التي أعلن عنها، لافتاً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى تهجير مئات المواطنين وتدمير عشرات آبار المياه علاوة على تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وناشد كافة المؤسسات الحقوقية بالتصدي لمحاولات قوات الاحتلال ترسيخ المنطقة العازلة وتوسيعها، بما يضر بمصالح الفلسطينيين وحقوقهم.