النهار
السبت 21 سبتمبر 2024 12:40 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

فرنسا تطالب بإنهاء الصراع فى سوريا ورحيل الأسد

بشار الاسد
بشار الاسد
دعا وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس إلى ضرورة العمل على إنهاء الصراع فى سوريا ورحيل الرئيس بشار الأسد وذلك على ضوء ارتفاع أعداد القتلى واقتراب فصل الشتاء فى إشارة إلى تأثير برودة المناخ على اللاجئين السوريين فى المخيمات.وقال فابيوس فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء لاستعراض ما حققته الدبلوماسية الفرنسية منذ توليه مهام منصبه قبل خمسة أشهر إن موقف بلاده من الأزمة السورية الجارية يقوم على ضرورة إنهاء الصراع ورحيل الرئيس السورى والتفكير فى مستقبل سوريا فى مرحلة ما بعد سقوط النظام ، مشددا على أهمية أن تقوم سوريا الغد على أساس إحترام كافة الطوائف بما فى ذلك العلويين.وأوضح أن سياسة بلاده الخارجية تقوم على المشاركة فى جهود حل ومواجهة الأزمات الدولية وعلى رأسها الوضع فى سوريا ودولة مالى حيث تقوم باريس بدور الميسر ، مشيرا إلى استضافة باريس فى شهر يوليو الماضى لإجتماع أصدقاء الشعب السورى التى حضرها نصف عدد بلدان العالم.كما تواصل فرنسا العمل فى الملف السورى على ثلاثة محاور تتضمن المحور الدبلوماسى من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، المحور السياسى من خلال محاولاتنا تشجيع توحيد المعارضة فضلا عن البعد الانسانى من خلال دعم مايسمى بالمناطق المحررة بسوريا والتى لم يعد للنظام سيطرة عليها.واعتبر فابيوس أن دعم ما يسمى بالمناطق المحررة ليس كافيا لحل الأزمة السورية ولكنه أمر ضروري لدعم هذه المناطق إنسانيا ، موضحا أن المبادرة الفرنسية فى هذا الصدد وجدت دعما من جانب العديد من البلدان فى العالم منها الغربية والأوروبية وغيرهم.وأكد دعم بلاده لمهمة المبعوث الدولى المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمى الذى يقوم بمهمته بشكل جيد.وحول عملية اغتيال اللواء وسام الحسن بلنبنان مؤخرافى انفجار حى الاشرفية ، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى ضرورة فتح تحقيق فى هذه الواقعة ، مؤكدا من جديد أن هجوم الاشرفية الذى شهدته بيروت الجمعة الماضية ما هو إلا إمتداد للأزمة فى سوريا.وقال إن موقف باريس يقوم على دعم السلطات اللبنانية وحثهم على الوحدة والتماسك بهدف تفادى نقل عدوى الأزمة السورية إلى لبنان.وفيما يتعلق بدولة مالي ، قال وزير الخارجية الفرنسي إن بلاده لن تتدخل فى العملية العسكرية المرتقبة إلا من خلال الدعم اللوجستى ولن ترسل معدات جوية أو برية إلى هناك ، مؤكدا أن بلاده ليست لديها أية نية للتدخل وحل محل الدور الافريقى ، مشيرا إلى أنه على ضوء القرار الأممى والقرار الأوروبى فى هذا الصدد ، بالاضافة إلى اجتماع باماكو الذى عقد قبل أيام فنحن نريد تحرير الرهائن الفرنسيين فى مالى وتحرير شمال مالى الذى تسيطر عليه جماعات إسلامية إرهابية.وشدد فابيوس على ضرورة وضع نهاية للارهاب فى شمال مالى ، مشيرا إلى أن الارهابيين المتواجدين فى هذه المنطقة يمتلكون الأسحة التى تصلهم عبر الحدود الليبيية وكذلك الأموال الطائلة التى تأتى مما اسماه التجارة فى الرهائن وأيضا فى المخدرات.وقال الارهابيون فى شمال مالى لا يهددون فقط حياة سكان مالي بل دول غرب إفريقيا والقارة بأكملها وكذلك أمن أوروبا بما فيها فرنسا، معتبرا أن المجتمع الدولى غير موقفه خلال الأسابيع القليلة الماضية فيما يتعلق بأزمة مالى والدليل القرار الصادر مؤخرا بالاجماع عن مجلس الأمن الدولى فى هذا الصدد.وبالنسبة لإيران، فان باريس تواصل سياساتها لتفادى المخاطر التى تمثلها حيازة الطاقة الذرية، مشيرا إلى أن بلاده تواصل مسيرة المفاوضات فى إطار مجموعة (5+1) مع إيران وفى الوقت نفسه تنفذ مع شركائها الأوروبيين فرض العقوبات على طهران.وفى شأن آخر، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الصراع الفلسطينى-الاسرائيلى يحتل أيضا أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الفرنسية باعتباره يمثل لب الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط ، منوهة بأن التعاون الأورو-متوسطى ودعم الديمقراطيات (الجديدة) فى بلدان جنوب المتوسط سيبقى أيضا من ضمن أولويات السياسة الخارجية الفرنسية.وقال الوزير الفرنسى أن السياسة الخارجية لبلاده تقوم فى المقام الأول على المصالح الداخلية وعلى رأسها الدبلوماسية الاقتصادية التى أطلقتها باريس قبل نحو عدة أشهر التى تعمل على أساسها جميع البعثات الفرنسية بالخارج ، مشيرا إلى أن الوزارة ستنظم خلال الربع الأول من العام القادم يوما مفتوحا للدبلوماسية الاقتصادية.وأضاف أن الخارجية الفرنسية تعقد أيضا أولوية على الثقافة والتعليم بالاضافة إلى التركيز على الفرانكفونية التى تعلب دورا دبلوماسيا هاما..موضحا أن الفرانكفونية لا تمثل اللغة الفرنسية فحسب بل تتضمن القيم والمبادىء أيضا.وأشار فابيوس إلى أن بلاده تعمل حاليا على إعداد وتنظيم أول ملتقى فرانكفونى للمرأة وهو ما تم الاعلان عنه خلال القمة الأخيرة لمنظمة الفرانكفونية التى عقدت بكينشاسا.وقال إن وزارته تحرص على العدالة فى توزيع المناصب حيث أن نحو 40% من السفراء الفرنسيين فى الخارج من المرأة، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالموازنة المحددة للوزارة خلال العام القادم فان الوزارة تضع على رأس الأولويات أمن سفاراتها وبعثاتها فى الخارج.وأوضح انه على مدار الأشهر الخمسة الماضية عملت الدبلوماسية الفرنسية على تعزيز التعاون مع عدد كبير من الدول حول العالم.وأكد فابيوس أنه يعتزم قبل نهاية العام الجارى زيارة آسيا والمغرب العربى والقاهرة والرياض وطرابلس والدوحة ، بالاضافة إلى بروكسل حيث مقر الاتحاد والمفوضية الأوروبية بالاضافة إلى عدة زيارات سيقوم بها خلال الربع الأول من العام القادم بعدد من بلدان أمريكا اللاتينية من بينها شيلى والارجنتين وكولومبيا بالاضافة إلى تونس وعدد من العواصم الأوروبية.