النهار
الإثنين 7 أكتوبر 2024 02:27 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

”الإيكونومست” تجيب عن السؤال الصعب: هل سئمت واشنطن من الحرب الطويلة في أوكرانيا؟!

• أنفقت إدارة "جو بايدن" حتى الآن حوالي ثمانية مليارات دولار على المساعدات العسكرية وحدها لأوكرانيا، كما أقر الكونجرس في مايو 2022، ميزانية إضافية بقيمة 40 مليار دولار أمريكي لأجل الغرض ذاته.

• أصبح عدد الأمريكيين المستعدين لدفع ثمن اقتصادي لدعم أوكرانيا أقل مما كان عليه في مارس الماضي في أعقاب بداية الحرب.

• يرى البعض أن الحرب خاسرة، وأن على إدارة "بايدن" الإسراع في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، ولكن مناصري أوكرانيا من الأمريكيين - يرون أن على "بايدن" منح أوكرانيا مزيدًا من المساعدات العسكرية، وتقبل مزيد من المخاطر.

نشرت مجلة "الإيكونومست" تقريرا يُسلِّط الضوء على تساؤل أعضاء الكونجرس الأمريكي، وحلفاء الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في دعمها لأوكرانيا مع استمرار الحرب، أم أنها قريبًا ستمل من عبء هذا الدعم، بعد ما يقرب من ستة أشهر من القتال، مع احتمال نشوب حرب طويلة قادمة.

اتصالًا، فقد تعهد الرئيس "بايدن" بدعم أوكرانيا مهما طال الأمد؛ حيث أنفقت إدارته -حتى الآن- حوالي ثمانية مليارات دولار على المساعدات العسكرية وحدها، ففي مايو 2022 أقر الكونجرس ميزانية إضافية بقيمة 40 مليار دولار - أكثر مما تعهد "بايدن" وأكثر من ميزانيات الدفاع السنوية لمعظم الحلفاء الأوروبيين - لمساعدة أوكرانيا والتعامل مع العواقب العالمية للحرب.

وأشارت "الإيكونومست" إلى أن الرئيس "بايدن" أقل شعبية حتى من "دونالد ترامب" في هذه المرحلة من رئاسته، فالتضخم وارتفاع أسعار الوقود يضعفان القدرة الشرائية للأمريكيين، ومن المقرر أن يحقق الجمهوريون مكاسب مهمة في الانتخابات النصفية نوفمبر 2022؛ إذ من المتوقع أن يسيطروا على مجلس النواب وربما أيضًا مجلس الشيوخ".

في هذا الإطار، من المقرر أن تستمر المساعدة المقدمة لأوكرانيا حتى نهاية السنة المالية الأمريكية في 30 سبتمبر القادم، ويعتقد عدد قليل من أعضاء الكونجرس أنه يمكن تمرير حزمة كبيرة أخرى لأوكرانيا قبل منتصف المدة، في حين يعتقد الكثيرون أن الأمر قد يصعب بعد ذلك.

وبالنظر إلى حالة الاستقطاب الحاد التي تشهدها الولايات المتحدة، فليس من المستغرب أن تساور "الجمهوريين" الشكوك بأن الإدارة التي يقودها الحزب الديمقراطي تخوض حربًا بالوكالة في أوكرانيا، حيث أصبح عدد الأمريكيين المستعدين لدفع ثمن اقتصادي لدعم أوكرانيا أقل مما كان عليه في مارس الماضي في بداية الحرب.

كما اتسعت الفجوة بين مؤيدي الحزبين، وفقًا لاستطلاع حديث للرأي أجرته جامعة "ماريلاند"، أظهر أن الفجوة بين الديمقراطيين والجمهوريين آخذة في الاتساع؛ حيث أشار 78% من الديمقراطيين إلى أنهم سيقبلون شراء وقود أكثر تكلفة، وأكد 72% منهم أنهم سيتحملون مزيدًا من التضخم لمساعدة أوكرانيا، في مقابل 44% و39% فقط على الترتيب من الجمهوريين.

وأشارت "الإيكونومست" إلى أن هناك ثلاثة عوامل من المرجح أن تؤثر على دعم واشنطن لأوكرانيا؛

(العامل الأول) يتمثل في التركيبة التي سيكون عليها الكونجرس بعد انتخابات التجديد النصفي.

و(العامل الثاني) فيتمثل في مدى استعداد الحلفاء لمواصلة دعمهم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

فيما يكمن (العامل الثالث) في التقدم في ساحات القتال.

في الختام، أكدت المجلة أن هدف "بايدن" من الحرب غير واضح، فقد توقفت إدارته عن الحديث بشأن مساعدة أوكرانيا لتحقيق الفوز، بل تتحدث بدلًا من ذلك عن الحيلولة دون تعرضها للهزيمة.

ويرى البعض أن الحرب خاسرة، وأن على إدارة "بايدن" الإسراع في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، ولكن مناصري أوكرانيا في الولايات المتحدة يرون أن على "بايدن" أن يسرع في كسب الحرب، بأن يمنح أوكرانيا مزيدًا من المساعدات العسكرية، وتقبل مزيد من المخاطر.