”فخ منتصف الطريق”.. هل سينجح النهج الأمريكي في أوكرانيا رغم فشله في أفغانستان وفيتنام؟!
"فخ منتصف الطريق".. هل سينجح النهج الأمريكي في أوكرانيا رغم فشله في أفغانستان وفيتنام؟
محمد عمر
• تباطؤ الإدارة الأمريكية في إرسال الأسلحة لـ"كييف" يزيد من فرص "بوتين" في التوسع في أوكرانيا.
• النهج الأمريكي في التعامل مع الصراعات الخارجية أدى إلى فشلها في فيتنام وأفغانستان.
• هزيمة القوات الأوكرانية ستفتح المجال أمام الصين للسيطرة على تايوان.
نشرت صحيفة "وول ستريت" تقريراً تناول النهج الأمريكي في التعامل مع الصراعات الخارجية، والذي يحقق لـ "واشنطن" نجاحات أولية، بينما تفشل في تحقيق أهدافها النهائية، واصفًا إياه بـ "فخ منتصف الطريق".
وأشار التقرير إلى الأزمة الأوكرانية، التي دعمتها "واشنطن" في بداية صراعها مع روسيا في فبراير الماضي، من خلال تزويدها بأسلحة وصواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، والطائرات بدون طيار "الدرونز"، ما أدى إلى صمود القوات في "كييف"، مضيفًا أنه رغم موافقة إدارة "بايدن" على إرسال أربعة صواريخ إلى أوكرانيا، فإنّ تباطؤ الإدارة الأمريكية في إرسال منظومة راجمات الصواريخ المتحركة بعيدة المدى"HIMARS"، من شأنه أن يزيد من فرص "بوتين" في التوسع في أوكرانيا.
وتابع التقرير أن التباطؤ الأمريكي في إرسال الصواريخ، يرجع إلى مخاوف "واشنطن" من استخدام الروس للأسلحة النووية التكتيكية، وهو ما دفع "بايدن" للإعلان مقدمًا عن رفضه لوجود قوات أمريكية على الأرض، فضلًا عن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية لمهاجمة روسيا في أراضيها.
أورد التقرير أن القوات الروسية في دونباس على وشك السيطرة على المدينتين الرئيستين اللتين لا تخضعان لسيطرتها بالفعل، معللًا ذلك بأن الأسلحة الغربية التي تحتاج إليها أوكرانيا بشكل عاجل لوقف الهجوم الروسي بطيئة في الوصول إلى ساحة المعركة.
ألمح التقرير إلى أن الحالة الأوكرانية ليست الوحيدة التي حققت فيها "واشنطن" نجاحات أولية فقط، مستشهدًا بفشل تجربة الولايات المتحدة في كل من أفغانستان وفيتنام، فرغم مطاردة "واشنطن" للقواعد الإرهابية لـ"طالبان" بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتولية حكومة جديدة لزمام الأمور، فإن "طالبان" استعادت قوتها بمساعدة باكستان، ما أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي، من "كابول"، وعودة "طالبان" إلى السلطة.
وأضاف التقرير أن التدخلات الأمريكية في فيتنام واجهت المصير نفسه، حيث نشرت "واشنطن" أكثر من 500 ألف جندي للسيطرة على فيتنام الجنوبية، ولكن الخسائر المستمرة في القوات الأمريكية، فضلًا عن عدم القدرة على اتخاذ خطوات جذرية لردع فيتنام الشمالية، أدت إلى انسحاب "واشنطن"، في أعقاب سيطرة فيتنام الشمالية على الجنوب عام 1975، حيث رفض الكونجرس مناشدات إدارة الرئيس السابق "جيرالد فورد" للمساعدة، وسرعان ما سقطت "سايغون" عاصمة فيتنام الجنوبية.
ختاًما، أشار التقرير إلى أنه حال هزيمة أوكرانيا، سيكون الدرس المستفاد لخصوم الولايات المتحدة -وأبرزهم الصين- واضحًا؛ فعلى المدى الطويل، لن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات صارمة ومكلفة، ما سيمنح الصين مزيدًا من حرية الحركة في تايوان.