النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 06:27 مـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

رغم قيود الاحتلال

150 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الثانية من رمضان بالاقصى

غزة : علاء المشهراوي:ادى 150 ألف مصل صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان الفضيل في المسجد الاقصى ، رغم الاجراءات المشدده والقيود التي فرضها الاحتلال و بالرغم من الحر الشديد.فقد فرضت قوات الاحتلال امس الجمعة قيودًا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان المبارك، والتي تأتي تزامنًا مع الذكرى الـ 41 لإحراق المسجد الأقصى، والتي توافق اليوم السبت، فيما يحاول عشرات الالاف من مواطني الضفة الدخول عبر حواجز المدينة إلى الأقصى خاصة حاجز قلنديا.وأفاد شهود عيان أن الآلاف من عناصر الشرطة وقوات حرس الحدود انتشرت على مداخل المدينة، وفي محيط الحرم القدسي الشريف وأزقة البلدة القديمة وأماكن أخرى، وحولت المدينة بشكل كامل إلى ثكنة عسكرية.ونشرت الشرطة الإسرائيلية الالاف من عناصر ها في محيط البلدة القديمة وحول المسجد الأقصى، فيما عززت قوات الاحتلال إجراءاتها عند حواجز التفتيش ونقاط العبور المؤدية إلى المدينة المقدسة التي كانت تزدحم منذ ساعات الفجر بالاف المواطنين رغم الحر الشديد، في محاولة للوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان.وقد عزلت هذه الاجراءات البلدة القديمة من القدس بالكامل عن محيطها، وأغلقت الشرطة الإسرائيلية بالحواجز جميع محاور الطرق المؤدية إليها، وشملت إجراءات العزل هذه أحياء مثل سلوان والثوري ورأس العمود والصوانة ووداد الجوز والشيخ جراح التي سدت مداخلها هي الأخرى بالحواجز، وأرغم المواطنون على السير على أقدامهم في حين أخضعت عناصر الشرطة عشرات الشبان المقدسيين دون سن الأربعين لتفتيش عند حواجزها المقامة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، واحتجزتها إلى حين انتهاء الصلاة.ومن جانبه ، أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن المقدسات الدكتور حسن خاطر إن آلاف الفلسطينيين من الضفة خضعوا لإجراءات معقدة أثناء مرورهم على المعبرين الوحيدين المخصصين للدخول للقدس ، كالتفتيش باستخدام أجهزة الفحص الضوئي والاحتجاز واستخدام الكلاب البوليسية، إضافة لإرجاع الكثير منهم لأسباب مختلفة.وأوضح خاطر أن الأخطر من ذلك هو الحواجز النفسية التي زرعتها سلطات الاحتلال مسبقا في نفوس المواطنين بعدم القدرة على الوصول للقدس، وأن الصلاة بالأقصى باتت مستحيلةوشدد على أن هذه الإجراءات تشكل اعتداء صارخا على الحريات الدينية للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، واستشهد على ذلك بتأكيده أن عدد المصلين في مثل هذه الأيام من رمضان ولا سيما أيام الجمع كان يتجاوز المليون في السابق، بينما الآن لا يصل لمائة ألف.وعزا الأمين العام ممارسات إسرائيل تلك لسعيها المتواصل لعرقلة ومنع أكبر قدر من المسلمين من الوصول للأقصى ضمن سياسة العزل للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى خاصة، وليس لتسهيل أو تمكين دخول شرائح معينةواعتبر هذه السياسة المستمرة منذ سنوات طويلة بانها تهدف لمحاربة الوجود العربي بالمدينة المقدسة وعزلها عن امتدادها العربي والإسلامي.ورأى خاطر أن دور السلطة الفلسطينية -رغم الجهود التي تبذلها- مقيد، وقال إن السلطة نفسها مقموعة من الوصول للقدس أو التعامل مع موضوعها بحكم الاتفاقيات السابقة التي ربطت دورها وحدت منه، ولا سيما التدخل المباشر والفاعل على مستوى منع الإجراءات ومحاربة الجرائم الإسرائيلية.وقد دفع الحر الشديد بالمصلين الى الالتجاء لخيام نصبتها إدارة الأوقاف الإسلامية مؤخرا، فيما احتمى آخرون بالأشجار وتحت القباب وداخل المباني المسقوفة لمسجدي الصخرة المشرفة والأقصى والمصلى المرواني التي اكتظت بالمصلين.وأفاد شهود العيان في القدس أن العديد من المصلين استعانوا بالمياه ورشها على رؤوسهم وأجسادهم للتخفيف من حرارة الجو، وبالرغم من ذلك سجل وقوع حالات إغماء وإعياء خاصة بين كبار السن كما شهدت أسواق البلدة القديمة ومحاور الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى ازدحامات شديدة.وقال الشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس إن إدارة الأوقاف نصبت خيمة بطول 40 مترا في منطقة باب الأسباط، كما وسعت الخيمة التي أقامتها الأسبوع الماضي في باحات الأقصى لتستوعب أكثر من أربعة آلاف مصل.كما اتخذت سلسلة أخرى من الإجراءات من بينها تعزيز فرق الأمن والنظام العام داخل الساحات لتسهيل وصول المصلين، فيما اتخذت فرق من الطوارئ والاسعاف إجراءات خاصة اليوم لتقديم المساعدة الفورية للمصلين بفعل الحرارة الشديدة للجو.على صعيد ذي صله واصل الاحتلال اغلاق ، منذ بدء شهر رمضان، العديد من أبواب المسجد الأقصى المبارك الخارجية، قبيل انتهاء صلاة التراويح؛ الأمر الذي فسّره سكان البلدة القديمة، على وجه الخصوص، بأنه محاولة للتنغيص والتضييق على المُصلين والتسبب بمعاناة كبيرة لهم وخاصة لكبار السن الذين يضطرون للسير مسافات طويلة للوصول إلى منازلهم في البلدة.وقال عدد من حرّاس المسجد الأقصى إن 'سلطات الاحتلال تتعمد مخالفة تعليمات المسؤولين في إدارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية التي طالبت بفتح جميع أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين وبخاصة في صلاة التراويح'.وأشار الحُرّاس إلى أن التضييقات على المصلين في المسجد الأقصى تأتي لحرمانهم من الاعتكاف في لياليه الرمضانية.وتغلق شرطة الاحتلال، المتمركزة على بوابات الأقصى الخارجية، بابي الأسباط والقطانين قبيل انتهاء صلاة التراويح، ما يسبب معاناة كبيرة للمواطنين الذين يسلكون تلك الأبواب، خاصة سكان شارع الواد، وعقبة الخالدية، وعقبة السرايا، وباب الحديد، وتُجّار سوق القطانين.