صحفي أمريكي: يجب منع روسيا من السيطرة على اقتصاد أوكرانيا
أعرب الكاتب الصحفي الأمريكي الجنسية فريد زكريا عن اعتقاده بأنه على الرغم من أن المقاومة الأوكرانية التي تواجهها القوات الروسية على الأراضى الأوكرانية قد نالت إشادة على مستوى العالم إلا أن الخطر الروسى مازال قائماً بما يشكل خطراً ليس بالهين.
وأوضح الكاتب فى مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إلى أن تلك المقاومة التى منعت القوات الروسية من السيطرة حتى الآن على العاصمة كييف والمنطقة المحيطة بها، قد لا تمنع روسيا من تنفيذ عمليات ناجحة فى جنوب وشرق البلاد، وفى حالة نجاح الاستراتيجية العسكرية الروسية فى الجنوب والشمال فإن ذلك سوف يؤدى إلى شلل اقتصادى تام فى أوكرانيا.
ويضيف الكاتب أن تلك الأوضاع ستجعل من أوكرانيا هدفاً سهلاً لعمليات عسكرية جديدة من جانب القوات الروسية وهو ما يستلزم إمداد أوكرانيا بمساعدات عسكرية كبيرة من الدول الغربية من أجل الحيلولة دون وقوع تلك الكارثة.
ويقول الكاتب أن الباحث العسكرى كين كاسبوجلو، كان قد تنبأ فى الأسابيع الأولى من العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا، أن تلك العمليات لا تشكل حرباً واحدة وإنما حربين فى نفس الوقت، إحداها فى الشمال والثانية فى الجنوب، موضحاً آنذاك أن القوات الروسية سوف تحقق انتصارات مؤكدة فى حرب الجنوب حيث تمكنت روسيا من نقل إمداداتها من منطقة القرم مما ساعدها على الاستيلاء على مدن ميلتوبول و خيرسون بينما مازالت القوات الروسية تحاصر مدينة ماريوبول، مما جعل أوكرانيا دولة حبيسة بعد أن أدى الحصار إلى عدم قدرتها على الوصول إلى بحر أوزوف وفى نفس الوقت منح روسيا امتداداً متصلاً من الأرض بدءاً من منطقة القرم حتى إقليم دونباس. وفى نفس الوقت ، كما يشير كاسبوجلو، مازالت القوات الروسية تحاول التوسع غرباً إلى ميناء أوديسا، وهو الميناء التجارى الرئيسى فى أوكرانيا الذى تتعامل من خلاله مع جميع دول العالم.
ويوضح الكاتب أنه فى حالة سقوط أوديسا تحت سيطرة القوات الروسية تكون أوكرانيا قد أصبحت دولة حبيسة بالكامل ويصبح البحر الأسود بحيرة روسية مما قد يشجع روسيا بطبيعة الحال على توسيع عملياتها العسكرية إلى مناطق أخرى مثل مولدوفيا.
فى هذه الحالة سيقوم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتصوير استيلاء القوات الروسية على تلك المدن والموانئ على أنه انتصاراً كبيراً وتحويل أوكرانيا إلى دولة ضعيفة ليس لها قيمة، وهو - كما يقول الكاتب - ما يجب العمل للحيلولة دون تحقيقه.
ويطرح الكاتب تساؤلاً عما يجب على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى القيام به لمنع تحقيق هذا الهدف. يجيب على التساؤل قائلاً أنه يجب تقديم المزيد من الدعم العسكرى للمقاومة الأوكرانية لتعزيز قدرتها على مواجهة القوات الروسية مثل منظومات صواريخ متطورة وطائرات هليكوبتر إلى جانب طائرات بدون طيار.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى مفارقة كبيرة أنه في الوقت الذى قامت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، بتخصيص مساعدات لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار منذ بداية العمليات العسكرية هناك، إلا أنه من المتوقع أن تقدم دول العالم ما يقرب من 320 مليار دولار هذا العام هى قيمة واردات روسيا من الطاقة. وعلى هذا فإن العقوبات الاقتصادية لن تجبر بوتين على إنهاء الحرب فى أوكرانيا طالما تلك الثغرة، والمتمثلة فى إعفاء قطاع الطاقة الروسى من العقوبات الاقتصادية، مازالت قائمة.