فريد بوغدير: يوسف شاهين واحد من رواد الفن ونجاح السينما مرتبط بتوافر سوق لها
أقام مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مؤتمرا صحفيا، للمخرج التونسي فريد بوغدير أحد مكرمي الدورة الحادية عشرة، وأدار المؤتمر السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان.
وبدأ بوغدير ندوته بتجسيد شخصية رجل كهل يمشى بخطوات بطيئة ومر أمام الحضور بخطوات تمثيلية، وقال إن هذا هو واقع حاله بعد خمسين عاماً قضاها في الفن، مؤكداً أنه حين شارك في عضوية لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أتهموه بأنه عدو السينما المصرية التجارية.
وقال فريد بوغدير، إن المخرج الراحل يوسف شاهين كان واحداً من رواد السينما العربية التي كانت تناقش وتقدم حال المجتمع بكل مراحله، إلا أنه تعرض لهجوم كبير طوال حياته حول الأفلام التي كان يقدمها، معتبرا أن فيلم مثل (باب الحديد) والذي اكتشفه منذ سنوات قليلة يعد واحداً من الأفلام التي استطاعت أن تعالج موضوعاً عربياً بنسبة 100% في مستوى الإتقان الجمالي.
وأضاف: "أنه يعتبر فيلم (لحن الخلود) واحداً من أهم الأفلام العربية التي كان وقتها يقدم تجاريا لكنه حاليا يعد من أهم الأفلام ، ولذلك يجب تحديد نوع السينما المقدمة وليس تعميمها تحت مسمى السينما العربية فقط، فهناك السينما التجارية وفي مقابلها هناك السينما الفنية النقدية، وهذا ما قلته فيما يخص مهرجان مالمو للسينما العربية الذي يقام في سويسرا، حيث يجب تحديد نوعية الأفلام المقدمة والمشاركة في هذا المهرجان، فلابد من التوضيح".
وأردف فريد بوغدير، فى حديثه:" إن السينما ونجاحها مرتبطة بتوافر سوق لها، وهذا ما حققته السينما المصرية لأنها حددت نوعية أفلامها التي تقدمها، والمنتجون هم السبب الأساسي في نوعية الأفلام التي تقدم، فالأموال التي تصرف على الأفلام إن لم تتوافر قاعات كثيرة لعرضها فلن يسترجعوا أموالهم، وهذا ما أقصده بتوافر السوق العربية، فالسينما المصرية هي السوق الهوليودية الوحيدة التي حققت هذه المعادلة".
وأكمل المخرج التونسى:" السينما الأفريقية وتحديداً سينما شمال أفريقية مستهدفة وهذا منذ زمن المقاطعة التي كانت في ستينيات القرن الماضي، ومنذ ذاك الحين ونحن نحاول خلق سوق تجاري لأفلامنا حتى في بلداننا، فالأفلام الأجنبية هي التي تسيطر على كل دور العرض هناك، ولكننا استطعنا التميز في سوق الأفلام القصيرة".
وحرص فريد بوغدير، فى نهاية الندوة توقيع كتابه الذي أصدره مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الحادية عشرة والذي يحكي أبرز مراحل مشواره .