النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 12:19 مـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

«دونيتسك ولوغانسك» كلمة السر.. تعرف على أسباب الأزمة الأوكرانية من الألف للياء

على مدار الشهور الماضية، لا حديث بكل زاوية صغيرة في العالم، إلا عن الأزمة الأوكرانية المشتعلة، والتي تصاعدت مؤخرًا بعدما حشدت روسيا قواتها على الحدود المشتركة مع أوكرانيا، سبقتها توجيه دول غربية دعوات إلى كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتدخلت بعدها أطراف متعددة على خط الأزمة لنزع فتيل اشتعالها، ومنع هجوم روسي وشيك يعيد للأذهان قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم ذات الأغلبية الروسية والواقعة ضمن أراضي أوكرانيا بالبحر الأسود.

وإذا تمعنا في الأزمة سنجد أن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا كلمة السر في تلك الأحداث، وهما الجمهوريتيان التي يطلق عليهما أيضًا "دولة نوفوروسيا الاتحادية".. وكشف تقرير نشرته "روسيا اليوم" أسباب استقلالهما عن أوكرانيا في استفتاء عام عقد في مايو 2014، وذلك من طرف واحد، وأسباب التصعيد المقابل من كييف ضد سكان الإقليم ذوي الأغلبية الروسية

يقول التقرير، إن الشرخ بدأ يتسع بسرعة بين كييف من جهة ودونيتسك ولوغانسك وعدد من المناطق الأخرى في شرق أوكرانيا، من جهة أخرى، عقب الانقلاب الذي دبره المعارضون في كييف في فبراير 2014، والذي يطلق عليه "الثورة البرتقالية"، التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المنحدر من دونيتسك، ما أطلق عنان قوى اليمين القومي المتطرفة ضد الروس عمومًا التي تتمركز قاعدتها الحاضنة في غرب البلاد.

ورفض سكان الشرق الناطقين في غالبيتهم باللغة الروسية والمؤيدين للعلاقات الجيدة مع روسيا، الاعتراف بالسلطة الجديدة في كييف التي تصاعدت في داخلها الأصوات الداعية لحظر استخدام اللغة الروسية، وبدأت جماعات راديكالية مسلحة تتحرك استعدادا لقمع المظاهر المعارضة بالقوة.

وعمت موجة احتجاجات مناهضة لسلطات كييف ومطالبة بإقامة نظام فيدرالي في البلاد، مناطق جنوب شرق أوكرانيا، خاصة دونيتسك ولوغانسك، حيث تمكن المحتجون في أبريل من السيطرة على مقرات إدارية ومؤسسات حكومية وأعلنوا عن تأسيس جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

وتشكلت في دونباس قوات "الدفاع الذاتي" لمنع وصول العناصر القومية الراديكالية من أنصار السلطات الجديدة في كييف في محاولة لإخماد احتجاجات سكان المنطقة.

من جهتها، اعتبرت السلطات الأوكرانية الجديدة "الجمهوريتين الشعبيتين" تنظيمين إرهابيين وأعلنت بدء "عملية لمكافحة الإرهاب" في شرق البلاد، استخدمت خلالها الطائرات الحربية والمدفعية والعربات المدرعة.

وبعد أشهر من معارك خلفت أكثر من 40 ألفا بين قتيل وجريح، حسب الأمم المتحدة، ودمارا واسعا، توصل الطرفان بمساعدة روسيا وألمانيا وفرنسا بحلول مطلع عام 2015 إلى حزمة إجراءات تسوية أطلق عليها "اتفاقيات مينسك" ما أدى إلى انحسار القتال و"تجميد" الصراع.

ولم تعترف حتى الآن أي دولة باستقلال دونيتسك ولوغانسك، اللتين تنص اتفاقيات مينسك على بقائهما ضمن أوكرانيا مع منحهما وضعا قانونيا خاصا يحمي مصالحهما الأمنية والسياسية الأساسية، لكن روسيا لم تخف تقديمها دعما إنسانيا ومعنويا وسياسيا واقتصاديا للجمهوريتين اللتين حصل نحو 700 ألف من سكانها خلال السنوات الأخيرة على الجنسية الروسية.

وتسيطر "الجمهوريتان الشعبيتان" على حوالي ثلث أراضي مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين والبالغة نحو 53 ألف كم مربع.

ويقدر عدد سكان "دونيتسك الشعبية" بحوالي 2.2 مليون نسمة، و"لوغانسك الشعبية" 1.5 مليون نسمة. وكانت مقاطعتا دونيتسك ولوغانسك تتمتعان وتاريخيا بأعلى نسبة في أوكرانيا لسكان المدن والبلدات، بلغت نحو 90% بحلول عام 2014.

وأراضي الجمهوريتين غنية بموارد طبيعية، لا سيما الفحم، وكانت المنطقة تتميز بمستوى عال من تطور الصناعات الثقيلة، إلا أن الحرب وتداعياتها تسببت في أزمة اقتصادية حادة وانكماش ملحوظ في قطاع الصناعة.