ما الطريقة اتبعتها فنزويلا للخروج من الأزمة الاقتصادية؟
"لقد تغلبنا على عبء التضخم المفرط بالكثير من الانضباط والعمل والجهد"، كان هذا ما قاله رئيس دولة فنزويلا، نيكولاس مادورو، مؤخرًا، عن وضع البلاد الاقتصادي.
وأضاف مادورو أيضًا أن الاقتصاد قد نمى بأكثر من 4% في عام 2021، وقال في تقريره السنوي إلى الجمعية الوطنية في كاراكاس: "بعد 5 سنوات من الحرب الاقتصادية والمقاطعة والحصار، استعادت فنزويلا مسار النمو".
في وقت سابق، أعلن البنك المركزي الفنزويلي عن معدلات التضخم للربع الأخير من عام 2021، التي بلغت 7.1% خلال سبتمبر، و6.8% في أكتوبر، و8.4% في نوفمبر، و7.6% في ديسمبر، ليصل بذلك معدل التضخم السنوي لعام 2021 إلى 686%، فيما أعلن البنك المركزي عن معدل تضخم بنحو 3000% في عام 2020، بحسب صحيفة "إن دي" الألمانية.
كانت فنزويلا مرادفًا للتضخم المفرط لسنوات فيما يتعلق بالاستلام النقدي، حيث كانت البداية في نوفمبر 2017، ومنذ ذلك الحين لم تفقد أي عملة أخرى في العالم قوتها الشرائية بنفس سرعة البوليفار الفمزويلي، لكن هذا انتهى الآن، فوفقًا للبنك المركزي، ظل معدل التضخم أقل من 50% في كل من الأشهر الـ12 الماضية، وهذا هو تعريف نهاية التضخم الجامح في ديسمبر 2020.
لكن مع ذلك لم ينته التضخم المفرط بعد، حيث ظل المعدل أقل من 50 فقط لمدة 10 أشهر متتالية، في الوقت الذي حدث فيه تباطؤ كبير في أواخر عام 2021، من حيث نمو الأسعار، ليقل من 3713% خلال عام 2020 إلى 660% في 2021.
• طريقة فنزويلا لمواجهة التضخم
لعبت سياسة الميزانية الصارمة للحكومة، مع تخفيضات رواتب الموظفين العموميين ومدفوعات المعاشات التقاعدية على وجه الخصوص، وكذلك خفض الدعم للبنزين والديزل، دورا لاحتواء التضخم.
ونتيجة لذلك، كان على البنك المركزي طباعة نقود أقل؛ لسد الثغرات وعدم توسيع المعروض النقدي إلى ما لا نهاية كما في السنوات السابقة، وهو ما خفف بشكل كبير من ضغط تخفيض قيمة البوليفار.
في الوقت نفسه، تستمر عملية دولرة الاقتصاد والتجارة، التي تتغاضى عنها الحكومة، حيث كان كل شيء تقريبًا متاحًا منذ فترة طويلة للشراء مرة أخرى، لكن فقط مقابل العملة الأمريكية.
وترتفع أسعار الدولار بإيقاع متزامن مع انخفاض قيمة البوليفار، التي دعمها البنك المركزي العام الماضي بسياسة تدخل قوية، حيث باعت احتياطيات الدولار بمئات الملايين.
وفي حين أن العملة الأمريكية هي سلعة نادرة والعرض النقدي المتداول في بوليفار مقيد، فإن الحجم المحتمل للائتمان يتقلص، وما يزدهر هو التجارة، خاصة مع الواردات، ولا يزال الإنتاج في البلد نفسه غير منطلق بسبب نقص الاستثمارات الممولة من الائتمان.
وينقسم السكان في فنزويلا إلى مجموعتين، أولئك الذين يمتلكون الدولارات أو يمكنهم الوصول إليها، وأولئك الذين لديهم بوليفار فقط أو الذين يعتمدون على برامج المساعدات الحكومية.
وتظهر الإحصائيات الضعيفة حجم المجموعة الثانية. وفقًا لآخر استطلاع أجرته جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية، يعيش 94.5% من الفنزويليين في فقر.
وعلى الرغم من خفض مستوى التضخم، كانت فنزويلا هي الأولى بلا منازع في العالم في ارتفاع التضخم خلال عام 2021، تليها الأرجنتين ثم البرازيل، وأوروجواي، وأخيرا تشيلي.