النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 09:26 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

مستقبل بلا أنفاق في غزة لا يشكل تهديدا لحماس

إنّ الهجوم الذي تم تنفيذه هذا الشهر قرب الحدود في شبه جزيرة سيناء، والذي أدى إلى مقتل 16 جندياً مصرياً، عزز الدعوة إلى إغلاق شبكة من الأنفاق تحت الأرض بين مصر وقطاع غزة المعزول. وكانت هذه الأنفاق قد استخدمت لسنوات عدة لتهريب السلع إلى غزة والمقاتلين إلى سيناء، كما تدعي مصر.لكن حماس التي تحكم قطاع غزة ترى في ذلك فرصة، وتدعو علناً وفي المناقشات مع المسؤولين المصريين إلى استخدام معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لأغراض تجارية. وقال غازي حمد، نائب وزير الشؤون الخارجية أن إقامة منطقة تجارة حرة قد تحرر غزة قريباً.من جهته، قال عزام الشوا، وزير الطاقة السابق في السلطة الفلسطينية، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين) بمجرد أن يعمل معبر رفح كمركز لتجارة السلع، ستصبح الأنفاق أمراً من الماضي.والأنفاق هي أهم الطرق التجارية المؤدية من وإلى قطاع غزة، الذي يعتبر جزءاً من الأرض الفلسطينية المحتلة. وقد أبقت إسرائيل حدودها مع غزة مغلقة باستثناء معبر كيرم شالوم، الذي تفرض فيه قيوداً كبيرة على مرور البضائع.وشملت المبادئ المتفق عليها لتشغيل معبر رفح، والتي وقعت عليها السلطة الفلسطينية وإسرائيل في عام 2005، خططاً لإقامة تجارة رسمية، ولكن تم تجميد الصفقة عندما تولت حماس السلطة في قطاع غزة عام 2006.كما توترت العلاقات بين غزة ومصر خلال الحصار المفروض على غزة، على الرغم من أنها تحسنت منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك من السلطة في العام الماضي. ولكن الهجمات الأخيرة وأثرها الإنساني جعلت الدعوة إلى إحداث تغيير أكثر إلحاحاً.وذكر مصطفى الصواف، رئيس تحرير سابق لصحيفة فلسطين التابعة لحماس في نهاية المطاف، ما حدث في سيناء قد يكون له تأثير إيجابي على العلاقات المستقبلية بين مصر وقطاع غزة.ويُقال أن استيراد الوقود ومواد البناء قد انخفض بنسبة 30 و 70 بالمائة على التوالي منذ 5 أغسطس/اب، عندما أغلقت مصر المعبر وبدأت تغلق بعض الأنفاق، كما وصلت فترات انقطاع التيار الكهربائي إلى 16 ساعة يومياً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).وأشار حمد، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة هيئة المعابر الحدودية في قطاع غزة، في حديثه إلى ايرين إلى أن منطقة التجارة الحرة من شأنها أن توفر لغزة المزيد من التسهيلات والطاقة وفرص الحصول على السلع، لكنها لن تحول غزة إلى تايوان جديدة. علينا أن نظل واقعيين. سيكون من شأنها فقط أن تعيد الحياة الطبيعية للسكان.فرص تأسيس منطقة تجارة حرةإذا تأسست منطقة تجارة حرة، ستتمكن غزة من استيراد وتصدير السلع والمواد الخام من خلال ميناء العريش المصري دون دفع رسوم جمركية للسلطات المصرية.وقال الشوا أن هناك خيار آخر يقوم على تأسيس منطقة صناعية حرة تسمح للفلسطينيين المقيمين في غزة بالمرور بحرية للعمل في المناطق الصناعية المصرية. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت منطقة التجارة الحرة ستصب في مصلحة إسرائيل، قالت إيلانا شتاين، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية علينا أن ننتظر حتى يتقدم الطرفان المصري والفلسطيني بمقترحات جادة. وفور أن يصبح الأمر واضحاً، سنكون مستعدين لمناقشته.لكن المحللين قالوا أن معبر رفح غير مصمم لأي من هذه الاحتمالات ويجب أن يتم تطويره. وبالإضافة إلى ذلك، من غير المرجح أن ترغب مصر، التي تسعى جاهدة لتقديم ثمار ثورتها الأخيرة لسكانها البالغ عددهم 90 مليون نسمة، في السماح للعمال الفلسطينيين بالمنافسة على الوظائف الشحيحة وسط ارتفاع معدلات الفقر.