شعبان خليفة يكتب : بين مواقع التواصل وكاميرات المراقبة
ساهمت مواقع التواصل سهلة الإستخدام ، متعددة وسائل النشر ، بالكلمة والصوت والصورة و الفيديو و كاميرات المراقبة التى صارت فى كل شارع بل وحارة فى تبديد الكثير من غموض الجرائم التى كان من الصعب على الأجهزة المختصة رصدها .. ولم يعد تبليغ المواطن سراً عن جريمة أو واقعة فساد هو الوسيلة الوحيدة لمعاونى الأجهزة المختصة فى كشف العديد من الجرائم و ضبط مرتكيبيه .
أهمية هذه الوسائل أنها هتكت فى حالات كثيرة ما نسميه اتفاقية شرف اللصوص حيث يندر أن يبلغ بعض اللصوص على بعضهم باعتبار الجميع فى مركب واحدة فى بحر متلاطم الأمواج .
ومع هذا فأن القضايا الكبرى التى تضبطها أجهزة الرقابة لا تزال فى حاجة إلى متعاونين ..يبلغون عنها ..ظهر هذا قضية الرشوة ذات الملايين الخمسة ، التى تم ضبطها بوزارة الصحة .
فقد تبين من بيان النيابة العامة عن ما كشف عن الجريمة هو بلاغ أحد أطرافها ممن طلب منه مسئولى وزارة الصحة مبلغ الرشوة لتقنين منشأة مغلقة ومخالفة بعمليات تزوير فى الأوراق و التقارير على خلاف الحقيقة .
كما تبين فى العديد من الجرائم الأخرى حتى الجنائية ولاشك أن تعدد هذه العناصر سهل محاكمة الجناة فى جرائم عديدة كذبيح الإسماعيلية والإسكندرية وغيرهما من جرائم بشعة طلت برأسها فى العام المنصرم 2021
ولعل أبرز ملمح يمكن رصده عن تأثير السوشيال ميديا هو تراجع جرائم التنمر بعد تحركات سريعة لأجهزة الأمن والرصد والتحقيق التى لم تترك شاردة ولا واردة تم نشرها إلا وتحركت لضبط الجناة وتقديمهم للعداله وفى هذا الصدد يمكن رصد الدور الكبير الذى تقوم به صفحتى وزارة الداخلية والنيابة العامة فى مواجهة هذه الجرائم والردع العلنى لمرتكبها مما جعل كل صاحب نفس سوء يفكر مرات عديدة قبل التورط فى جريمة التنمر و للحق فأن هذه الأجهزة أعطت اهتماماً خاصاً لأى تنمر يستهدف ذوى الاحتياجات الخاصة ما انعكس على تقليل حجم هذا التنوع من التنمر القبيح لأدنى درجاته و نتمنى أن يستمر هذا النهج فى 2022 حتى نصل إلى مرحلة الردع الكامل لهذا النوع من الجرائم اللانسانية .