النهار
الأربعاء 6 نوفمبر 2024 02:00 صـ 5 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

لغز أسامة أبو طالب وزير الثقافة المحتمل الذى غطى التماثيل

اسامة ابوطالب
اسامة ابوطالب
أثارت الأنباء التي تواردت عن احتمال تولي د. أسامة أبوطالب الأستاذ بأكاديمية الفنون بالهرم وزارة الثقافة، ردود فعل غاضبة من المثقفين الذين قابلوا هذا النباء برفض شديد وسارعوا إلى إصدار بيان يرفض تولي أبو طالب للوزارة وهيمنة الإسلام السياسي عليها، علي خلفية علاقة أبوطالب بالإخوان المسلمين إذ كان والده أحد أبرز قيادات الجماعة التاريخية بالشرقية، وإن لم ينتم هو نفسه إليهم بشكل مباشر.جزء من معضلة الرفض لشخصية أسامة أبوطالب، مردها كونه شخصية غير معروفة لجموع المثقفين، رغم سجله الأكاديمي، فهو لم يشتبك مع الجماعة الأدبية أو الثقافية ويخض معاركها، فهو شخص يأتي من خارج السياق، فعلي الرغم من رفض المثقفين للصاوي إلا أن تاريخه وسجله معروف لديهم.وتحاول بوابة الأهرام في سياق هذا التقرير تلمس ما هو أكثر من المعلومات المتوافرة في السيرة الذاتية لأسامة أبو طالب، عبر شهادات من عملوا معه.يعتبر حاتم حافظ الأستاذ بأكاديمية الفنون أبو طالب الذي كان أستاذا له، مثقفاً كبيراً وموسوعياً وأكاديمياً بالمعني الدقيق، لكنه لا يري فيه الاختيار الأنسب أو الأوفق بسبب كونه ابن أحد قيادات الإخوان ولكونه مدعوماً من تيار هوية الإسلامي، وأحد كتاب جريدة الحرية والعدالة.ويري حافظ أن الوزارة الآن، في حاجة لمن خاضوا معارك ثقافية ضد من أسماهم الإسلامجية في التسعينيات وضد نظام مبارك الاستبدادي، ولشخصية معروفة لدي المثقفين كافة، وهو ما لا يتوافر في أستاذه أبو طالب الذي آثر الابتعاد عن مصر لسنوات طويلة، وإن كان يري أنه قد يصلح وزيراً للثقافة في ظروف أخري.أحمد سخسوخ، الأستاذ بأكاديمية الفنون أيضاً، والذي عمل مع أبو طالب عن قرب، يكشف عن جانب آخر قد يكون الأكثر إقلاقاً، إذ يري أن أبو طالب لا يصلح وزيراً الآن أو غداً، فهو الأستاذ الذي غطي تماثيل البيت الفني للمسرح وقت رئاسته له، وهو من منع له كتب وصادر أخري، لاختلافه معها، وهو من يرفع القضايا لتصفية خلافاته في الرأي مع آخرين، فهو رجل يقضي وقته في المحاكم، بحسب سخسوخ الذي قال إن أبو طالب شهد ضده في أكثر من قضية ملفقة، وصادر له أكثر من كتاب.مجرد ذكر اسم أبو طالب ضمن الأسماء المرشحة لتولي الوزارة أثار قلقاً واحتقاناً بين أساتذة الأكاديمية الذين يعرفون عنه منع الإبداع ومصادرته، كما أن قضي معظم وقته بالخليج وخارج مصر، فكيف يتولي منصب وزارة الثقافة الآن يقول سخسوخ.ويري تامر كرم، رئيس اتحاد الطلاب بالمعهد العالي للفنون المسرحية المعزول، أن أبو طالب كان من المرضي عنهم من الدولة ومن نظام مبارك، بدليل توليه منصب رئيس البيت الفني للمسرح، وهو المنصب الذي لم يقم فيه بأي إنجاز يذكر كما يقول تامر، الذي اتهم أبو طالب بالشهادة الزور ضده في خلافه مع عميد المعهد العالي للفنون المسرحية والتي انتهت بعزله من اتحاد الطلاب.ويعتقد كرم أن أبو طالب لن تكون لو أي توجهات سياسية أو رؤية ثقافية، فاختيار أبو طالب جاء لأنه شخص يمكنه أن يسير الأمور في طبيعتها المؤسسية دون تغيير، والانحياز للبرنامج الذي ستعلنه الحكومة وتنفيذه ولن يقدم فكراً جديداً، فسيكون مجرد موظف يمضي علي أوراق.سيرة ذاتية:أسامة إبراهيم أبو طالب (67 عاماً) تخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس، وحصل علي بكالوريوس في الدراما من المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون عام 1975، وماجيستير في النقد عام 1981، ودكتوراة في الدراما والنقد من جامعة فيينا.شغل منصب أستاذ الأنثروبولوجيا المسرح بأكاديمية الفنون وتولي منصب وكيل وزارة الثقافة ورئاسة البيت الفني للمسرح، وهو عضو اللجنة العليا لمهرجان المسرح التجريبي وعضو اتحاد الكتاب واتحاد الفنانين والمجلس الأعلى للثقافة.