اليونان تؤكد أنها ستشتري فرقاطات فرنسية رغم عرض أمريكي
أكدت أثينا السبت أن اليونان ستشتري ثلاث فرقاطات من فرنسا، مما يقطع الطريق على أزمة دبلوماسية وعسكرية جديدة محتملة بين فرنسا والولايات المتحدة بعد أزمة الخريف بشأن عقد غواصات للولايات المتحدة.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع اليونانية لوكالة فرانس برس أن "الاتفاق اليوناني الفرنسي سار وسيستمر"، موضحا أن ذلك "تم ذلك على أعلى مستوى ممكن ورئيس الوزراء اليوناني أعلن ذلك بنفسه"، بعد تصريحات مماثلة من وزارة الجيوش الفرنسية.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع اليونانية في بيان أن "قرار الحكومة اتخذ". وأضافت أنه "سيتم تسليم العقود قريبا جدا إلى الهيئات المختصة في البرلمان للتصويت عليها".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أبرما في 8 سبتمبر في الإليزيه وسط ضجة إعلامية كبيرة، هذا العقد الذي تبلغ قيمته ثلاثة مليارات يورو ويفترض أن يعكس تعزيز الدفاع والسيادة الأوروبية والذي توليه فرنسا أولوية.
لكن الولايات المتحدة أثارت بعض الاضطراب الجمعة بإعلانها أنها أعطت الضوء الأخضر لعملية بيع محتملة لأربع فرقاطات لليونان، في منافسة مع باريس.
وأثار هذا الإعلان لفترة وجيزة قلقا من احتمال حدوث أزمة جديدة بين باريس وواشنطن بعد أزمة الغواصات.
وكانت الولايات المتحدة أبرمت في سبتمبر شراكة أمنية مع أستراليا وبريطانيا أدت إلى نسف بيع البحرية الاسترالية 12 غواصة فرنسية تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار في إطار ما وصف بـ "عقد القرن".
لكن باريس أكدت السبت أن بيع الفرقاطات لليونان تم والعرض الأمريكي انتهى وأن واشنطن لم تفعل شيئًا من دون علمها.
وقالت وزارة الجيوش الفرنسية لوكالة فرانس برس "منذ كنا في نقاش مع اليونانيين، لم يعد العرض الأمريكي مطروحا. بالإضافة إلى ذلك وقعنا العقد مع اليونانيين. تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قبل أيام قليلة".
وأكدت الحكومة الفرنسية أيضًا أنه تم إبلاغها مسبقا هذه المرة قبل الإعلان الأمريكي خلافا لما حدث عند إبرام تحالف "أوكوس".
وقالت وزارة الجيوش الفرنسية "كتبوا لنا وأخبرونا: باسم علاقاتنا الطيبة -وبعد مشكلة أوكوس- نبلغكم مسبقا".
وأكدت باريس أنه "ليس هناك نية (من جانبهم) للذهاب أبعد من ذلك"، موضحة أن "ما حدث هناك كان مجرد نتيجة لعرض إدارى يبدو أن وقفها كان معقداً بالنسبة اليهم من وجهة نظر إدارية".
وبالإضافة إلى بيع محتمل لسفن، وافقت الولايات المتحدة على تحديث فرقاطات يونانية من فئة "ميكو" بمبلغ يقدر بنحو 2.5 مليار دولار.
وفي الحالتين قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن العقد "سيمنح للفائز بمناقصة دولية" لتحديث البحرية اليونانية.
وتقضي الاتفاقية الفرنسية اليونانية ببناء ثلاث فرقاطات للدفاع والتدخل (تسمى بلهارا عند تصديرها) في فرنسا من قبل مجموعة "نافال جروب" في لوريان (غرب) ، لتسليمها إلى البحرية اليونانية في 2025 و2026. وينص الاتفاق على خيار لفرقاطة رابعة.
ويقضي اتفاق "أوكوس" بتسليم غواصات تعمل بالطاقة النووية إلى كانبرا. وفسخت أستراليا عقدها مع فرنسا لشراء غواصات تقليدية، مما أثار غضب باريس.
وأدانت فرنسا يومها ما اعتبرته "طعنة في الظهر" من قبل شركائها واستدعت سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا.
واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ ذلك الحين بأنه كان بإمكان الولايات المتحدة التواصل بشكل أفضل مع حليفتها القديمة. وفي نهاية أكتوبر في روما ، حاول طيّ الصفحة خلال لقاء مصالحة مع نظيره الفرنسي.
وأعلن رئيسا الدولتين عزمهما على إطلاق "حوار استراتيجي حول التجارة العسكرية"، لا سيما بشأن تصاريح التصدير