النهار
السبت 6 يوليو 2024 04:26 مـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

محمد أنور السادات يكتب: وطن بإعلام جديد

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات
إلي رجال إعلامنا الوطني الحر، إننا نقدر لكم شهامتكم ووقفتكم الكريمة النبيلة إلي جانب شعبنا المصري الثائر ، كما نقدر إخلاصكم وتعاونكم الرائع في نقل الحدث للمواطن كما هو ، ونعلم أنكم عانيتم كثيراً من هامش الحرية والتضييق طوال سنوات عديدة ، ومن المنافذ العديدة التي كان يملكها رجال أعمال ومسئولين يدورون في فلك النظام ، وكلنا كنا نلتمس لكم العذر لكون البعض مجبراً علي أن يسير وفق مناهج وخطط إعلامية محددة .إننا الآن في وقت يفترض أن يسعي فيه إعلامنا المصري لاستعادة مصداقيته، وتغييرلغة حواره جذرياً ليكون إعلاماً محايداً ونزيهاً ملكاً لكل المصريين ، ومعبراً عن آمالهم وآلامهم وطموحاتهم ، لكننا حتي وقتنا هذا لانزال نبحث عن منابر إعلامية ومهنية حقيقية تواكب تلك المرحلة الهامة التي نعيشها الآن من تاريخ مصر.إن أمتنا لا ينقصها موارد بشرية ولا طبيعية لكي تنهض من ثبات التخلف وتنطلق لتسترد مكانتها بين الأمم ، إنما كل ما ينقصنا حقا هو إيمان وعزيمة وتخطيط وعمل. ولأن الإعلام حقا هو سلاح العصر فإننا نعتبركم جنود الخط الأمامي في معركة الصحوة والتغييرالشامل النابع من إيمان كل فرد بأن التغيير مسئوليته، وأنه جند له ، يدافع عنه ويتفاعل معه ويساهم في إنجاحه ويراقب مسيرته ويحرص علي استمراره.نعلم أن رسالتكم قادرة علي إحياء الشعوب النائمة وتنوير العقول التائهة ، وأنكم وسيلة للإرشاد والتوجيه والتعليم، والرقابة لكشف الفساد والانحراف، والتصدي لهجمات الغزو الفكري وبث الفتن ، وبكم تتحقق الآلفة والمحبة بين الناس ...فأنتم جنود الحاضر وصناع المستقبل.لقد صار الإعلام حقا هو سلاح القرن الواحد والعشرين، وهو رسالة سياسية وثقافية وتعليمية واقتصادية. ...وهو في حد ذاته أمضي في عمق ومساحة التأثير من الأسلحة الحقيقية ، وهو في نفس الوقت من أقوي وأكفأ آليات بناء وهدم الأمم . فهو سلاح دفاعي ، وسلاح هجومي ، وهوالعصب الحساس لمجمل مراحل حياتنا علي أرض مصر.إن الفترة القادمة تحتاج إلي تعاون الشعب وأجهزة الدولة وخصوصاً الإعلام مع الرئيس المنتخب وشحذ الطاقات والهمم ، وبث روح الأمل وصحوة الشهامة المصرية من جديد ، ونبذ أي محاولات تقلل من دور وجهد المجلس العسكري وحرصه علي ما فيه صالح الوطن والمواطنين ، وإننا جميعاً علي المحك فإما نهضة وإما كبوة .