النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 12:55 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

قوات تيجراي تسيطر على مدينة كوبولشا الإثيوبية وتتجه إلى العاصمة أديس أبابا

كشف شهود عيان إلى اندلاع معارك في بلدة كومبولشا جنوب ديسي بإثيوبيا، بين قوات الجيش الفيدرالي الإثيوبي، وقوات جبهة تحرير شعب تيجراي التي تتجه للاقتراب من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بينما شنّت الحكومة المركزية غارة جوية جديدة على إقليم تيجراي.

وأطلقت القوات الإثيوبية، اليوم الأحد، معركة جديدة للسيطرة على مدينة ديسي في شمال البلاد، وفق ما أفاد سكان، في وقت تقدّم متمرّدو تيجراي جنوبا ما أثار مواجهات مع قوات الجيش وميليشيات محلية.

ومثّلت سيطرة جبهة تحرير شعب تيجراي على ديسي السبت مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ نحو عام، بعدما استعادت معظم أجزاء تيجراي من القوات الفدرالية في يونيو ووسعت رقعة وجودها لتمتد إلى المناطق المجاورة.

لكن الأحد، أفاد شهود عن تجدد المعارك في المدينة فيما أصدر الجنود الإثيوبيون أوامر للسكان بالتزام منازلهم، بعدما أفادت تقارير عن انسحابهم قبل يوم.

يذكر أن الاتصالات مقطوعة عن معظم مناطق شمال إثيوبيا فيما فرضت قيود على وصول الصحافيين، ما يصعّب مهمة التحقق بشكل مستقل من الأنباء الواردة من الجانبين.

وقال أحد قاطني ديسي الذي عرّف عن نفسه باسم محمد "أبلغنا الجنود بأنهم يقاتلون لاستعادة المدينة... وقالوا لنا إنه يجب ألا يخرج أحد من منزله".

وأفاد نادل سابق في ديسي يدعى ديستا بأنه شاهد جنودا يقاتلون في الشوارع. وقال لوكالة فرانس برس "يطلقون النار لكن كان عليّ إغلاق نافذتي... حتى لا يروني".

وجاء في بيان لمكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي الأحد "ستواصل القوات المسلّحة على الجبهة تطهير (المنطقة) من مجموعة الإرهابيين". وأضاف "يقاتلون من أجل القضاء بالكامل على القوة الغازية".

ولم ترد جبهة تحرير شعب تيجراي على طلبات فرانس برس الحصول على تعليق.

نزوح جماعي
وتبعد ديسي، الواقعة في إقليم أمهرة المتاخم لتيجراي، نحو 400 كلم عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأفاد السكان في وقت سابق عن احتشاد كبير للجيش في المنطقة فيما تدفّق السكان الفارّين من البلدات التي تشهد معارك شمالا إلى ديسي.

لكن ديسي شهدت السبت نزوحا جماعيا أيضا إذ تكدّس العديد من الأشخاص في الحافلات وفروا إلى بلدة كومبولشا جنوبا.

والأحد، شهدت هذه البلدة أيضا اندلاعا جديدا لأعمال العنف، بينما قال سكان لفرانس برس إنهم سمعوا من منازلهم أصوات إطلاق نار.

وذكر احد السكان الذي عرف عن نفسه باسم تاديسي (32 عاما) "رأينا عناصر جبهة تحرير شعب تيجراي يدخلون عبر الشارع الرئيسي هذا الصباح وركضنا إلى منازلنا". وذكر تاديسي أنه يبدو بأن التيجرانيين انخرطوا في تبادل لإطلاق النار مع الميليشيات من أمهرة والجنود الإثيوبيين.

ومن جانبه، أوضح مواطن آخر يدعى أمسالو (34 عاما) لوكالة فرانس برس أن إطلاق النار بدأ في الساعة التاسعة صباحا واشتد خلال النهار.

وتابع "أسمع طلقات نارية في المدينة ( ..) إنها لا تتوقف. أنا جالس في المنزل لأكون في أمان".

ودعا إقليم أمهرة، حيث تقع ديسي، السكان إلى حماية أحيائهم، فيما حض الناطق باسم الحكومة ليجيس تولو المواطنين على حشد صفوفهم استعدادا للمعركة.

وقال "على كل مواطن إثيوبي قادر على القتال التحرّك".

وقالت إدارة إقليم أمهرة إنها "تدعو جميع المواطنين في المنطقة القادرين على القتال لتسجيل أنفسهم.. في الأيام الثلاثة المقبلة".

قصف جوي على تيجراي
في الأثناء تتعرّض تيجراي إلى قصف جوي يومي تقريبا منذ نحو أسبوعين فيما يزداد اعتماد الجيش على سلاح الجو في النزاع.

وأعلن الجيش الإثيوبي أنه شن غارة جوية على تيجراي الأحد، بحسب بيان صادر عن الحكومة عبر تويتر مشيرا أن الغارة استهدفت "منشأة تدريب عسكرية (كانت) بمثابة مركز للتجنيد والتدريب" لجبهة تحرير تيجراي.

ولم يسجّل أي ضحايا الأحد لكن مصدرا في أحد المستشفيات ذكر أن 10 أشخاص قتلوا في ضربة جوية الخميس، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مقتل ثلاثة أطفال في ضربتين وقعتا في 18 أكتوبر. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل الشهر الجاري.

ولفتت الحكومة بدورها إلى أن المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لجبهة تحرير شعب تيجراي.

وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.

اندلع النزاع في إقليم تيجراي في نوفمبر العام الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى الإقليم في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية.