حرب شتائم وضغائن تشتعل بين بايدن وجونسون بسبب أفغانستان
أدت الحرب الكلامية الغاضبة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن الانسحاب الفوضوي للقوات من أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان، إلى قيام وزير في الحكومة البريطانية بوصف الرئيس الأميركي بـالمجنون وسط تجاهل جو بايدن اتصالات ونداءات رئيس الوزراء البريطاني.
ويكشف الخلاف بين الجانبين عن خطوط صدع خطيرة في العلاقة الخاصة بين البلدين، في وقت تعني فيه التهديدات المتزايدة للصين والتطرف أن التعاون الدولي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى وفقا لموقع "انسايدر" الأميركي.
وبحسب التقرير فإن ما يسمى بـ "briefing wars" حروب الإحاطة والتي يقوم فيها المسؤولون بقنص بعضهم البعض عبر تعليقات للصحافة غالبًا دون الكشف عن هويتهم بين لندن وواشنطن، ربما كانت على الأرجح حتمية نظرًا لحجم الفوضى في أفغانستان بعد أن أعلن بايدن في أبريل أنه سيسحب القوات الأميركية المتبقية من البلاد.
وفي حين وافقت حكومة بوريس جونسون في البداية على القرار، كان هناك غضب وسخط تجاه بايدن بعد المشاهد الفوضوية في كابل، حيث سارع البلدان لإجلاء المواطنين والحلفاء بعد استيلاء طالبان بسرعة على البلاد.
وتجدد الغضب في لندن بعد أن تجاهل بايدن الأسبوع الماضي نداءات من المملكة المتحدة لتمديد الموعد النهائي لإجلاء الأشخاص من مطار كابل، مما يعني أن العديد من الأشخاص الذين خططت المملكة المتحدة لإجلائهم قد تركوا هناك.
أحد الوزراء في مجلس الوزراء البريطاني الذي لم يذكر اسمه وصف بايدن "بالمجنون " وغيرها من التعبيرات في تصريحات لصحيفة "The Mail" يوم الأحد من الأسبوع الماضي، والتي شقت طريقها إلى البيت الأبيض بعد إعادة نشرها في صحيفة "واشنطن بوست".
ووفقًا لصحيفة "صنداي تايمز"، بدأ جونسون في الإشارة إلى بايدن على أنه "جو النائم" في إحياء للقب المفضل للرئيس السابق دونالد ترمب – كما اعتبر أن بايدن "خفيف الوزن" حتى إنه قال بأن العمل مع ترمب كان سيكون أفضل من بايدن.
وردت واشنطن سريعا وأخبرت مصادر البنتاجون صحيفة "بوليتيكو" أن المسؤولين البريطانيين دفعوا الولايات المتحدة إلى الإبقاء على بوابة مفتوحة في مطار كابل والتي تعرضت لاحقًا لهجوم قاتل وهو ادعاء نفي بشدة من وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب.
بايدن، المعروف بقدرته على تحمل الضغائن، أبدى منذ فترة طويلة حذرًا تجاه جونسون، واصفًا رئيس الوزراء بـ "ترمب المصغر" مؤخرًا في العام الماضي. وفي الواقع، عادت التقارير حول ضغائن بايدن إلى الظهور هذا الأسبوع في أعقاب تبادل الشتائم.
وقد تبدو العلاقات عبر الأطلسي في حالة من الانحدار، ويبدو أيضًا أن بايدن قد أضر بمكانة الولايات المتحدة داخل الناتو. واللورد روبرتسون، الذي كان يشغل منصب الأمين العام لحلف الناتو عندما دخلت القوات الأعضاء فيه إلى أفغانستان في عام 2001، وصف الانسحاب يوم الخميس بأنه "استسلام متسرع للأشخاص الذين قاتلناهم وهزمناهم قبل 20 عامًا".
وأضاف أن "حلف شمال الأطلسي والغرب، أيا كان ما نود أن نفكر فيه، قد أضعف، وتضرر هذا التضامن الرائع قبل 20 عاما، وتعرضت الولايات المتحدة الأميركية العظيمة للإذلال".
وبحسب التقرير، فإنه من الواضح تمامًا أن حكومة المملكة المتحدة تفضل العمل مع بايدن، والتزامه بالمؤسسات المتعددة الأطراف مثل الناتو والأمم المتحدة، أكثر من العمل مع ترمب حتى بعد تصريحات جونسون الأسبوع الماضي الذي قال فيها "سنكون أفضل حالا مع ترمب".
لقد نجت هذه العلاقة عبر الأطلسي أيضًا من الكثير من المد والجزر من قبل وأظهرت مرارًا قدرة على الصمود في وجه الكراهية الشخصية بين قادتها.