عقب مباحثاته مع الأمين العام للجامعة العربية
د. شعث : إسرائيل تقضى على حلم إقامة الدولة الفلسطينية
أكد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اهمية انعقاد الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية والذي طالبت به فلسطين من اجل بلورة الموقف العربي وبحث التحركات المطلوبة في مواجهة السياسة الاسرائيلية في ظل عدم احراز تقدم على صعيد المفاوضات غير المباشرة لافتا الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيقدم عرضا مفصلا للوزاري العربي للجنة مبادرة السلام قريبا ما توصل اليه بشأن المفاوضات غير المباشرة من خلال مبعوث الادارة الامريكية للمنطقة جورج ميتشيل حتى الآن وما يتعلق بتطورات الوضع في غزة والوضع الفلسطيني بشكل عام للخروج بموقف عربي موحد .وقال د. شعث في تصريحات صحفية عقب مباحثاته اليوم مع عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان اللقاء تطرق الى موضوع ملح وهو التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية ،خصوصا بعد اللقاء الذي تم بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، لافتا الى ان هناك العديد من المشكلات العديدة تتعلق بضرورة العمل على فك الحصار على قطاع غزة ، واهمية استمرار العمل الجاد من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية .وأضاف د. شعث : اننا لن نيأس على الاطلاق من هذا الموضوع لأنه بدون تحقيق الوحدة الفلسطينية لا يمكن أن تكون هناك قوة فلسطينية قادرة على مواجهة الاحتلال والحصار الاسرائيلي .واشار د. شعث الى انه تم خلال لقائه مع الامين العام للجامعة تبادل العديد من الافكار التي تتعلق بضرورة الاسراع بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة ، لافتا الى ان كل الاجراءات التي تتم حاليا بمعرفة توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في منطقة الشرق الأوسط ونتنياهو قاصرة للغاية ولا تؤدي الى احداث اي تغير حقيقي على صعيد الأوضاع في غزة ، والمتتبع الآن للاحصائيات في هذا الصدد يكتشف عدم وجود اي تغير على حدود غزة ، ولا تدخلها اي مواد انتاجية ، او مواد بناء ،كما لا تخرج اية صادرات وليس هناك اي تقدم في هذا الموضوع ، مضيفا ان المسألة لا يجب ان تنحصر في مجرد الكاتشاب والمايونيز والقهوة والبرغل فاسرائيل تحاول القضاء على قدرة غزة الانتاجية وبالتالي القضاء على الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة ، ومن ثم القضاء على حلم اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .وفيما يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي لفت د. شعث الى ان ما جرى خلال لقاء نتنياهو واوباما لا يبشر بأي خير ، موضحا انه معاكس لكل التطلعات العربية والفلسطينية .وقال د. شعث : انه لم يحدث اي تقدم في مجال ما سمى بمفاوضات التقريب او المفاوضات غير المباشرة ، موضحا ان الشرط العربي والفلسطيني للانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة هو التزام اسرائيل بوقف كامل للاستيطان وخاصة في القدس ...وهذا لم يتم الا بشكل جزئي للغاية ، وتحقيق تقدم على مستوى طاولة المفاوضات والالتزام بما كنا قد وصلنا له ..والانطلاق منه ، مع الالتزام بمكونات الشرعية الدولية وفقا للاتفاقات السابقة ، واحداث تقدم على الاقل في موضوعي الأرض والأمن المتعلق بهه ، لكن لم يحدث اطلاقا اي تقدم في هذا الاطار وبالتالي هناك اجتماع دعت اليه السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية اليه والخاص بلجنة مبادرة السلام العربية وقد استجاب السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية لعقد هذا الاجتماع العربي قريبا .وأوضح د. شعث ان هذا الاجتماع سيتم خلاله تقييم الموقف بالكامل واتخاذ قرار عربي يتعلق بهذا الموضوع ، لافتا الى انه سيسبق ذلك عودة الرئيس الفلسطيني ابو مازن من رحلته في افريقيا لعقد اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ القرار بالتحرك الفلسطيني والذي سيعرض امام الاجتماع الوزاري العربي للجنة مبادرة السلام لاتخاذ موقف عربي موحد يتعلق بالخطوات المستقبلية.وشدد د. شعث على انه ايا ما كانت هذه الاوضاع فان الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله الشعبي وحراكه الدولي وستستمر السلطة الفلسطينية في عمل كل ما من شأنه دعم الصمود الفلسطيني الى ان تكون هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام العادل ، لافتا الى ان هذه الفرصة غير متوفرة الآن لكن لابد من الاستمرار في استراتيجيتنا وخطتنا بكل الدعم العربي الممكن للموقف الفلسطيني سواء في القضايا المتعلقة بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي او الحصار الاسرائيلي على غزة او الوحدة الوطنية الفلسطينية .وفي رده على سؤال حول المخاوف العربية من اعطاء الاجتماعات المقبلة تفويض جديد للرئيس عباس بالدخول الى المفاوضات المباشرة قال د. شعث ان الرئيس محمود عباس سيطرح على اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية كل ما توصل اليه بشأن المفاوضات من خلال مبعوث الادارة الامريكية للمنطقة جورج ميتشيل حتى الآن وما يتعلق بالوضع في غزة والوضع الفلسطيني بشكل عام ، والرئيس عباس لن يأتي ليؤمن على نتائج القمة الامريكية الاسرائيلية وانما لطرح الموقف الفلسطيني عربيا للخروج بموقف عربي موحد .وحول الطرح الامريكي الاسرائيلي للدخول في مفاوضات مباشرة ومدى استعداد الجانب الفلسطيني لذلك قال د. شعث : ان هذا الموقف بالنسبة لنا خاطيء وفي كل تفاصيله لا يستجيب لا للاتفاق الذي عقدناه معهم او لقرار الجامعة العربية السابق في هذا الشأن ، ولم يتحقق اي تقدم على مسار المفاوضات غير المباشرة ، وهناك اختراقات اسرائيلية كبيرة لموضوع وقف الاستيطان وطرد المواطنين من القدس وهدم بيوتهم واخلاء احياء كاملة في القدس الشرقية والامر برمته واضح .وحول ما اذا كان نتنياهو قدم وعودا معينة للادارة الامريكية علق د. شعث : ليس لدينا علم بما قدمه نتنياهو للادارة الامريكية سوى وعود بامكانية وقف الاستيطان وهذا أمر حتى الآن لم يحدث ونحن نشكو للسيد ميتشيل في كل اجتماع اختراقات نتنياهو المعروفة والواضحة للعيان وليس لدينا اي معلومات عما يمكن ان تقدمه الادارة الامريكية لشرح هذا الموقف الذي حدث في واشنطن لكن مع ذلك سنترك الامر لتقييم القيادة الفلسطينية ثم للاجتماع العربي للجنة مبادرة السلام بالقاهرة قريباً .