النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 10:28 مـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رياضة

تهديدات بالإضراب عن اللعب تتوغل في كبرى الدوريات الأوروبية

كان شهر سبتمبر الماضي حافلاً بتهديدات اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى بالإضراب عن المباريات والتوقف عن اللعب، وذلك بعد إجراء العديد من التغييرات على أنظمة بعض البطولات الكبرى وزيادة عدد المباريات بها.

فجر هذه التهديدات أحد أبرز اللاعبين المرشحين للكرة الذهبية، ونجم مانشستر سيتي رودريجو هيرنانديز، بتلويحه عن إمكانية دخول اللاعبين في إضراب عن المباريات بسبب الجدول المزدحم، وتبعه العديد من اللاعبين والمدربين بالانضمام اليه.

بداية القصة

في عام 2021 وفى بيان مشترك من اثنى عشر ناديا (6 من إنجلترا، 3 من إسبانيا، 3 من إيطاليا) أعلن فلورنتينو بيريز رئيس نادى ريال مدريد عن مقترح لإنشاء بطولة جديدة بديلة لدوري أبطال أوروبا تحت مسمى "السوبر ليج".

ولكن المقترح لقى معارضة كبيرة من الإتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" والإتحاد الأوروبى لكرة القدم "يويفا" والحكومات والاتحادات الوطنية، مبررين ذلك بأنها بطولة نخبوية، وستحطم آمال الأندية الصاعدة في المنافسة.

وأدى رد الفعل العنيف من الاتحادات إلى إعلان جميع الأندية الإنجليزية الستة نيتها الانسحاب من المقترح.

وفى محاولات من الفيفا واليويفا لكبح بطولة السوبرليج، لجأت هذه الاتحادات إلى إجراء العديد من التعديلات على البطولات الكبرى، مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، بزيادة عدد الأندية المشاركة، بالإضافة الى عدد المباريات.

أصبح دوري الأبطال بمشاركة 36 فريقاً بدلا عن 32 فريقاً، وكأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقا بدلا من سبعة فرق.

ومع زيادة عدد المباريات أصبح بإمكان الأندية الحصول على عوائد أعلى من خلال البث والإعلانات وتذاكر المباريات، مما يشجعها على رفض أي مقترحات خاصة بإنشاء بطولات جديدة.

لكن هذه الإجراءات نسيت الطرف الأهم والأساسي في هذه المعادلات، حيث أصبح بعض اللاعبين معرضين لخوض أكثر من 70 مباراة في الموسم، والذى بدوره سيعرضهم للإرهاق والإصابات، وبالتالي تقديم منتج سئ للمشاهد.

وبالنسبة لبعض الأندية قد يستمر الموسم حتى شهر يوليو، عوضا عن اعتماد الفيفا لنوافذ التوقف الدولي.

تصاعد التهديدات والانتقادات

هذه الأحداث دفعت إلى تلويح الإسباني نجم نادى مانشستر سيتى رودريجو هيرنانديز، بتصريحات نارية مطلع شهر سبتمبر، في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة نادى انترميلان الإيطالي في الجولة الأولي من دوري أبطال أوروبا مهدداً بإمكانية دخول اللاعبين في إضراب بسبب روزنامة المباريات المزدحمة، التي لاتراعي الحالة البدنية للاعبين.

وانضم إليه النجم البرازيلي وحارس عرين ليفربول أليسون بيكر، بتصريحه قبل مباراة فريقه أمام نادى ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، قائلا "إن سلطات اللعبة المعنية لم تمنحنا كلاعبين صوتا للتعبير عن مخاوفنا، واستطرد "ربما لايهم رأينا لكن الجميع يعرف رأينا بشأن زيادة عدد المباريات.

وأيدهم الفرنسي جويل كوندى، مدافع فريق برشلونة الإسباني، بتعليقه "سيأتي وقت سنضطر فيه الى الإضراب لأنه الطريقة الوحيدة للتعبير عن رأينا أمام هؤلاء الذين لايريدون فهمنا".

وحذر ماركو فان باستن أسطورة الكرة الهولندية السابق، من الحال الذي وصلت إليه كرة القدم في الفترة الأخيرة، وقال ماركو فان باستن في تصريحات نشرتها العديد من وسائل الإعلام "هناك الكثير من المباريات هذه الأيام، نحن نحلب منتج كرة القدم، ويجب أن نكون حذرين حتى يظل الشغف بمشاهدتها موجودًا لدىّ الجماهير"، وتابع "لايمكنك حتى الذهاب في إجازة دون الشعور بأنك تتخلف عن متابعة أحداث ومباريات كرة القدم".

وشاركت رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا متمثلة في تصريحات رئيسها التنفيذي ماهيتا مولانغو، بقوله "هذا هو العام الذى يتعين فيه على أولئك الذين يديرون اللعبة أن ينتبهوا ويلاحظوا الروزنامة، والقول بوضوح هذا لايفيد".

فيما شارك أيضا العديد من المدربين في قضية زيادة عدد المباريات، حيث طالب تشابى ألونسو مدرب فريق بايرن ليفركوزن الألماني بضرورة الاستماع الى مطالب اللاعبين حول العالم بِشأن جدول المباريات المزدحم، وأوضح بأنه يتفهم انتقادات وتهديدات اللاعبين.

فيما لم يفوت الاسباني بيب جوارديولا مدرب فريق مانشستر سيتى، فرصة مساندة لاعبه رودرى، وعلق قائلاً "اللاعبون محقون بشأن الخوف على حالتهم في الملعب، إذا كان يوجد أي تغيير فيجب أن يأتي من اللاعبين، لأن المباريات لايمكن بأن تقام بدونهم"، واختتم حديثه "الأمر لايتعلق برودرى فقط، بل يتعلق باللاعبين في جميع أنحاء العالم".

جدير بالذكر أن إصابة بالرباط الصليبي قد أنهت موسم الإسبانى رودريجو هيرنانديز، في ضربة كبيرة لفريق الستزينز، بعد خروجه مصاباً في قمة الأسبوع الخامس من البريميرليج، أمام الفريق اللندنى "أرسنال".

وأتت هذه الإصابة لتعيد تسليط الضوء على ماصرح به رودرى سابقاً قبل إصابته عن الروزنامة المزدحمة للمباريات مرجعا إليها السبب في الإرهاق والإصابات، حيث أتبعه الكوري الجنوبي سون هيونج مين نجم نادى توتنهام الإنجليزي في أواخر شهر سبتمبر، وألحق السبب في كثرة الإصابات إلى ازدحام جدول الموسم، مصرحاً "جميع اللاعبين معرضين للإصابة، لقد كان رودري محقاً فيما قاله، لايمكن أن نلعب أكثر من 70 مباراة في الموسم.

وفى النهاية السؤال الذى يطرح نفسه، هل تتخذ الاتحادات الرياضية إجراءات وقائية بعد تهديدات اللاعبين.. أم سيستمر الوضع على ماهو عليه، حتى تؤول الأمور في النهاية إلى أن تتحول هذه التهديدات الى واقع على أرض الملعب؟