عار الكورونا ونخوة الناس
بقلم : د. هانى أبو الفتوح
فيروس الكورونا الذي يصيب به الله من يشاء من عباده، ويسبب الأسباب له لينتقل بين أجساد البشر ويعبر القارات ، والدول ولا يفرق بين غني او فقير ويموت به من كتب الله عليه الموت بأقدار الله تحول في بلدنا الى عار وعورة من أصيب به منبوذ يهرب الجميع منه ومن يعالجه منبوذ يبتعد عنه الناس ومن يموت به منبوذ يرفض الجهلة ان يدفن ويواريه التراب حولنا الجهل وعدم الفهم وعدم الوعي إلى قلوب متحجرة وعقول خربة فبات الطبيب الذي يعالج ويداوي ويقف لعدو الحياة الشرس بالمرصاد مضحيا بنفسه ان يكون في الصفوف الأولى ومعه الهيئة الطبية المساعدة وكل العاملين في المستشفيات باتوا جميعا منبوذين فلا يسمح للبعض منهم بالدخول إلى منازلهم في ساعات الراحة المعدودة ولا يسمح لهم بالاحتكاك مع الناس متى عرف موقع عملهم وانهم في الصفوف الأولى لمحاربة المرض اي عار وأي خزي على هؤلاء من وصل بهم الجهل والخوف والرعب الى رفض دفن جسد كتب الله عليه الفناء وجعل إكرام الميت دفنه فلا إكرام للحي الذي يحارب في محرابه ولا إكرام للميت ولا شفقة ورحمة بجسده البالي ولا بأهله ومن هم في مصيبة أين يذهبون بجثمانه عذرا ومعذرة و اعتذارا لكل جيشنا الأبيض الناصع ومن يعاونهم وعذرا ومعذرة و اعتذارا لكل من فقد عزيز لديه ومنعه الجاهلون من مواراته التراب بدلا من تعزية أهلهم والوقوف معهم فضاعت منا نخوة ووفاء وواجب كنا نبحث عنه في كل قرية وشارع وحي لابد من تغيير جذري في وعي وفكر المجتمع بأسره قبل أن يضيع منا كل القيم والسلوكيات التي تربينا عليها وأمرنا بها الدين الكورونا ليست عاراً، ولكن العار أن تضيع منا النخوة والواجب وأن يضيع منا القيم والوعي والفهم أن لا كبير على مرض ولا هارب من موت وإنما هي أقدار الله فينا تنفذ مشيئته ولا راد لقضائه .