شعبان خليفة يكتب : من ينجيكم من هذه ؟!
ما نشاهده و نسمعه عن فيروس كورونا وغيره إنما هى آيات حادثة دالة على الخالق ينبه الله بها الغافل ، و المغرور أن يتوقف عن الشرور سواء كان مصدرها مجهول أو شرير فى معملٍ مجهول ، و فى كل الحالات إن لم يتعظ العالَم المغرور أخذه أخذ عزيزٍ مقتدر بجند من جنوده التى لا يعلمها إلا هو سبحانه و لا عجب أن يجعل تدبير الإنسان هو ذاته وسيله تدميره ... هكذا فهم صحابة رسول الله على يد الرسول عليه الصلاة والسلام ما يجرى فى الكون من حوادث فعن الحسن البصرى قال ( كانوا - يتحدث عن اصحاب رسول الله - يقولون الحمد لله الرب الرفيق - من الرفق - الذى لو جعل هذا الخلق خلقاً دائماً لا ينصرف ..لقال الشك فى الله لو كان لهذا الخلق رب لحادثه - أى جعل الحوادث تقع عليه - و أن الله حادثة بما ترون من الآيات : أنه جاء بضوء طبق ما بين الخافقين و جعل فيها سراجاً وهاجا ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق ، و جاء بظلمة طبقت بين الخافقين و جعل فيها سكنا و نجوماً و قمراً منيراً و إذا شاء بنى بناء جعل فيه من المطر و البرق و الرعد ما شاء و إذا شاء صرف ذلك كله ، وإذا شاء جاء ببرد يقرقف الناس - من القرقفه ومعناها فى اللغة الرعدة أى برد يصاحبه شدة الخوف - و إذا شاء ذهب بذلك و جاء بحَرٍ يأخذ بأنفاس الناس ليعلم الناس أن لهذا الخلق رباً يحادثه بما يرون من الآيات وكذلك إذا شاء ذهب بالدنيا و جاء بالآخرة أنتهى كلام البصرى رضى الله عنه ) إن ربى على كل شىء قدير فادعوه يصرف السوء
لقد فطر الله عبادة على معرفة الحق و جعل الآيات مكملة للفطرة قال جل شأنه " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " سورة فصلت
وهذا يعنى استمرارية الآيات فى الآفاق و فى الأنفس لمن كان له عقلٍ لينظر فيها و يستخلص منها العبر والعظات .. إن كل الشواهد تؤكد حاجة البشرية للقيم الروحية و الإمكانيات المادية معاً دون تعارضٍ بينهما فكل تقدم مادى لا تقابله قيم روحية سينتهى لا محالة لآثار مدمرة على البشرية و على كل عقلاء العالم أن يدركوا كما أنه ليس للقيم الروحية وطناً بعينه فأنه ليس للعلم وطناً بذاته و كلاهما أيضاً لا جنسية فليت البشرية تتوقف عن تسخير العلم للتدمير و العدوان و هلاك الإنسان بأبشع الأسلحة وأشدها فتكاً وإلا جاءها الهلاك من حيث لا تحتسب
هل تريدون النجاة من هذه و من كل كرب ؟ إنه الله المنجى وصدق سبحانه فى سورة الأنعام "قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63)قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64)