أكاديمى فى "سان سيمونيه مصر":
تأييد مصر للشراكة المتوسطية كان براجماتياً
تواصلت اليوم، السبت، أعمال مؤتمر السان سيمونيه فى مصر: مسارات التحديث، الذى افتتح فعالياته يوم أمس، الجمعة، الدكتور عماد أبو غازى، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ويستمر حتى يوم الاثنين المقبل، بمشاركة بحثية دولية من لبنان والجزاير وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.قال الدكتور محمد عفيفى، رئيس قسم التاريخ بـآداب القاهرة، ان فكرة الشراكة المتوسطية ليس لها وجود حقيقى فى أذهان المفكرين المصريين كتطور لفكر السان سيمونيين فى مصر. كما أن وجودها فى مصر فى فترة التسعينات جاء براجماتياً فقط من جانب الدولة، لأسباب اقتصادية بحتة،بهدف الاستفادة من المنتديات الاقتصادية، مضيفاً أنه ربما هذا ما يعيق تعميق فكرة الشراكة المتوسطية بشكل كبير.وأشار الى أن مصر أيدت مشروع الشراكة المتوسطية لاجهاض مشروع الشرق الأوسط ، خلال هذه الفترة، خوفاً من ألا يكون لها قيمة كبيرة فى مقابل وجود قيمة اقتصادية لاسرائيل فى المشروع الأخير، الا أن بعض أحزاب المعارضة رفضت هذه الشراكة بفعل توجهاتها مثل الحزب الناصرى، وأحزاب العمل المجمد والأحرار ، وبعض المفكرين المستقلين.وأوضح عفيفى أن تراجع فكرة المتوسطية وتحقيق التكامل مع دول البحر المتوسط، ظهر فى كتابات رفاعة الطهطاوى مروراً بعميد الأدب العربى طه حسين، وحتى الكاتب والمؤرخ جمال حمدان، والمفكر سيد قطب، وأن انتشار الفكرة والترويج لها توقف لأسباب أخرى تتعلق بوجود الحرب الباردة بين القطبين روسيا والولايات المتحدة اللذان لم يسمحان بنموها آنذاك،بالاضافة الى الحروب التى خاضها العرب للتحرر من الدول الاستعمارية.ومن جانبه، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، ان السان سيمونية تنطلق من منطلق المجتمع المدنى وقدرة الأفراد على تطبيق أفكارهم، وقدرة الجمعيات على التأثير، هناك تشابه كبير بين البيئة الدولية الحالية من حيث الحركة العالمية لحقوق الانسان، والبيئة الدولية فى فترة سان سيمون فى القرن الـ 19 عشر، عندما لم يكن هناك دولة قوية جدا فى مقابل وجود حركة اجتماعية عالية جداً .. والسان سيمونية خفتت وظهرت مع انهيار القطبية والبحث فى علاقة الجدلية بين المحلى والعولمى، وهى أساس فكر السان سمونيه.ومن الجدير بالذكر، أن سان سايمون هو الكونت هنري دي سان سايمون (Saint Simon) كان فيلسوفاً فرنسياً يميل إلى مبدأ تدخل الدولة في الحياة الأقتصادية وكانت دعوته موجهة إلى الاهتمام بالصناعة. واشترك سايمون في الثورة الأمريكية مدفوعاً بحماسه، وأيد الثوار الفرنسيين في فرنسا، وتوفي في عام 1825م.وكان من أتباع سان سايمون الفيلسوف أوجست كونت، والمهندس فرديناند دي يلسبس، الذي قام بحفر قناة السويس في مصر، الا أنهم اتخذوا مذهباً أشتراكياً. ورأى أنصار سان سيمون خلال وجود محمد علي فى حكم مصرفرصة لتطبيق أفكارهم، لذا فقد سافر الكثير منهم إلى مصر للمساهمة في نهضتها.