النهار
الخميس 28 نوفمبر 2024 04:31 مـ 27 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جامعة سوهاج تُسدل الستار على «ماراثون» انتخابات الاتحادات الطلابية: «لبيب» رئيسا و«حسن» نائبا لاتحاد الطلاب مجموعة أغذية تعزز أهداف النمو الاستراتيجي في معرض أبوظبي 2024 هواوي تقدم خدمات استثنائية لجعل نهاية العام ذكرى لا تنسى قمة ”إيجيبت أوتوموتيف” تختتم أعمال قمتها التاسعة بإعلان التوصيات مجموعة البارون تستضيف الحدث الأول لشركة إل تور الألمانية لتعزيز التعاون السياحي موعد وحكام مباراة دجوليبا وبيراميدز في دوري الأبطال وزيرة البيئة تعلن بداية برنامج لإستعادة النظام البيئي في منطقة البحر الأحمر وجنوب سيناء انطلاق أعمال الدورة الـ40 لمجلس وزراء العدل العرب برئاسة السعودية بالجامعة العربية رئيس البارالمبية الدولية يلتقي أبطال مصر ويشيد باهتمام الرئيس بالرياضة البارالمبية مهرجان الفيوم السينمائي يكرم الطلاب صناع الأفلام بمنصة قارون بعد 3 أسابيع .. رفع فيلم «رفعت عيني للسما» من دور العرض المصرية.. ما السبب؟ وزير الرياضة يلتقي لاعب التنس أنور الكمونى بعد رحلة علاج استمرت سبع سنوات وعودته للملاعب

مقالات

بروباجندا الإعلام

محمود حسن
محمود حسن

 

 بقلم محمود حسن

لم يكن الإعلام كأداة محركة وموجهة لفكر وانتباه العامة بعيدا عن يد السلطة أياً كانت هذه السلطة ديمقراطية او سلطة ديكتاتورية فجميعهم يسعى الى كبح جماح وعنفوان الفكر الاعلامي الذي يهدف دائماً الى تحرير العقل والفكر لدى العامة او الجمهور، لذلك تسعى دائم السلطة على اختلاف انواعها وصفاتها الى استمالة الاعلام نحوها بالتحكم فيه عن بعد تارة وتارة اخرى بالسعي الى امتلاك وسائل اعلام تعمل كأذرع اعلامية بتوجيهات أمنية.

ولقد كانت اول عملية لاستخدام رجالات السياسة للدعاية والاعلام هو ما ذكره الفيلسوف الامريكي "نعوم تُشُومِسْكِي" في كتابه "كيف تسيطر على الاعلام" عن علاقة السلطة بالاعلام والتي تجسدت عام 1916 في موقف الرئيس الامريكي " وودرو ويلسون"  اثناء اندلاع الحرب العالمية الاولى حيث كان المشهد الداخلي الامريكي للعامة او للشعب غير مقتنع بالانخراط في الحرب ضد المانيا والتي كانت  قد اجهزت على معظم البلدان الأوروبية في ذلك الوقت ، فماذا عسى الرئيس الأمريكي ان يفعل لاقناع مواطنيه باهمية الدخول في الحرب ضد الطوفان الالماني حيث شرع في انشاء لجنة للدعاية الحكومية والتي نجحت من خلال دعايتها واللعب باساليبها في اقل من "ستة أشهر" الى تحويل المواطنين المسالمين والرافضين لفكرة الحرب الى اشخاص تتملكهم فكرة القتال والجموح الى تدمير كل ما هو الماني وخوض الحرب لتخليص العالم وانقاذه كما صور لهم مسئوليهم حينها وكان هذا الحدث بمثابة اول تجربة ميدانية في استخدام السلطة السياسية للاعلام كأداة رئيسية في ترويج مشاريعها السياسية والوصول إلى الجمهور بكل شرائحه واتجاهاته.

لذلك دعنا نتفق ان القائمين على ادارة السلطة خاصة ممن لديهم حنكة وخبرة ميدانية يعلمون ان الاعلام يتصف بالسلطة الرابعة، حيث وُجِدت هذه السلطة وتطورت وتفتّقت لتمارس  رقابة  سياسية وأخلاقية واحترازية وتقييمية على أداء السلطة السياسية والسلطة التشريعية وكذلك السلطة التنفيذية والقضائية لذلك يسعون دائما الى تسخير الاعلام الى خدمة اعمال الـ Politics اي اعمالهم السياسية خاصة ذات الاهداف المتغيرة للوصول الى مرادهم دون رقابة او تقييم او توعيه.

ولعلنا نلحظ ان الكثير من أسباب الصراعات التي تظهر من حين إلى آخر بين السلطة السياسية ووسائل الإعلام هو ايمان الكثير من رجالات السلطة بان  استقرار أي نظام سياسي يتوقف على دراسة طبيعة العلاقة القائمة بين السلطة السياسية و وسائل الإعلام، وكذلك العمل على تحديد هذه الوسائل الاعلامية و تشخيصها والتمكن من السيطرة عليها وتوجيهها وتركيعها لصالحه وصنع حالة من البروباجندا الخلاقة.

وتظل ديناميكية الاعلام وحركته والبروباجندا التي يستطيع من خلالها التأثير في الشارع واراء العامة هو الهدف الذي يسعى ويرموا اليه معظم القائمين على ادارة السلطة وهو ايضاً مايسعى الية كافة العاملين في السياسة او العمل العام.