النهار
الإثنين 3 مارس 2025 06:42 مـ 4 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جامعة القاهرة وجامعة شنغهاي الدولية.. شراكة أكاديمية جديدة لتعزيز التعاون المصري الصيني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي يبحث مع عبد العاطي تحضيرات القمة العربية الطارئة وزير التعليم العالي يهنئ جامعة المنصورة لحصول مركز الكلى على الاعتماد كمركز تدريبي إقليمي قطر تدين بشدة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة نميرة نجم: ضرورة الاستجابة لسياسية شاملة تضمن الحماية القانونية للمهاجرين في أفريقيا جامعة حلوان تبحث آفاق التعاون المشترك مع وفد جامعة الصداقة الروسية إنفينيكس تكشف عن مفهوم الهاتف القابل للطي ثلاثي الأبعاد Mini Tri-Fold ”أوان” تتألق في رمضان وتعرض 5 مسلسلات وبرامج قبل الشاشة مد فترة المشاركة فى الدورة الثامنة لمهرجان القاهرة الدولي للمونودراما حتى ١٠ مارس قطاع المسرح يطلق النسخة التاسعة من برنامج ”هل هلالك”.. 6 رمضان مكتبة الإسكندرية تختتم المسابقة السنوية للمدارس الأنجلوفونية Aduna تعلن عن انضمام ”إي آند” كشريك في مشروع واجهة برمجة تطبيقات الشبكة العالمية

مقالات

بروباجندا الإعلام

محمود حسن
محمود حسن

 

 بقلم محمود حسن

لم يكن الإعلام كأداة محركة وموجهة لفكر وانتباه العامة بعيدا عن يد السلطة أياً كانت هذه السلطة ديمقراطية او سلطة ديكتاتورية فجميعهم يسعى الى كبح جماح وعنفوان الفكر الاعلامي الذي يهدف دائماً الى تحرير العقل والفكر لدى العامة او الجمهور، لذلك تسعى دائم السلطة على اختلاف انواعها وصفاتها الى استمالة الاعلام نحوها بالتحكم فيه عن بعد تارة وتارة اخرى بالسعي الى امتلاك وسائل اعلام تعمل كأذرع اعلامية بتوجيهات أمنية.

ولقد كانت اول عملية لاستخدام رجالات السياسة للدعاية والاعلام هو ما ذكره الفيلسوف الامريكي "نعوم تُشُومِسْكِي" في كتابه "كيف تسيطر على الاعلام" عن علاقة السلطة بالاعلام والتي تجسدت عام 1916 في موقف الرئيس الامريكي " وودرو ويلسون"  اثناء اندلاع الحرب العالمية الاولى حيث كان المشهد الداخلي الامريكي للعامة او للشعب غير مقتنع بالانخراط في الحرب ضد المانيا والتي كانت  قد اجهزت على معظم البلدان الأوروبية في ذلك الوقت ، فماذا عسى الرئيس الأمريكي ان يفعل لاقناع مواطنيه باهمية الدخول في الحرب ضد الطوفان الالماني حيث شرع في انشاء لجنة للدعاية الحكومية والتي نجحت من خلال دعايتها واللعب باساليبها في اقل من "ستة أشهر" الى تحويل المواطنين المسالمين والرافضين لفكرة الحرب الى اشخاص تتملكهم فكرة القتال والجموح الى تدمير كل ما هو الماني وخوض الحرب لتخليص العالم وانقاذه كما صور لهم مسئوليهم حينها وكان هذا الحدث بمثابة اول تجربة ميدانية في استخدام السلطة السياسية للاعلام كأداة رئيسية في ترويج مشاريعها السياسية والوصول إلى الجمهور بكل شرائحه واتجاهاته.

لذلك دعنا نتفق ان القائمين على ادارة السلطة خاصة ممن لديهم حنكة وخبرة ميدانية يعلمون ان الاعلام يتصف بالسلطة الرابعة، حيث وُجِدت هذه السلطة وتطورت وتفتّقت لتمارس  رقابة  سياسية وأخلاقية واحترازية وتقييمية على أداء السلطة السياسية والسلطة التشريعية وكذلك السلطة التنفيذية والقضائية لذلك يسعون دائما الى تسخير الاعلام الى خدمة اعمال الـ Politics اي اعمالهم السياسية خاصة ذات الاهداف المتغيرة للوصول الى مرادهم دون رقابة او تقييم او توعيه.

ولعلنا نلحظ ان الكثير من أسباب الصراعات التي تظهر من حين إلى آخر بين السلطة السياسية ووسائل الإعلام هو ايمان الكثير من رجالات السلطة بان  استقرار أي نظام سياسي يتوقف على دراسة طبيعة العلاقة القائمة بين السلطة السياسية و وسائل الإعلام، وكذلك العمل على تحديد هذه الوسائل الاعلامية و تشخيصها والتمكن من السيطرة عليها وتوجيهها وتركيعها لصالحه وصنع حالة من البروباجندا الخلاقة.

وتظل ديناميكية الاعلام وحركته والبروباجندا التي يستطيع من خلالها التأثير في الشارع واراء العامة هو الهدف الذي يسعى ويرموا اليه معظم القائمين على ادارة السلطة وهو ايضاً مايسعى الية كافة العاملين في السياسة او العمل العام.