شعبان خليفة يكتب : موعظة السيدة الأولى
فى سيرة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش الملقب بـ " بوش الأبن " ، فصلاً لم يهتم به الكُتاب العرب .. لكنه كان مثار اهتمام أمريكى خاصة عقب فوز جورج ووصوله للبيت الأبيض ، فجورج لم يكن ذكياً بما يقوده إلى رئاسة امريكا فى فترة مهمة من تاريخها حيث تَنامِى الإرهاب و تحوله للعب فى بطن أمريكا نفسها وهو أخشى ما تخشاه الدول الكبرى أن يلعب أحداً فى بطنها أو حتى فنائها الخلفى . مثلما حدث فى أزمة الصواريخ الكوبية الشهيرة فى بداية الستينات و التى كادت أن تقود لحرب عالمية بين الاتحاد السوفيتى و أمريكا عندما زرع الإتحاد السوفيتى صواريخيه فى مؤخرتها .. لكن ما هى الورقة التى رجحت كفه بوش الأبن على منافسيه ؟!
فى أمريكا اهتمت بعض الدوائر بالإجابة على هذا السؤال فوجدوا الإجابة هى المرأة ، فليس فقط فى كل جريمة تقع فتش عن المرأة بل فى كل نجاح لرجل أيضاً " فتش عن المرأة " ، فمن هى المرأة التى قادت بوش لإعتلاء كرسى الحكم فى أمريكا ؟
إنها ( لورا بوش Laura Bush) زوجة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش و التى اصبحت السيدة الأولى فى الولايات المتحدة الأمريكية ، فهى سر وصوله لرئاسة أمريكا وانتصاره على خصومه.. كثير من الأمريكان يعتبرون لورا من افضل السيدات اللواتى حملن لقب السيدة الأولى فى أمريكا ابرز صفاتها ..هادئة ..وقارة .. لا تثرثر .. و لا تقحم نفسها فى شئون الحكم ... ولدت لورا في 4 نوفمبر عام 1946 بميدلاند بولاية تكساس وحصلت على درجة بكالوريوس في علم التربية في جامعة ساثرن ميثوديست سنة 1968 ثم عملت كمدرسة في مدارس رسمية في دالاس وهيوستن ، وحصلت عام 1973 على درجة الماجستير في علم المكتبات من جامعة تكساس بمدينة أوستن، وعملت كأمينة لمكتبة المدرسة الرسمية في أوستن و تزوجت من جورج بوش في عام 1977 .
برزت لورا فى مواقف عديدة اذكر منها عندما كان جون كيرى منافساً قوياً لجورج و كانت زوجته القوية تيريزا هاينز و التى تنتمى لعائلة شديدة الثراء.... كانت فرص كيرى فى الفوز بالرئاسة تزداد ، حتى سأل صحفى أمريكى تيريزا عن لورا بوش و رأيها فيها فقالت لورا ليس لها سيرة ذاتية ذات قيمة ولم تقدم أى عمل ذو أهمية ..و اعتبر الأمريكان هذا الكلام جريمة من تيريزا فى حق مهنة التدريس و عبر المعلمون الأمريكان عن غضبهم ، ووجهوا غضبهم تجاه كيرى و اعتبروا وصول سيدة بهذه العقلية للبيت الأبيض كارثة على امريكا و انضم إليهم المثقفون معبرين عن ضجرهم من عدم تقدير تيريزا للكتاب والمكتبة ومهنة أمينة مكتبة مدرسية تساهم فى صنع الإنسان الأمريكى ، و توجهت الصحافة إلى لورا و سألتها عما قالته تيريزا و موقفها منه فكان ردها : بالنسبة لموقفى الشخصى ألخصه فى العفو و المسامحة فربما كانت مضغوطة و فى حال الضغوط يقول الإنسان اشياء معيبه لا يعيها ، أما بشأن سيرتى فأنا اعتز بالإنتماء إلى مهنة المعلم العظيمة و اعتز بدورى كأمينة مكتبة فى مدرسة رسمية ..ردود لورا البسيطة والهادئة ازعجت حملة كيرى فقد كانوا يأملون فى ردٍ غاضب يجرى استغلاله ضد بوش ..لكن هذا لم يحدث فاضطرت تيريزا لتقديم عدة اعتذارات إلى المعلمين و أمناء المكتبات و لورا بوش لكن هذه الاعتذارات لم تشفع لها لدى الرأى العام الأمريكى ، و كانت تيريزا سبباً فى خسارة كيرى الانتخابات كما كانت لورا سبباً فى فوز بوش على قلة ذكائه بحسب وصف بوش الاب و أم بوش الأبن .
ربما كانت خلاصة دور " لورا " هى التأكيد على أنه كما فى الجريمة " فتش عن المرأة " أيضاً فى عالم السياسة " فتش عن المرأة " لتعرف كيف ينتصر طرف و ينهزم أخر .