النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 12:18 مـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

محمد الصاوى: ممارسة الديمقراطية يجب أن تكون من زوايا عديدة

المهندس محمد الصاوى
المهندس محمد الصاوى
فى حديث عن الديمقراطية يقول المهندس محمد الصاوى مؤسس ساقية الصاوى ومرشح حزب الحضارة والتحالف الديمقراطى الديمقراطية كلمة حيرت الناس وأخذت حيزًا كبيرًا من المناقشات ولها مؤيدون ومعارضون، وأنا من المنحازين لها ومقتنع بأنها يجب أن تُطرح على الناس بمفهومها الحقيقى وليس من خلال الحيز السياسى الضيق الذى حصرها فى عملية تصويت، فلقد تصور الناس أن الديمقراطية هى خروجنا إلى بديلين أو أكثر لكى يختار كل منا ما يختاره.وأوضح الصاوى أن مفهومٌ أن الديمقراطية صراع فكرى ينتهى بإنتصار فكر على آخر مفهوم ساذج، ولكنها فى الأصل مشوار فكرى وممارسة عقلية حقيقية بين مجموعة من الناس يشعر كل منهم أنه يتساوى مع الآخرين فى حقوق طرح الأفكار فى مساحة كافية لتوضيح رؤيته وزاويته، وعلى ذكر الرؤية والزاوية أذكِّر الناس دائمًا أننا عندما ننظر بعين واحدة فقط نرى زاوية واحدة للأشياء وأن الصورة لا يمكن أن تتجسم إلا بتقاطع شعاعى الرؤية بالعينين، وأن العين الواحدة ترى الشىء ثنائى الأبعاد ولا يمكن أن ترى العمق، كذلك إذا وقف أحدنا على قدم واحدة يكون اتزانه أقل بكثير عن نصف اتزانه عند الوقوف على القدمين، وهذه أدلة أراها كافية على أن ممارسة الديمقراطية يجب أن تكون من زوايا عديدة حتى نتمكن من تناول أى موضوع وبحثه بشكل منهجى وعلمى تحليلى للوصول إلى الفكرة الأفضل التى ليس من الضرورى أن تكون مطروحة من قِبل أحد أطراف النقاش ولكنهم قد يتوصلون إليها بالنقاش المثمر والدمج بين كل أفكارهم.ولذلك أقول لمن يرددون دائمًا أننا نحتاج إلى ديكتاتور عادل فليذهب إلى الجحيم هذا الديكتاتور العادل لأنه لم يحقق إلا جزءًا ضعيفًا من المعادلة وهو العدالة وبالطبع لن يحقق التميز الذى يتحقق بمزج الأفكار ببعضها للوصول إلى نتائج أرقى من تلك التى يتوصل إليها الفكر الواحد.وأضاف أن ممارسة الديمقراطية يجب أن تكون فى نطاق الأسرة والأصدقاء والعمل وفى كل مكان لنعيش بشكل أفضل ولنفرح بالخسارة من باب أننا عندما نخسر فى مناقشة فهذا يعنى أننا اكتسبنا فكرة جديدة لم نكن نعرفها قبل المناقشة، وأتمنى أن يعم ويسود هذا الشعور لكى يصلح سمعة الديمقراطية التى أهدرت فى زحام المناقشات العنيفة التصادمية التى لا يمكنها أن تبنى بدون المودة وتقبل الخسارة النظرية التى هى فى حقيقتها مكسب للفرد والمجتع كله.