بقلم : علاء شبل
لفت نظري وبشدة تلك البجاحة التي تحدث بها بديع عصره وأوانه وهو يطلب من القاضي أن يخرجه هو وثلته المفسدين في الأرض ليحرروا المسجد الأقصى وتذكرت وقتها قول القائل :
زعم الفرزدق أنْ سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربعُ
وتساءلت أين كان هؤلاء المغاوير طوال ما يقرب من ستين عاما صدعوا رءوسنا فيها بهتافاتهم ونيتهم التوجه بالملايين لتحرير القدس وتوعد اليهود بعودة جيش محمد فلا توجهوا بالملايين ولا عاد جيش محمد حتى عندما تولوا الحكم خلال عامٍ أسود كامل لم نسمع أحدهم ينبس ببنت شفة عن قضية الأقصى وليقل لي بديع من الذي مهد للمعتوه ترامب لاتخاذ القرار ألم يكن في تفريق الأمة واستباحة دماء المسلمين والمسيحيين وتكفير المجتمع بأسره والتهديد بقتل كل من لم يبايع خليفتهم وأخيرا استباحة دماء المصلين الركع السجود أصحاب الأيدي المتوضئة أقول ألم يكن كل ذلك تمهيدا للقرار المشبوه بعد أن اطمأن ترامب ومن خلفه اليهود على أن هؤلاء الموتورين وجهوا سهامهم لقلوب أهل جلدتهم ليتركوا أهل السبت آمنين مطمئنين وقد صرح كبيرهم ولبئس ما صرح بأن اليهود أقرب اليهم من المسيحيين بخلاف صريح القرآن الكريم ومن يا سادة الذي أحيا فكرة مساجد الضرار التي استباح المجرمون دماء المصلين بمقتضاها أليس مفكر الإخوان سيد قطب الذي فسر بهواه قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين )
فقال نصا ( وهذه التجربة التي يطرحها الله على العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة ليست خاصة ببني اسرائيل فهي تحربة إيمانية خالصة وقد يجد المؤمنون أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت وفسد الناس وأنتنت البيئة وكذلك كان الحال على عهد فرعون في هذه الفترة وهنا يرشدهم الله إلى أمور وهي اعتزال الجاهلية بنتنها وفسادها وشرها ما أمكن في ذلك وتجمع العصبة المؤمنة النظيفة على نفسها لتطهرها وتزكيها وتدربها وتنظمها حتى يأتي وعد الله واعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح وتزاول بالعبادة ذاتها نوعا من التنظيم في جو العبادة الطهور) في ظلال القرآن ٣/١٨١٦
وتجاهل المحرض الجهول تفسير العلماء والصحابة والسلف فقد قال ابن عباس في الاية ومعه مجاهد ان بني اسرائيل قالت لموسى لا نستطيع أن نظهر صلاتنا مع الفراعنة فأذن الله لهم أن يصلوا في بيوتهم وأُمروا أن يجعلوا بيوتهم قبلة يستقبلون الكعبة منها ولا أدري من أين أتى قطب بتعميم الآية التي لا تخدم إلا هواه وهوى اليهود الذين يطلب بديعهم اليوم الخروج لطردهم وعلى طريق قطب سار المأفونون وتعددت المؤلفات لترك مساجدنا ونعتها بمساجد الضرار واستحلال دماء من يصلون فيها باعتبارهم فئة من المنافقين والمرتدين وقياسا على ما فعله النبي بمسجد الضرار الذي نزل فيه وحي وقرآن يُتلى وأنه صلى الله عليه وسلم أمر بحرق المسجد وهدمه لكنهم فاتهم أن النبي مع وجود وحي وقرآن لم يهدم المسجد على رءوس مقيميه من المنافقين في المدينة وترى وتسمع عجبا عندماتعلم أن أصحاب اللجام الذي يقودهم الإخوان يصدرون مؤلفات على انقاض افكار سيد قطب فيصدر شخص اسمه ابو محمد المقدسي الاردني كتابا بعنوان (تحفة الأبرار في أحكام المساجد الضرار ) وآخر يدعى أبو قتاده الفلسطيني يؤلف كتابا بعنوان ( هجران مساجد الضرار ) وثالث يدعى أبو بصير الطرطوسي يكتب( هل يجب هدم وحرق مساجد الضرار )
فهل علمتم يا سادة من أين جاء الفجّار بشرعية الاعتداء على المصلين وقتلهم بمسجد الروضة وهو ما يعتبر بداية لحرب مساجد الضرار تنفيذا لأقوال سيد قطب ثم يأتي اليوم بديع فيقول أخرجونا نحارب اليهود وكان الأصوب أن يقول أخرجونا نكمل مخطط تدمير الأمة ونبارك لترامب ونتنياهو مسيرتهم نحو احتلال القدس ولكننا لا ننسى ويجب ألا ننسي التاريخ الأسود للإخوان ومفكريهم ومنظريهم ونسأل الله تعالى أن يحرر القدس على يد عباد لله مخلصين كما وعد الله (....بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار) الآية
وندعو ان يشل الله كل يد تمتد بسوء لمسلم أو لمسالم لم يؤذ مسلما واسلمي يا مصر