النهار
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 09:22 مـ 22 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الونش يواصل برنامجه التأهيلي على هامش مران الزمالك لافروف يعرب عن تأييد روسيا لانضمام جامعة الدول العربية إلى مجموعة العشرين «عبد العاطي»: يجب النظر في استحداث آليات لتمويل التنمية بالدول النامية وزير الخارجية المصري: الجيش الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع والترويع في غزة المشدد 10 سنوات لصاحب محل موبليا التجاره في الحشيش وحيازة سلاح نارى بالخصوص نتنياهو يتعهد مجددا بإعادة النازحين إلى منازلهم في الشمال وزير الخارجية: التصعيد الإسرائيلى غير المبرر يدفع المنطقة لحرب إقليمية وزير الخارجية للفريق البرهان: مصر تواصل جهودها لدعم السودان للخروج من الأزمة المشدد 6 سنوات لمالك ورشة لاتجاره في الحشيش والافيون بالقليوبية بوتين يهدد باستخدام الأسلحة النووية إذا هاجمت أي دولة روسيا 120 خبيرًا سعوديًا وعالميًا يناقشون مستقبل التعلم مدى الحياة في مؤتمر ”LEARN” بالرياض تجارة مخدر ”إندازول كاربوكسميد” بالخصوص.. تقود عامل للسجن المشدد لمدة 10 سنوات

رياضة

زيدان vs بوتشيتينو .. تاريخ بين التمرس والرصيد المتواضع

لن تكون المباراة بين توتنهام هوتسبير الإنجليزي وريال مدريد الإسباني الأربعاء ، ضمن دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، منافسة على أرض الملعب فقط، بل تشكل مبارزة بين مدرب الأول الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو الباحث عن لقب أول كمدرب، والثاني الفرنسي زين الدين زيدان الذي اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أفضل مدرب في العالم.

 

يعد الاثنان من أفضل المدربين على الساحة الأوروبية حاليا، ويقود كل منهما فريقا قادرا على المنافسة على أعلى المستويات القارية، علما بأن إنجازات ريال التاريخية في هذا المجال غير قابلة للمقارنة مع توتنهام. فمقابل 12 لقبا في المسابقة الأهم للنادي الملكي، لا يزال النادي اللندني يبحث عن لقبه الأول فيها.

 

وصل المدربان، وهما في السن نفسه (45 عاما)، الى موقعهما الحالي بعد مسيرة متناقضة: بوتشيتينو تحول الى الاشراف على الجهاز الفني بعد مسيرة كلاعب مدافع لم يحقق فيها انجازات كبرى، أما زيدان فتولى زمام الأمور في ريال بعدما أثبت نفسه كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة، وقاد بلاده الى لقب كأس العالم 1998.

 

يدخل الفريقان مباراتهما الأربعاء ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأوروبية الثامنة، وهما على تساو في النقاط والأهداف.

 

في ما يأتي عرض لخبرتي زيدان وبوكيتينيو في كرة القدم:

 

- أيام اللعب -
نشأ بوتشيتينو في وسط متواضع. ابن مزارع من منطقة سانتا في، بالأرجنتين، تربى الطفل الصغير على أخلاقيات عمل لا مكان للفساد أو التراخي فيها، ونقل هذا الانضباط معه الى كرة القدم.

 

ويقول بوتشيتينو "كل ما فكرت به خلال طفولتي كان كرة القدم، كانت كل شيء بالنسبة إلي".

 

بدأ مسيرته مع نادي نيولز أولد بويز عام 1998، وأحرز لقب دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني في 1991، بعدما برز كمدافع صلب.

 

فتح له أداؤه أبواب الانتقال الى نادي اسبانيول الاسباني عام 1994، الا ان تجربته الاسبانية لم تكن على قدر الآمال، واكتفى بإحراز لقب كأس اسبانيا عام 2000.

 

تجربته الدولية لم تكن أفضل حالا: خاض 20 مباراة مع المنتخب الأرجنتيني، وسيذكره مواطنوه على انه اللاعب الذي تسبب بركلة جزاء أطاحت بالمنتخب من كأس العالم 2002 على يد انجلترا.


 

 

في المقابل، وبعيدا من الطفولة القروية التي عاشها بوتشيتينو، نشأ زيدان في الشوارع الصعبة للمناطق الفقيرة في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا، حيث مزج بين مهارة ملاعبة الكرة وذهنية "مقاتل" في الشارع.

 

بعد تجربة في ناديي كان وبوردو الفرنسيين، برز نجم زيدان مع يوفنتوس الايطالي في إشراف المدرب القدير مارتشيلو ليبي.


 

ويقول زيدان عن الأخير "ليبي كان بمثابة مفتاح الضوء بالنسبة إلي. قبل ذلك، كرة القدم كانت بالنسبة إلي عبارة عن الاستمتاع بوقتي. بعد وصولي الى تورينو، اكتسبت رغبة الفوز بكل شيء، ولم أفقد ذلك".

 

في مقابل الألقاب المتواضعة في خزائن بوتشيتينو اللاعب، جمع زيدان الأمجاد من كل حدب وصوب: الدوري المحلي ودوري الأبطال مع ريال مدريد، والأخير في 2002 عبر هدف يعد من الأجمل في المباريات النهائية، ضد باير ليفركوزن الالماني.

 

- الإدارة -
تأثر بوتشيتينو المدرب الى حد كبير بمدربه السابق في نيولز أولد بويز، مواطنه مارسيلو بييلسا، وطبق تعاليمه بحذافيرها في بداية مسيرته كمدير فني لنادي اسبانيول الاسباني في العام 2009.

 

على رغم الاستثمار الضعيف في النادي، تمكن بوتشيتينو من إنقاذ الفريق من الهبوط الى الدرجة الأولى في موسمه الأول، وحافظ عليه فيها لموسمين بعد ذلك.

 

شكل تدريب ساوثهامبتون الانجليزي "حلما" للمدرب الأرجنتيني في 2013، وتمكن من كسب محبة لاعبيه على رغم نظام التدريب القاسي الذي كان يعتمده، والذي دفع اللاعب جاك كورك للقول ان اللاعبين "في حاجة الى قلبين" لمجاراة تعليمات بوتشيتينو خلال التدريب.

 

في موسمه الثاني، قاد بوتشيتينو ساوثهامبتون الى المركز الثامن في ترتيب الدوري المحلي، وفي العام 2014 فتحت له أبواب توتنهام، ليرد التحية بقيادة الفريق الى المركزين الثالث والثاني خلال موسمين.

 

يعرف عنه هوس بالتفاصيل، الى درجة انه يقوم بنفسه بتحديد نوعية المسحوق المستخدم في غسل ملابس لاعبي الفريق، ولا يكف عن توجيه رسائل نصية الى هؤلاء لتحفيزهم، أيا يكن الوقت.

 

ويقول "بالنسبة إلي، اذا لم يبذل لاعب جهدا لصالح الفريق، لن يلعب. لا يحصل شيء بالصدفة".

 

لم تسمح الصدفة أو العمل الجاد بعد لبوتشيتينو بالتتويج بأول ألقابه كمدرب، على عكس زيدان الذي تولى مهمته الرسمية الأولى مع ريال في مطلع عام 2016، بعدما عمل كمساعد للايطالي كارلو أنشيلوتي في الفريق الأول، ومدرب لفريق الاحتياط.

 

الا ان زيدان المدرب فاجأ الجميع وكان له أثر السحر على ريال، فقاده بداية الى لقب دوري الأبطال والكأس السوبر الاوروبية ومونديال الاندية في 2016، وبعد ذلك أضاف زيدان لقبا ثانيا في دوري الأبطال والكأس السوبر الاوروبية ولقب الدوري الاسباني للمرة الأولى منذ 2012 والكأس السوبر الاسبانية، وصولا الى اختياره كأفضل مدرب في حفل الجوائز السنوية للفيفا هذا الشهر.

 

وعلى رغم هذا النجاح اللافت، يقر زيدان بأنه يحتاج الى تعلم المزيد.

 

وقال انه "محظوظ هنا، في أفضل ناد في العالم، مع اللاعبين الموجودين هنا قمت بكل ما هو ممكن لكي أصبح مدربا. أحاول، هذا ما أقوم به، هذا ما يروق لي. عندما نقوم بالأمور بشغف، نصبح أفضل بطبيعة الحال. أنا مثل الآخرين، أتحسن يوما عن يوم".