النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 10:24 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

مأساة مسلمي بورما.. إبادة تحت ظلال نوبل

شعبان خليفة
شعبان خليفة

 

بقلم : شعبان خليفة  

طالب ما يقارب نصف مليون  شخص فى عريضة وقعوها على موقع جائزة نوبل  بتجريد مستشارة الدولة في ميانمار، أونغ سانغ سو كي، من جائزة «نوبل» للسلام  التى حصلت عليها عام 1991 ردًا على صمتها أمام ما يتعرض له مسلمو الروهينجا في بورما من قمع وتهجير وقتل تجاوز كل الحدود ومن المانيا فى مؤتمر السلام قال الشيخ.

الطيب شيخ الأزهر إن المجتمع الدولى عجز عن إنقاذ مسلمى الروهينجا حيث أن أكثر من ألف شخص قتلوا بينما تم تهجير مئات الآلآف

صوت الأزهر

و بينما العالم صامتاً على جرائم الإبادة ضد المسلمين فى بورما أعلن شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر سيقود تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف المجازر وأعمال الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينجا الذين يتعرضون لهجمات وحشية بربرية لم تعرفها البشرية من قبل وسوف تسطر سِجلًّا من العار في تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمن.

وأكد د . الطيب أن مثل هذه الجرائم تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب التي تعاني منها الإنسانية جمعاء وأن الأزهر الشريف لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللإنسانية، معتبرا ما يتعرَّض له مسلمو الروهينجا أسلوب الوحوش في الغابات.

وانتقد شيخ الأزهر القيادات الدينية بميانمار، وقال:" إنها ضربت بجهود الأزهر عرض الحائط، وتحالفت مع متطرفين مِن جيش الدولة المسلَّح للقيام بعمليات الإبادة ضد المسلمين".

موت الضمير العالمى

وقال إن موت الضمير العالمي هو سبب في المشهد الهمجي والإنساني في ميانمار، وإن كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان أصبحت حبرًا على ورق بل كذبًا.

وأطلق شيخ الأزهر "صرخة إنسانية" مدوية للمطالبة بوقف سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين، معربا عن أسفه للموقف المتناقض لمن يحمل جائزة نُوبل للسلام بإحدى يديه، في إشارة إلى رئيسة الوزراء أونج سان سو كى، ويبارك باليد الأخرى الجرائم التي تضع "السلام" في مهب الريح.

وطالب كافة الهيئات والمنظَّمات الدولية وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كُلِّه أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، ولتعقُّب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية.

وقال شيخ الازهر: إننا نُطلق من هنا: من مصرَ قلبِ العروبة والإسلام، ومن الأزهر الشريف، صرخة إنسانية مدوية للمطالبة بتحرك فوري من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وبخاصةٍ مجلس الأمن، وقبل ذلك من صُنَّاع القرار في الدول العربية والإسلامية أن يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يُعيد السلطات الحاكمة في ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين.

وأشار البيان إلى أن الأزهر الشريف سعى بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين إلى تجميع الفرقاء المتصارعين وتقريب وجهات النظر المتصارعة في راخين حين استضاف، في بداية هذا العام بالقاهرة، عددًا من القيادات الشابة يمثلون كافة الأديان والعرقيات في ميانمار، ومنهم رهبان ورجال أديان، وذلك كخطوة أولى لوضع القضية على طريق السلام؛ إلَّا أن بعض القيادات الدينية في ميانمار ضربت بهذه الجهود عرض الحائط، وسمحت لهم ضمائرهم أن يتحالفوا مع عناصرَ متطرفةٍ مِن جيش الدولة المسلَّح، للقيام بعمليات إبادةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ ضد المواطنين المسلمين، وفي وحشية يندى لها جبين الإنسانية.

وأوضح أن هذا الموقف، الذي ترفضه جميع الأديان، سوف يسطر سِجلًّا من العار في تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمن.

نوبل للسلام

كما أعرب الأزهر عن أسفه للموقف المتناقض الذي يقفه من يحمل جائزة "نُوبل" للسلام بإحدى يديه، ويبارك باليد الأخرى كل الجرائم التي تضع السلام في مهب الريح وتَجعل منه مجرد "لفظ" لا معنى له.

وأضاف شيخ الأزهر أن المناشدات الخجولة المترددة التي تطلقها المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ المواطنين المسلمين من عدوان الجيش البورمي والسلطات في ميانمار، أصبحت ضربًا من العبث وضياع الوقت، وقال: نحن على يقين من أن هذه المنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفًا آخر مختلفًا، قويًّا وسريعًا، لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت يهودية أو مسيحية أو بوذية أو من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام.

كما ناشد الأزهر المسلمين في بورما، أن يصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. قائلا لهم: نحن معكم ولن نخذلكم.. والله ناصرُكم.

اضطهاد ممنهج

ما يحدث فى بورما هو الاضهاد ممنهج ضد الأقلية المسلمة "الروهينجا" وسط تعتيم رسمي حول ما يدور في الدولة ذات الأغلبية البوذية وقد  إكتفت دول العالم ومنظمات حقوق الانسان ببيانات الادانة والشجب للممارسات الوحشية بحق الأقلية المسلمة دون تحرك دولي لوقف المجازر

تعود أصول الأقلية المسلمة في ميانمار إلى شعب "روهينجة" ذوي الأصول المنحدرة من مسلمي بنجلاديش والصين، وكذلك من المستوطنين الأوائل من العرب والفرس. وكانت بداية إضطهاد المسلمين في عهد الملك باينتوانغ 1550ميلادية. ثم تلاها مذابح مروعة في أراكان في عهد الملك ساندا توداما ثم الملك ألاينجبايا

بدأت في العصر الحديث المشاعر المعادية للهنود والمسلمين في الظهور خلال الحكم البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1938 اندلعت في بورما أعمال شغب معادية للمسلمين، وبدأت حملة بورما للبورميين فقط بالإنتشار،فنُهبت متاجر المسلمين ومنازلهم والمساجد، ودُمرت وأُحرقت بالكامل، كما تعرض المسلمين إلى إعتداء وذبح، وانتشر العنف في جميع أنحاء البلاد. ثم تعددت حوادث العنف ضد المسلمين عبر فترات زمنية، فحدثت اعمال شغب ضد المسلمين في ماندلاي عام1997 ، وأحداث توانغو عام 2001 ،وأعمال عنف طائفي في ولاية راخين عام 2012.

معاناة المسلمين

وبحسب منظمة العفو الدولية فقد استمرت معاناة مسلمي "الروهينجا" من انتهاكات لحقوق الإنسان منذ سنة 1978، وفر الآلاف منهم إلى بنجلاديش وتايلاند. ونتيجة للتهجير وأعمال العنف تراجع أعداد المسلمين في ميانمار. فقد أصدرت الحكومة البورمية عام 2016 بيانات التعداد السكاني الخاصة بالدين والعرق لتُظهر تلك البيانات تراجعاً في نسبة مسلمي البلاد.

والمسلمون فى بورما محرومون من جميع الحقوق المدنية. ومنذ الحرب العالمية الثانية، تعاملت الحكومات البورمية مع مسلمي "الروهينجا" على أنهم مهاجرين غير شرعيين ذوى أصول بنجلاديشية. لذلك فهم يواجهون أوضاعاً تشبه الفصل العنصري تحرمهم من حرية التنقل أو تلقي الرعاية الطبية والتعليم، في حين أن القوات المسلحة تقوم بشكل متقطع بالتخلص منهم بطرق وحشية.

وقد نتج عن الحملة العسكرية الاخيرة التى بدأت فى 25 اغسطس  2017  ولا تزال مستمرة نزوح حوالى 90 الف من مسلمي "روهينجا" الى مخيمات الاغاثة عبر الحدود البنجلاديشية فى غضون اسبوعين فقط، ومصرع حوالى ألف  شخص على الأقل لتستمر المأساة دون تحرك دولى لوقفها .

موضوعات متعلقة