النهار
الأحد 30 يونيو 2024 10:13 صـ 24 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
البدء في اعمال التطوير وفتح الشوارع وانشاء طرق جديدة بمنطقة زرزارة بالغردقة رئيس غارب يتابع تنفيذ مشروع بناء عمارات الاسكان المتميز مبهراً الجميع... فريق من جامعة المنصورة يشارك بالمؤتمر الدولى الأول القسطرة المخية بجامعة عين شمس ” صيادلة الشرقية ” تكرم الأمهات المثاليات بنادي احمد عرابي لعام 2024 م خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات بقطر: النائبة ناعمة الشرهان: دولة الإمارات صاحبة رؤية استباقية في التصدي للإرهاب والفكر المتطرف حسام حسن : ثورة ٣٠ يونيو علامة مضيئة في تاريخ مصر مجلس جامعة الأزهر يصدِّق على إطلاق مبادرة «احفظ مقرَّرك» ويكرم الكليات المتميزة مفاجأة سارة بشأن حصول الزمالك على الرخصة الإفريقية تعادل سلبي بين ألمانيا والدنمارك بالشوط الأول الثانوية العامة..تسريب امتحان الفيزياء يُشعل السوشيال ميديا..و«التعليم» تكشف حقيقة الأمر جمعية فناني التليفزيون الصيني: مصر والصين تتمتعان بأصل تاريخي عميق حلول خارج الصندوق..مجلس إدارة المصري يحدد أولويات العمل للمرحلة المقبلة

تقارير ومتابعات

من محمد يوسف رزين

في يوم عرفة الكعبة المشرفة تكتسى ثوبا جديدا

عرفات
عرفات
في يوم عرفة من كل عام، تكتسى الكعبة المشرفةكسوة جديدة، حيث تم إنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد تم صناعته منالحرير الخالص بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.واختيار يوم عرفة لاداء هذا العمل الشريف يرجع الى سببين: اولهما ان هذا اليوم هوخير ايام الله قاطبة كما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم والسبب الثانى ان جموعالحجيج تتوجه الى جبل عرفات ويكون الطواف حول البيت خفيفا جدا حيث يقل عددالطائفين مما يسهل على القائمين على هذا العمل الشريف القيام بمهمتهم بسهولةويسر.وظلت كسوة الكعبة المشرفة ترسل من مصر عبر القرون، باستثناء فترات زمنية قصيرةإلى أن توقف إرسالها من مصر سنة 1381هـ حيث خصصت السعودية مصنعا خاصا لصناعةالكسوة على غرار الكسوة المصرية، استخدمت فيها احدث وسائل وطرق هذه الصناعة فيالحياكة وإتقان الصنع وإبداع التطريز، يزينها الحرير الأسود الذي نقشت عليه (لاإله إلا الله محمد رسول الله).ويشرف اليوم على القيام بعملية استبدال الثوب عدد من العاملين بالرئاسة العامةلشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومصنع كسوة الكعبة المشرفة ، حيثقاموا بنقل الثوب الجديد إلى الحرم الشريف والمكون من أربعة جوانب مفرقة وستارةالباب فتم رفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة ، إلى أعلى الكعبة المشرفةثم فردها على الجنب القديم وتثبيت الجنب من أعلى بربطها من العراوي وإسقاط الطرفالآخر من الجنب .وبعد أن تم حل حبال الجنب القديم ، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركةدائمة بعدها أزيح الجانب القديم من أسفل وبقى الجانب الجديد وتم تكرار العمليةأربع مرات لكل جانب إلى أن اكتمل الثوب ،إثر ذلك تم وزن الحزام على خط مستقيمللجهات الأربع بحياكتها.وبدأت هذه العملية أولا من جهة الحطيم وبعد أن تم تثبيت كل الجوانب تم تثبتالأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله .وبعد الانتهاء من ذلك تم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل بعملفتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود ، التي تقدر بحوالي 30ر3 متر عرضا حتىنهاية الثوب ، ومن ثم تم فتحت ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحتالقماش ، وأخيرا تم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب .وبلغت التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 20 مليون ريال وتصنع من الحريرالطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ أرتفاع الثوب 14 مترا ويوجد فيالثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ستةعشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصلالتي بينها شكل قنديل مكتوب عليه ياحى يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله ربالعالمين ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبةالمشرفة بكاملها.وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهى معمولة من الحريربارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفةبزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعةالخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضهاالبعض.وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخامالمستورد على هيئة شلل باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر ومرحلة النسيج ويتمفيها تحويل هذا الشلل المصبوغة أما إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزامأو الستارة أو إلى قماش حرير جاكارد المكون لقماش الكسوة ومرحلة الطباعة ويتمفيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقةالسلك سكرين وذلك تمهيدا لتطريزها ومرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماشالجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدالتركيبها فوق الكعبة المشرفة.وتتم هذه المراحل في جميع أقسام المصنع المتمثلة في أقسام الحزام والنسيج اليدويوالنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة ويعمل بها أكثر من مائتينموظف من الكوادر السعودية المدربة على هذه الصناعة المميزة.وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة بالإضافة إلى الأعلاموالقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.وقد صنعت السعودية تلك الكسوة على غرار الكسوة المصرية، فكانت على أحسن صورة منحسن الحياكة وإتقان الصنع وإبداع التطريز، يزينها الحرير الأسود الذي نقشت عليه(لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل رقم (8) وفي أسفل التجويف (يا الله)وفي الضلع الأيمن من أعلى الرقم (8) (جل جلاله) وكذلك في أعلى الضلع الأيسر (جلجلاله).أما الحزام فكان عرضه مثل عرض الحزام الذي كان يعمل في مصر، مطرزا بالقصب الفضيالمموه بالذهب ، أما تلك الكتابات التي كتبت على الحزام فهي نفس الآيات القرآنيةالتي كانت تكتب على حزام الكسوة المصرية في جميع جهاتها باستثناء الجهة الشماليةالمقابلة لحجر إسماعيل عليه السلام، حيث كتب على الحزام من تلك الجهة، العبارةالتالية (هذه الكسوة صنعت في مكة المباركة المعظمة بأمر خادم الحرمين الشريفينجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربيةالسعودية).وأما البرقع (ستارة باب الكعبة المشرفة) فقد صنع أيضا على غرار البرقع المصريوكتبت عليه نفس الآيات القرآنية والعبارات التي كانت تكتب على برقع الكسوةالمصرية، باستثناء المستطيلات الأربعة التي تتوسط البرقع والتي كان يكتب عليهاعبارة الإهداء في الكسوة المصرية، حيث استبدل بها قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهقالبطل إن البطل كان زهوقا - وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيدالظالمين إلا خسارا) ثم أضيفت في ذيل البرقع دائرتان صغيرتان مكتوب في داخلهماعبارة: (صنع بمكة المكرمة سنة..).وقد كسيت الكعبة المشرفة عام 1346هـ، بأول كسوة تصنع في مكة المكرمة، و ظلت دارالكسوة بأجياد تقوم بصناعة الكسوة الشريفة منذ تشغيلها في عام 1346هـ، واستمرت فيصناعتها حتى عام 1358هـ. ثم أغلقت الدار، وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومةالسعودية إلى فتح أبواب صناعة الكسوة بالقاهرة سنة 1358هـ، وأخذت ترسل الكسوة إلىمكة المكرمة سنويا حتى عام 1381هـ ثم أعيد فتح المصنع و ظل يقوم بصنع الكسوةالشريفة إلى عام 1397هـ. حيث نقل العمل في الكسوة إلى المصنع الجديد، الذي تمبناؤه في أم الجود بمكة المكرمة، ولازالت الكسوة الشريفة تصنع به إلى يومنا هذا.