النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 08:21 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

أول صدام بين ماكرون ووسائل الإعلام

لم يمض الرئيس الفرنسى الجديد، إيمانويل ماكرون، سوى أياما فى الحكم، إلا أنه أثار حفيظة وقلق وسائل الإعلام، إذ يرون أنه متحفظًا فى التعامل مع الإعلام، ويختار صحفيين دون غيرهم لتغطية الفاعليات المشارك فيها.
ذلك الأمر، دفع 15 مؤسسة إعلامية بارزة، لتوقيع بيان يهاجم بشدة نهج الرئيس الجديد ومكتبه الإعلامى فى التعامل مع وسائل الإعلام، فى خطوة نادرة بالجمهورية الفرنسية.
وقالت صحيفة «لوبوان»: إنه «على الرغم من أن الرئيس السابق فرنسوا أولاند كان كثير الحديث مع وسائل الإعلام، فإن ساكن الإليزيه الجديد يلتزم الصمت الإعلامى ما يثير قلق المؤسسات الإعلامية».
وتابعت الصحيفة أنه من الواضح أن ماكرون، يطبق مبدأ الرئيس بأن يكون «نادر الكلمة». وأوضحت الصحيفة أن الصحفيين منذ اليوم الأول للرئيس الجديد، الأحد الماضى، لم يستطعوا التواصل مع المكتب الإعلانى للرئاسة، ما يعكس رغبة الإليزيه فى التعامل بتكتم وسرية.
إلا أن الأمر قد تفاقم إلى نحو صارخ فى اجتماع مجلس الوزراء الجديد الأسبوع الماضى، عندما طلب مستشار الرئيس مغادرة الصحفيين والمصورين باحة الإليزيه ومنعهم من التصوير وأخذ أحاديث، فى ممارسة مغايرة لمناخ حرية وسائل الإعلام فى عصر أولاند.
الصحيفة قالت أيضا: إنه «بعد حملة انتخابية تردد صداها فى جميع استديوهات القنوات التليفزيونية وصفحات الجرائد، التزم ماكرون الصمت الإعلامى بعد دخوله الإليزيه، وبات من الصعب على وسائل التواصل الاجتماعى الحصول على المعلومات». 
وكان المتحدث الرسمى باسم الحكومة كريستوف كاستنر، قد صرح فى وقت ساق، بأن «الرئيس يريد أن يتعامل مع وزرائه بخصوصية وتحفظ بعيدا عن وسائل الإعلام». 
لكن الأمر الذى أثار احتقان الصحفيين أكثر، ودفعهم لتوقيع بيان للإعراب عن قلقهم من ممارسات مؤسسة الرئاسة، هو اتصال المكتب الإعلامى للإليزيه بصحفيين بعينهم لاختيارهم للسفر مع الرئيس إلى مالى، الأسبوع المقبل، دون ترك الحرية للمؤسسات لترشيح الصحفيين.
وعلى أثر ذلك، وقعت 15 مؤسسة إعلامية فرنسية بيان للإعراب عن قلقهم من ممارسات الرئاسة. وقالت هذه المؤسسات فى بيانها الصادر، اليوم: إن «الرئيس الفرنسى الجديد يغادر فى زيارة رسمية إلى مالى وقبل التحرك، نود أن ننقل إليكم قلقنا من المكتب الإعلامى للرئاسة، وأسلوبه فى التعامل مع وسائل الإعلام، وذلك بإعلانه اختيار صحفيين بعينهم لتغطية فاعليات الرئيس فى الخارج».
وأضافت أنه «باسم احترام حرية الصحافة نشجب هذا التصرف الملتو الذى لم يسبق له مثيل فى العلاقات بين السلطة ووسائل الإعلام فى تاريخ الجمهورية».
وتابع البيان «أنه ليس من مهام رئيس الجمهورية أو إدارته التدخل فى الشئون الداخلية لعمل المحررين أو ماذا يكتبون، وأيضا فى اختيار المؤسسات للصحفيين المرشحين لتغطية فاعليات الرئيس».
ومن بين المؤسسات الموقعة على البيان، وكالة الصحافة الفرنسية، ومحطتى «بى.إف.إم»، و«تى.إف1» التليفزيوية، وإذاعة «يوروب1»، وصحف لوموند، ولوفيجارو، وليبراسيون، وفرانس إنتر، ولوباريزيان، ولوبوان.