النهار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:50 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
التعادل الإيجابي يحسم الشوط الأول بين النصر والقادسية منطقة السويس الأزهرية تعلن بدء تلقي طلبات المتقدمين للعمل بالحصة ماذا تعرف عن صاروخ رأس الشيطان الروسي الذي ارهب الغرب واوكرانيا ؟ الحزب الاتحادي الديمقراطي يصف قرار المحكمة الجنائية الدولية بالخطوة المهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال الإسرائيلى 90 سنة فيروز..رسائل نجوم مصر لجارة القمر في عيد ميلادها تشكيل الأهلي لمواجهة الاتحاد السكندري في الدوري الممتاز السفير محمد بن يوسف سفير تونس بالقاهرة : 350 مليون دولار حجم التجارة مع القاهرة ونتطلع لمضاعفة الرقم قريبا في بطولة الجمهورية.. المصري تحت 15 عامًا يفوز على تليفونات بني سويف بركلات الترجيح بيراميدز يهزم البنك الأهلي 3-1 ويتصدر الدوري موقتاً بـ7 نقاط هاني فرحات قائدا لأوركسترا طوكيو الفيلهارموني في تجربة غير مسبوقة لعربي القبض على نجل زوجة الشيف الشربيني بعد دهسه لشاب بالشيخ زايد تشكيل ديربي الرجاء والوداد في الدوري المغربي

مقالات

مثقفون مهمشون

حمدى البطران
حمدى البطران

 
بقلم : حمدى البطران 

ولا نقصد بالتهميش , عدم دعوة المثقفين الي الأنشطة الحكومية والفعاليات التي تقوم بها وزارة الثقافة من خلال أنشطتها الموسمية المتنوعة .
ولكن نقصد بالتهميش , عملية إبعاد المثقفين عن السياسة , وتناول القضايا الخطيرة والخلافية التي تطرأ علي الوطن , والتفكير بعقلانية ورصانة لصالحه .
هناك عدة عوامل, ساهمت بدرجة فعالة في تنامي تلك الظاهرة . ومنها :
التهميش الحكومي المتعمد للمثقفين , منذ أن بدأت الحكومة في محاكمة مثقفيها بتهم عديدة وحبسهم ومحاربتهم في قوتهم ووظائفهم . وقد قادت هذا الاتجاه وزارة الثقافة علي مدي عشرين عاما عندما قربت منها من تراه مواليا , وأبعدت من كان معارضا .
كما أنها كانت تتمسك بأجيالها القديمة من المثقفين , وترفض الإعتراف بالأجيال الشابة منهم . 
لأجل هذا إنحسرت فيها الأنشطة الثقافية الجادة , وإبتعدت عن الإهتمامات الجماهيرية للناس , ومصالحهم الحياتية .
ومن ناحية أخري , ساهمت الأحزاب في تلك القضية . ولم يهتم أي حزب في مصر بضم أديب أو مثقف محسوب علي الحركة الثقافية المصرية بعيدا عن الحكومة , وفي مقدمه تلك الأحزاب , الأحزاب اليبرالية , وبالرغم من وجود لجان ثقافية بكل حزب من تلك الأحزاب , علي مختلف مستوياتها , إلا أنها للأسف وقعت بين براثن غير المثقفين من السياسيين مما أفقدها فعاليتها . 
كما لم تضع الأحزاب علي قوائمها الإنتخابية كاتب أو مثقف , واكتفت بممارسة السياسة عن طريق العصبية والقبلية , بحثا عن فرص الفوز .
يضاف الي ذلك الهَم الاجتماعي العام للمثقفين . وهو إتجاههم إلي البحث عن لقمة العيش , بعيدا عن الثقافة , فلم تعد الثقافة ولا الكتابة مجديان , إلا لمن لا يعرف طريقه الي الداراما التليفزيونية . لأجل هذا , إنصرف عدد من المثقفين والكتاب عن ممارسة دورهم .
هذا فضلا عن إرتفاع إلتزامات وتكاليف الثقافة والكتابة نفسها , والتي تشمل شراء الصحف والمجلات وشراء الكتب , ومتابعة التليفزيون في القنوات الفضائية , وهي الوسائل التي تعين المثقف علي تكوين ثقافته .
أيضا ارتفاع تكلفة نشر الكتب , لدي دور النشر , مما أدي الي ارتفاع سعر الكتاب وأسعار المجلات الجادة الرصينة .
كل هذا يشكل ضغطا ماليا , علي المثقف الكاتب , الذي لا تساعدة كتاباته وثقافته علي العيش من كتابته ومؤلفاته , وهي قضية أخري يطول شرحها .
إنحسار دور المؤسسات المدنية المعنية بالمثقفين والكتاب , وهي إتحاد الكتاب , ونادي القصة , ونادي القلم , وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية , وإنشغالها بأعضاء بمشاكلها وتمويلها وخلاقات اعضاء مجالس الإدارات ووتدني شئونها الذاتية , وانعزال تلك الجمعيات عن قواعدها من أعضائها , أيضا انعزلت تلك المؤسسات عن القضايا العامة . فلم تساهم في الحراك الديموقراطي , الذي بدأ يظهر في الأفق السياسي .
فلم يطلب إتحاد الكتاب , مثلا , من اعضاءة المشاركة في العملية السياسية , او تدعيمهم وحثهم علي المشاركة , كغيرة من المؤسسات المدنية المعنية بالشأن المصري العام . وهو الأمر الذي ساهم في تكريس الانعزالية.
 ولا شك أن كل هذة الأمور مجتمعة ساهمت بشكل كبير في انعزال وتهميش المثقف المصري , ولم يعد له نفس الدور , الذي كان منذ أكثر من ستين عاما , يوم أن كان الجمهور المصري يتابع القضايا التي يثيرها المثقفون , والتي كانت تهم قطاعا عريضا من الجمهور مثل قضايا مجانية التعليم , وقضايا الحرية والديموقراطية . 

وهي القضايا التي إبتعد عنها كتابنا ومثقفينا للأسف بحثا عن الأمان .