النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 08:24 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

نص كامل لكلمة هولاند في منتدى الأعمال المصري الاقتصادي

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بين القاهرة وباريس نظرة مشتركة واستراتيجية للمدى الطويل وإرادة لتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا، مضيفا أن فرنسا تعتبر أن التكنولوجيا هي الورقة الرابحة من أجل تنمية أي بلد.

وأعرب هولاند في كلمته التي ألقاها في المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي، عن استعداد بلاده الدائم للتعاون التكنولوجي مع شركاء بلاده عن طريق الاستثمارات المشتركة .

وتابع هولاند قائلا: «إن زيارتي لمصر تأتي في سياق أزمات تواجهها منطقة الشرق الأوسط، هناك أزمات عديدة يتوجب حلها كالازمة السورية والعراقية واليمنية والليبية والارهاب الذي لا يضر دول المنطقة فحسب ولكنه يضر أيضا دول أوروبا»، مذكرا بما شهدته فرنسا العام الماضي من عمليات إرهابية وما شهدته بروكسل أوائل العام الجاري.

وأكد هولاند على وجود علاقات قوية ومسئوليات مشتركة بين أوروبا ودول المنطقة، قائلا «إن أوروبا لا يمكن أن تفكر انها يمكنها أن تحمي نفسها من أزمات الشرق الاوسط، وكذلك الشرق الأوسط يجب آلا يعتقد انه يمكن ان يحل وحده الأزمات التي تعصف به، لذا علينا أن نعمل معا للخروج من تلك النزاعات».

وأشار إلى أن مصر وفرنسا تعملان معا لحل النزاع في ليبيا، وكذلك السعى من أجل عملية انتقال سياسي في سوريا، مضيفا أن بلاده تعمل أيضا مع الشركاء في المنطقة وخاصة دول الخليج للتسهيل على الدول الخروج من هذه النزاعات .

وشدد على أهمية التنمية الاقتصادية لأي دولة، محذرا من انه في حال شعرت الشعوب بالإحباط وفقدت الامل بالمستقبل تطلق«العمليات الشيطانية» .

وأضاف الرئيس الفرنسي أن الشركات الفرنسية على استعداد للاستثمار في منطقة قناة السويس الجديدة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن فرص التنمية والاستثمار في تلك المنطقة كبير للغاية، مشيرا إلى أن بلاده ايضا على استعداد لتقديم المساعدة لمصر فيما يتعلق بالمدن المستدامة بما يشمل الإدارة المتكاملة للمدن والتخطيط الحضاري وإدارة الشبكات وتكنولوجيا بالإضافة إلى تحسين الاستفادة من الطاقة والاتصالات بين مختلف نظم تسيير المدن.

وشدد أولاند على أن أهمية بناء علاقات بين البلدين في مجال التدريب المهني وتدريب الايدي العاملة المصرية، مبديا رغتبه في ان يكون هناك تيار لمبادلات بين الجامعات والمهندسين والباحثين الجامعيين، مؤكدا في هذا الصدد أن مصر بها طبقة من الشباب سوف تضطلع بمسئوليات جديدة .

وفيما يتعلق بالتمويل للمشروعات واعطاء الامتيازات، أشار الرئيس الفرنسي إلى أنه في ابرام العقود لا يجب أن يكون السعر هو الأفضل ولكن يجب أن تكون النوعية هي الأفضل أي نعمل من أجل المستقبل وعلاقة على المدى الطويل والتركيز على امتياز الشركات الفرنسية.

وهكذا وجدنا فيما يتعلق بمشروع المترو في القاهرة أن التمويل جاء من التمويل الميسر بقيمة 2.5 مليار يورو وكذلك المنح لأن هناك 30 مليون يورو قدمت كمنحة من السلطات العامة الفرنسية.

وقال هولاند «يجب آلا يكتفي كل مسؤول بالعلاقات الاقتصادية بل ضرورة ادارك ان المسئولين يقومون بتنفيذ خيارات لها تأثير على شعوب تلك المنطقة ولها انعاكسات ايجابية وواعدة»، مؤكدا أن ذلك يساهم في التقارب بين أوروبا والشرق الأوسط.

وأوضح الرئيس الفرنسي، أنه تم التوقيع على اتفاق باريس لمكافحة التغيرات المناخية وهذا الاتفاق يفرض نفسه علينا، وبالتالي علينا ان نتبنى سياسات طموحة لتطوير الطاقات المتجددة والبديلة ويجب أن تشكل 20 % من الانتاج الكهربائي في بداية العقد المقبل، ويجب احترام هذا الهدف لأسباب تعود لالتزاماتنا الدولية لتخفيض انبعاثات الغازات«.

وأكد هولاند استعداد بلاده لتقديم عروض شاملة لمصر فيما يتعلق بتطوير الطاقات المتجددة مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مصر اختارات الطاقة النووية المدنية وأن فرنسا لديها تجربة لامثيل لها في هذا المجال..مبديا استعداد بلاده لتقديم المساعدة لمصر في هذا المجال .

وفي شان آخر أضاف الرئيس الفرنسي أنه تم التوقيع امس على اتفاقيات تبلغ قيمتها أكثر من 1.5 مليار يورو خاصة في التنمية والنقل بالمناطق الحضارية .

ولفت إلى أن مجال النقل يعد من المجلات الكبرى في التعاون بين فرنسا ومصر، وسيظهر ذلك من خلال خط مترو انفاق القاهرة.

وأكد فرنسوا هولاند، أن باريس اختارت ان تقف بجانب القاهرة على كافة المستويات لوضع العلاقات بين البلدين في خدمة مشروع طويل الأجل، موضحا أنه يرغب في اعطاء العلاقة بين البلدين طابعا يجتاز الاقتصاد والتجارة والاستثمارات بل ويضم الاستقرار والامن والتنمية ليس فقط لمصر ولكن للمنطقة بأكملها.

وأضاف هولاند أن هذا الوجود الكبير للشركات الفرنسية خلال هذه الزيارة خير دليل على الثقة التي توليها تلك الشركات بالمصريين وبمستقبل مصر، لافتا إلى أن الشركات الفرنسية برهنت على وفائها لمصر في الفترة الاخيرة حيث لم توقف أي شركة عملها منذ عام 2011.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن هناك 150 فرعا لشركات فرنسة يعمل فيها 35 الف مصري، موضحا أن فرنسا هي المستثمر الاجنبي السادس في مصر ولكن لدينا طموح بان تحتل فرنسا مرتبة أفضل فيما يتعلق بالاستثمارات في مصر.

ولفت أولاند إلى أن مصر لديها طموح كبير ورغبة في ان تتمكن من مواجهة التحديات الجسيمة، وعلى راسها التحدي الأمنى في منطقة تعاني من الكوارث والأرهاب والحروب، مضيفا ان في حال لم يتم مواجهة هذا التحدي على اساس مبادئنا لن تتحقق تنمية اقتصادية في المدى

وفي ختام كلمته قال الرئيس الفرنسي «اننا ندرك أن المصريين ينظرون لفرنسا بشكل يجعلنا نشعر بالفخر وكذلك الفرنسيين ينظرون لمصر بثقة لن تضعف ابدا.. عاشت مصر، عاشت فرنسا».