اليمن على صفيح ساخن
تشهد الساحة اليمنية تطورات متسارعة حذر الخبراء من دخولها نفقا مسدودا خاصة مع فشل التوصل إلى مخرج لاستعادة العملية السياسية واستكمال المرحلة الانتقالية، وتلويح ايران بشن حرب ضد السعودية التى تقود حاليا عاصفة الحزم ضد ميليشيات الحوثيين والموالين لعلى عبد الله صالح .
وفى هذا الإطار كشف وزير الخارجية اليمنى رياض ياسين أن الآلاف من الحوثيين وقوات الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح قتلوا فى عملية عاصفة الحزم.
وأضاف ياسين فى تصريحات له أن البنية التحتية اليمنية "كانت أصلا متهالكة.. غير فعالة، وعلى عبدالله صالح لم يعمل خلال 33 سنة التى حكم فيها على إنشاء بنية تحتية قوية ولذلك أكمل الهدم خلال هذه الأيام بمساعدة الحوثيين، موضحا أن نسبة الهدم فى البنية التحتية وصل إلى %95".
وأكد ياسين أن تصريحات عبدالملك الحوثى زعيم جماعة الحوثيين تنم عن مدى الإحباط الذى يعيش فيه الحوثيون وميليشيات على عبدالله صالح... واتهمهم بأن ليس لديهم أى مشروع سياسى حقيقى وليس لديهم رؤية من أجل الاستقرار فى اليمن."
ووصف ياسين خطاب الحوثى بالخطاب الاستفزازى وقال إن "الوضع على الأرض يتحسن باستمرار هناك عدد كبير من القتلى من الحوثيين وأتباعهم".
وأضاف "عاصفة الحزم قد أتت ثمارها واستطاعت بكل إيجابية أن تحد من سيطرتهم على اليمن".
وفى غضون ذلك قال العميد أحمد رضا بوردستان قائد القوة البرية فى الجيش الإيراني، إن إيران لا ترغب فى النزاع مع السعودية، ودعا الرياض إلى "الكف عن قتال إخوانها فى اليمن".
وأضاف مهددا أن المملكة تخوض بذلك "حرب استنزاف قد تعرضها لضربات قاضية".
ودعا بوردستان الجيش السعودى إلى "الكف عن الحرب فى اليمن"، لافتا إلى أن السعودية فى حروبها السابقة ضد اليمن "تمكن فيها اليمنيون من السيطرة على مختلف القواعد السعودية"، على حسب قوله، وأشار إلى أن هذا يدل على أن الشعب اليمنى شعب مقاتل ومقاوم وشجاع.
كما وصف بوردستان الجيش السعودى بأنه يفتقر إلى التجارب الحربية، وهدد "إن واجه الجيش السعودى حرب استنزاف يجب أن يتحمل ضربات قاصمة وقاضية وسوف يمنى بهزيمة قوية"، فيما نفى إرسال إيران أسلحة أو معدات قتالية إلى اليمن.
وادعى بوردستان أن الحوثيين والقوى المتحالفة معهم "تمكنوا من صد القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادى والسيطرة على اليمن"، وأكد على أن "الخطوة التالية سوف تكون توجيه الضربات إلى السعودية".
وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى قد اتهم السعودية بالسعى إلى "غزو واحتلال" اليمن.
وتعهد بـ"عدم الاستسلام" أمام عاصفة الحزم، التى تقودها السعودية، واصفا إياها بأنها "عدوان وحشي".
وشدد على أن الشعب اليمنى له الحق فى "مقاومة العدوان بكل الوسائل المتاحة".
ووصف الحوثى السعودية بأنها "جندى وخادم للأمريكيين الذين يحددون الأهداف" التى تقصف داخل الأراضى اليمنية فى إطار عملية "عاصفة الحزم" العسكرية.
وقال إن الهدف الرئيسى للغارات الجوية فى بلاده "تمكين (تنظيم) القاعدة من جديد للاستيلاء على هذا البلد".
فيما تبرر السعودية تدخلها عسكريا فى اليمن بأنه استجابة لطلب "الرئيس" اليمنى عبد ربه منصور هادى الذى لاذ بها بعد تقدم الحوثيين نحو معقله الأخير فى مدينة عدن، جنوبى اليمن.
ويحظى هادى باعتراف دولى كرئيس لليمن، ويقول المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم" العميد أحمد عسيرى أن ألفى غارة نفذت داخل اليمن حتى الآن.
لكن الحوثى شدد على أن السعوديين "ليس لهم حق فى التدخل فى شأن اليمنيين".
وتعهد بتشكيل مقاومة شرسة باستخدام "كل الوسائل والخيارات المتاحة ."وأكد أن الشعب اليمنى هو من يقرر مصيره ويختار حكومته ونظامه.
ورفض الحوثى قرارا أصدره مجلس الأمن الدولي، داعيا إلى وقف العنف فى اليمن وطالب بحظر تسليح الحوثيين وبانسحابهم من العاصمة صنعاء التى يسيطرون عليها منذ سبتمبر الماضي.
وكان الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح قد رحب بالجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار فى اليمن.
كما أعلن وزير الشئون القانونية اليمنى محمد المخلافى عن طرح مبادرة باسم "الحزب الاشتراكى اليمني" من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام فى اليمن .
وقال المخلافى فى تصريحات له عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى أن أهم ما تتضمنه هذه المبادرة: إيقاف الحرب الداخلية وعملية عاصفة الحزم وانسحاب الميليشات والقوات التى صارت ذات طبيعية ميليشية كى يتم العمل للعودة إلى العملية السياسية واستئناف الحوار فورا وفقا لقرار مجلس الأمن ووفق رغبة القوى اليمنية بكل أطيافها فى تحقيق الأمن والسلام فى اليمن وبما ينعكس إيجابا على الأمن والسلام الإقليمى والدولى ".
وأوضح المخلافى فى تصريحاته أن هذه المبادرة تتضمن عددا من الأفكار والتصورات يمكن أن تتم الاستفادة منها لحل الأزمة باليمن وفقا للمرجعيات التى لا يوجد خلاف حقيقى بشأنها على المستويين الداخلى والإقليمى والعالمى والمتمثلة فى اتفاق المبادرة الخليجية وآلية تنفيذ العملية الانتقالية واتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى التى شاركت فيها كافة الأطياف السياسية والاجتماعية باليمن، وقد تمت مناقشة كافة المساعى والجهود البذولة فى الوقت الراهن مع الدكتور نبيل العربى .
وفى رده على سؤال فى ما يتعلق بأن عاصفة الحزم جاءت بطلب من الرئيس الشرعى عبد ربه منصور هادى قال المخلافى "السبب معروف وهى الحرب الداخلية، وفى حال توقف الحرب الداخلية وانسحاب الميليشيات لم يعد هناك ضرورة لاستمرار الحرب " .