منع فيلم ”آخر المعجزات” يشعل الجدل في مهرجان الجونة

أثار منع عرض فيلم آخر المعجزات في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي جدلاً واسعًا بين صناع السينما والمشاركين، خاصة أن إدارة المهرجان لم توضح أسباب المنع رغم السماح بإجراء لقاءات صحفية مع مخرج الفيلم عبد الوهاب شوقي خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بأحد فنادق القاهرة قبيل انطلاق المهرجان نهاية سبتمبر.
أعرب شوقي عن استغرابه من تعذر عرض الفيلم، مؤكدًا أن الزمن سيكشف الحقيقة، في إشارة إلى تجارب سابقة مماثلة.
في المقابل، كشفت مصادر من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أن قرار المنع جاء نتيجة عدم وضوح سياق الفيلم أو الرسالة التي يحملها، مؤكدة أن الرقابة تسعى إلى حماية الضوابط الأخلاقية والاجتماعية والدينية التي يؤمن بها المجتمع.
تباينت ردود أفعال رواد المهرجان، حيث غادر بعض صناع السينما الحفل قبل عرض الفيلم البديل "الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا"، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
أما المخرجة إيناس الدغيدي فأيدت دور الرقابة، لكنها شددت على ضرورة أن تكون معاييرها واضحة، وأن تتاح فرصة للنقاش بين الرقابة وصناع الأفلام لمعالجة النقاط الخلافية.
من جهته، أشار الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، إلى أن منع الأفلام بات متكررًا في مصر، داعيًا إلى توسيع دائرة الحوار بين المبدعين والرقابة لتجنب الأزمات، مستشهدًا بفيلم "الملحد" الذي لم يُمنع بل خضع لمراجعة بعض مشاهده.
في السياق ذاته، رأى الفنان محمود حميدة أن قرار المنع ليس من اختصاص الفنانين، بل يقع على عاتق الجهات المنتجة للدفاع عن العمل.
أما المنتجة والممثلة إسعاد يونس فأكدت أن الرقابة مقيدة بقوانين صارمة، مما قد يعرضها لمساءلات قانونية عند السماح بعرض أفلام مثيرة للجدل، داعية إلى إصلاح القوانين التي تقيد عمل الرقابة.
يذكر أن فيلم "آخر المعجزات" مقتبس من مجموعة "خمارة القط الأسود" للأديب الراحل نجيب محفوظ، ومن بطولة خالد كمال، أحمد صيام، عابد عناني، غادة عادل، وإنتاج أمجد أبو العلا.