النهار
الإثنين 1 يوليو 2024 07:46 مـ 25 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

بسبب تجار الفتنة الطائفية ...مصر فى خطر

تحالف مريب لنهش لحم الوطن

كتب :شعبان خليفةلجنة الحريات الدينية تنقل لمسؤلين مصريين معلومات حول جريمة نجع حمادىتحت شعار التضامن مع شهداء نجع حمادي أقباط المهجر يحرضون ضد مصرجزمة رفعت السعيد وكيل القمص عبد المسيح الذى فاض ..هل يحل مشاكل الأقباطما بين وصول لجنة الحريات الدينية الأمريكية إلى مصر ومطالبة أقباط المهجر بتأديب مصر على ماجرى فى نجع حمادى والذى تحول فى خطابهم من جريمة جنائية إلى جريمة وطن بأغلبيته أصبح متهماً بسلب حقوق الأقباط ويجب العمل بكل الوسائل لأستردادها منه رابط لا يمكن تجاهله ولا تجاهل تأثيره على الخطاب الداخلى الذى برز فى مشاهد عده لعل أبرزها ماجرى فى حزب التجمع والذى أستخدم فيه رفعت السعيد رئيس الحزب تعبير الجزمة الذى فرض نفسه فى تحت القبه ومنها إلى ساحة الأحزاب السياسية كما أستخدم القمص عبد المسيح بسيط تعبيرات من عينة ( فاض الكيل بالأقباط .. ).مواقف ومشاهد تحتاج لوقفة لنعرف ما الذى يجرى ولماذ ا يجرى .....إضافة إلى علامات استفهام عديدة أبرزها من يحرض على من ولمصلحة من ...والأجابة فى السطور التاليةلكى نمارس إطلالة على أى مشهد لا يمكن أن تجاهل السوابق واللواحق المحيطة به كما لا يمكن أن نتجاهل خلفيات من يتصدرون المشهد أو حتى من تواجدوا فى حافته .. وأول ما يطل علينا فى سوابق المشهد الذى نحن بصدده وهو الجريمة البشعة التى رأح ضحيتها ستة قتلى من الأقباط أمام كنيسة والعدد هنا مؤلم لكن حتى لو كان الضحية قتيل واحد لكان الأمر مؤلم أيضاً وتوابع هذا الحدث أبرز هذه السوابق حالة التربص التى تمارسها بعض المؤسسات الأمريكية ضد مصر والتى تعمد إلى خلط الأوراق وحشر أسرائيل فى كل أزمة داخلية مصرية بهدف تحقيق مكاسب لصالحها ...ولعل أقرب الأمثلة لذلك قيام أعضاء جمهوريين متشددين بمجلس النواب الأمريكى بتقديم مشروع قرار طالبوا فيه بأدانة ما أطلقوا عليه جريمة انتهاك الحريات الدينية فى مصر و بالطبع دول عربية أخرى، وزادوا على ذلك بمطالبة الرئيس أوباما بتقييم العلاقات مع دول المنطقة على أساس أوضاع الحريات الدينية فيها.......مشروع القرار ذاته الذى قدمه النواب دان بورتون، والنائب ترينت فرانكس، والنائبة إلينا روس ليتينين، والتى يعرف عنها أنها من أكبرمناصرى إسرائيل بالكونجرس الأمريكى ، و مشروع القرار جاء فى عقب حملة ضد ما سمى رفض الحكومة المصرية الاعتراف بتحول مسلمين مصريين إلى المسيحية.وأتهم مشروع القرار وسائل الإعلام المصرية بأنها معادية لإسرائيل، وهو أمر غير مقبول من جانب هؤلاء النواب .بالطبع لم تكن جريمة نجع حمادى قد وقعت فى ذلك الوقت ...وبالتالى ومع وقوع جريمة نجع حمادى التى لا يمكن لأى مصرى عاقل أن يتعامل معها إلا بإدانة شديدة تتناسب مع فداحتها ...ومع وقوع الجريمة ظهرت فى المشهد لجنة الحريات الدينية، والتى تحركت طالبة زيارة نجع حمادى وهو الطلب الذى رفض لكن اقترن برفضه موافقة على لقاء أعضاء اللجنة مع بعض المسئولين المصريين ..منهم قيادات فى المجلس القومى لحقوق الأنسان ووزارتى الخارجية والداخلية وبالطبع بعض القيادات القبطية ...من المؤكد أن اللجنة لديها معلومات ليس من المبالغة القول بأنها ربما تكون أكثر من تلك التى نعرفها نحن كمصريين ...اللجنة بحثت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ليس فقط أنطلاقاً من أحداث نجع حمادى الأخيرة بل أنطلاقاً أيضاً من متابعتها لغضبة أو ما أطلق عليه ثورة الأقباط فى الخارج والتى تجلت فى مظاهراتى حملت شعار التضامن مع شهداء نجع حمادي وأقباط الداخل المحاصرين حسب تعبيرات هؤلاء الغاضبين من أقباط المهجر ممن ينتظرون مثل هذه الأحداث لسكب المزيد من الزيت على النار وكان أبرز هذه المظاهرات تجمع عائلات مسيحية فى سويسرا والذى وصل عددهم إلى حوالي 600 شخص وشارك فيهامندوبين عن مجلس الكنائس العالمي ومندوبة عن منظمة التضامن المسيحي العالمي (CSI). حيث تجمع المتظاهرون أمام مبني البرلمان السويسري وهتفوا باللغة العربية والسريانية والفرنسية والالمانية والايطالية حاملين نعش وضع عليها 6 شمعات في شكل صليب وقام الكهنة بالصلاة فى وجود التليفزيون السويسري وكذلك التلفزيون الالمانيوسيقوم الأقباط بسويسرا بتنظيم تظاهرة أخرى يوم 17 فبراير القادم أمام مبني حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدةكما قام الأقباط فى النمسا بمسيرة ضخمة فى أمام مبنى الأوبرا بالعاصمة النمساوية فيينا تقدمها كهنة الكنيسة القبطية بالنمسا وتراوح عدد المشاركين فى المسيرة ما بين الفين وثلاثة الاف شخص ،وقام مجموعة من النشطاء الأقباط بتسليم ملف يحوى ما أطلقواعليه المظالم القبطية الى المسئول الأول بمنبى الإتحاد الأوروبى . ومبالغة فى لفت الأنظارإرتدى المشاركون فى المسيرة الملابس السوداء وحملوا ستة صناديق فى إشارة للضحايا الستة فى جريمة نجع حمادىبالطبع يمكن تفهم غضب اقباط المهجر فمعظمهم خرج من مصر محملاً بجراح خاصة ولم يستطيع نجاحهم فى الخارج أن يداوى هذه الجراح كما أن اغلبهم يحصل على ثمن مواقفه هذه وهى امور باتت معروفة حتى لقياجدات أقباط الداخل وهو مابرز فى مؤتمر حزب التجمعالذى عقد تحت شعار براق وهو مصر فى خطر المؤتمر واجه اعتراضات من بعض أعضاء حزب التجمع نفسه خاصة عند قيام البعض بسرد حوادث سابقة أعتبرها البعض تحريض على الفتنة.وقد أرجع الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب، الخطر الذى تتعرض له مصر بسبب الطائفية، إلى غياب العقل فى المؤسسات الرسمية و التأسلم الردىء حسب تعبيره وسرعان مأخذه الغضب ليخاطب الأقباط: أين أنتم من العمل السياسى؟.. انضموا للأحزاب حتى لو كان الحزب الوطنى، ادفعوا بمليون قبطى لعضويته، وافرضوا عليه وجودكم بـ(الجزمة).. وقتها ستستطيعون أن تفعلوا ما تريدون ) . ..وهى وجهة نظر غريبة على شخصية مثل الدكتور رفعت السعيد لم يعرف عنه أنه من أنصار فرض الرأى بالجزمة ...اللهم إلا إذا كان قد تأثر بجزمة نواب الأخوان فى البرلمان التى تكررت لمرتين تحت قبة مجلس الشعب فى العام 2009 وهو أمر أنكره عليهم كل القوى السياسية بما فى ذلك حزب الدكتور رفعت السعيد ...أما القمص عبدالمسيح بسيط، ممثل الكنيسة فقد أمسك بالعصا من المنتصف فقال إن المسيحيين فاض بهم مما يحدث، وإنهم لن يسمعوا بعد ذلك كلام أحد حتى البابا شنودةلكنه فى ذات الوقت رفض التدخل الخارجى فى شأن الأقباط، لأن أى تدخل حسب قوله لن يغفره المسلمون، ووصفً بعض أقباط المهجر بـالخونة والعملاء.كل هذه التحركات سواء من الجانب الأمريكى أو أقباط المهجر أو حتى الدكتور رفعت السعيد وحزبه من الصعب النظر إليها منفصله فالحدث المحرك واحد ...لكن الأهداف ليست واحده ... صحيح أن الأقباط لهم مطالب أكثرها منطقى لكن أخشى ما أخشاه أن يطلب الأقباط المزيد من المناصب وعندما يتم توليتهم يحدث مثلما يحدث الآن مع أول محافظ قبطى فمن المفارقات الغريبة أن جريمة نجع حمادى وقعت فى محافظة يتولاها محافظ قبطى .. ورغم أن الرجل يبذل قصار جهده ..لكن من المؤسف أنه فشل فى أرضاء المسيحيين كما فشل فى أرضاء المسلمين ...والأخطر فى ذلك المشهد هو تغيب الدولة ومؤسساتها أو حتى غيابها وهو أمر لا يمكن التعليق عليه بأكثر من القول مصر فى خطر2