النهار
السبت 21 سبتمبر 2024 12:43 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

السبب الحقيقي لمنع فيلم حلاوة روح من العرض

حلاوة روح
حلاوة روح


علي ما يبدو أن الحراك الرسمى المصرى لمنع فيلم «حلاوة روح» جاء بعد استشعار الحكومة «الحرج» من دولتى قطر والإمارات بعد قرارهما وقف عرض الفيلم بداعى تضمنه مشاهد خادشة للحياء تتنافى مع المجتمع العربى.

 

وجاء قرار الحكومة المصرية بعد ساعات قليلة من قرار مماثل لدولة الإمارات بوقف عرض

فيلم "حلاوة روح" للفنانة اللبنانية هيفاء وهبى، لتلحق بدورها بدولة قطر التي كانت قد رفضت من البداية عرض الفيلم في دور السينما بالدوحة.

 

وعلقت الحكومة الإماراتية، على قرار وقف عرض الفيلم،أن العمل يتضمن مشاهدا لا تتناسب مع قيم وأخلاقيات المجتمع العربي، وأصدرت قرارا برفع الفيلم من دور العرض لمنعه بشكل نهائي.

 

وحقق الفيلم الذى يشارك فى بطولته هيفاء وهبى وباسم سمرة ومحمد لطفى، في مصر إيرادات بلغت -حتى الآن- 2 مليون و750 ألف جنيه، وذلك رغم مرور أسبوعين فقط على عرضه.

 

«صناعة السينما»

ومع تصاعد حدة التوتر على خلفية قرار وقف عرض الفيلم، عقد المهندس إبراهيم محلب -رئيس الوزراء- اجتماعًا للجنة الوزارية لصناعة السينما بحضور وزراء الثقافة، والإعلام، والصناعة والتجارة والاستثمار، وممثلين عن غرفة صناعة السينما، وعدد من الفنانين.

 

وناقش الاجتماع الصعوبات التي تتعرض لها صناعة السينما في مصر، ودراسة المقترحات اللازمة لتذليل تلك الصعوبات والنهوض بصناعة السينما دعمًا للثقافة والاقتصاد في مصر.

 

كما قرر  محلب عرض فيلم «حلاوة روح» على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لاتخاذ قرار نهائي بشأنه.

 

وانتهى الاجتماع إلى عدة قرارات من أجل تسكين غضبة صناع السينما وتجاوز أزمة وقف عرض الفيلم، بالموافقة من حيث المبدأ على عودة أصول السينما إلى وزارة الثقافة واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو استصدار قرار عودة الأصول في مدة لا تزيد على أسبوعين، وتكليف وزارة الثقافة باتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة نحو تخصيص شباك واحد بمقر المركز القومي للسينما التابع للوزارة، لاستصدار تراخيص تصوير الأفلام العربية والأجنبية في مصر.

 

 

وطالب «محلب» بمخاطبة المحافظات بشأن إمكانية تخصيص أراضى لبناء دور سينما ومسارح جديدة بالمحافظات، دعمًا للحركة الفنية والثقافية المصرية، وتكليف وزارة الخارجية بمخاطبة الدول التي تشهد عمليات قرصنة للأفلام المصرية لمنع عمليات القرصنة.

 

كما وجّه بمخاطبة وزارة الثقافة لاتحاد الصناعات المصري واتحاد الغرف التجارية لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الشركات المعلنة في القنوات التي تقوم بعمليات القرصنة لأفلام السينما المصرية.

 

«شاهد ماشفش حاجة»

 

من جانبه، أكد حسام القاويش -المتحدث باسم مجلس الوزراء- أنه لم يشاهد فيلم «حلاوة روح»، وشدد على قرار وقف عرضه جاء بناء على معلومات وصلت لمجلس الوزراء عن محتوى الفيلم ومضمونه السيئ.

 

وأضاف القاويش –فى تصريحات صحفية- أن قرار رئيس مجلس الوزراء، بإعادة عرض الفيلم على المصنفات الفنية يعني وقف عرضه حتى يصدر قرار من المصنفات، وليس كما فهم البعض بمنع عرض العمل نهائيا.

 


 
والتزاما بقرار الحكومة، قام جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بسحب جميع نسخ فيلم "حلاوة روح" من دور العرض المصرية بجميع محافظات الجمهورية.

 

«شوف وأحكم»

 

وتعليقا على تصريحات المتحدث باسم مجلس الوزراء، طالب على الجندى مؤلف الفيلم، محلب بمشاهدة الفيلم أولا وتقييم العمل بنفسه، مؤكدا أن قرار رئيس الوزراء متسرعا ومبنيا على تكهنات وشائعات غير موجودة بالفيلم، موضحا أن المجلس القومى للأمومة والطفولة أصدر بيانا ضد الفيلم قبل أن يشاهد المجلس الفيلم وهو الأمر غير المنطقى.

 

وأضاف الجندى أن اعتراض المجلس جاء بناءً على اعتقاد أعضائه أن هناك مشهدا جنسيا بين النجمة هيفاء وهبى و"طفل" بالفيلم وهو الأمر غير الحقيقى، مشيرا إلى أن سيناريو الفيلم حاز على أفضل سيناريو ضمن مشاريع التخرج بالمعهد وحاز على تصريح رقابى عام 2005 فى عهد الرقيب على أبو شادى، وحاز على تصريح آخر من قبل الرقيب الدكتور أحمد عواض.

 

وأوضح مؤلف الفيلم أن رئيس الوزراء ليس بجهة منوطة بمنع الأفلام، وإنما هناك مؤسسات هى التى تختص بتلك الأمور وهى الرقابة على المصنفات، وبالتالى لابد على رئيس الوزراء مراجعة القرار لأنه يضر بصناعة السينما فى مصر.

 

 

ديكتاتورية

 

وتعامل صناع السينما مع قرار الحكومة بكثير من الغضب، وأعتبر النقاد والمخرجين أن تدخل الحكومة في منع الفيلم يعد مؤشرا خطيراً ضد حرية الإبداع في مصر.

 

وانتقد المخرج السينمائى الشاب عمرو سلامة قرار رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بوقف عرض «حلاوة روح»، معتبرا القرار نوعًا من أنواع الديكتاتورية، وذلك من خلال تغريدة جديدة كتبها على حسابه الشخصى على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى.

 

وكتب سلامة معلقا على قرار محلب: «هل آلية منع الأفلام هى ذوق معالى رئيس الوزراء؟ ضد الفيلم ماتروحوش، لكن تجبر شخص ثانى له حق الاختيار مايشوفوش ليه؟ للديكتاتورية صور متعددة».

 

وقال طارق الشناوي -الناقد الفني- إن تدخل رئيس الوزراء في عمل فني يعد موشرا خطيرا، مشيرًا إلى أن وقف أي عمل فني من اختصاص الرقابة، مؤكداً أن التدخل اليوم لمنع فيلم لأسباب أخلاقية سيتبعه غدًا قرار بمنع فيلم لأسباب سياسية.

 

وأضاف «الشناوي»: «نحن في مجتمع محافظ والشعب المصري يميل لمثل هذه القرارات، ولكن عندما ننظر أبعد من أقدامنا، سنجد أن هناك خطورة على الحياة كلها وعلى الثقافة والسياسة والإبداع».

 

وتابع: «رغم أن الفيلم رديء، ومن أسوأ ما شاهدت، إلا أنني أرفض الفيلم مرة وأرفض المصادرة ألف مرة».

 

الرقابة تهدم المجتمع

 

من جانبه، قال الفنان عمرو مصطفى، إن هناك وقفة يوم 28 من الشهر الجارى تهدف لإلغاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الذى يعمل على هدم المجتمع وتغيير الشخصية المصرية من خلال أفلام الجنس التى يوافق على عرضها، وتابع قائلاً "هناك عصابة داخل الجهاز الذى لا يقل منصبه أهمية عن منصب رئيس الجمهورية".

 

وأضاف "مصطفى"، أن الجهاز اعتراض على عرض فيلمه الدساس "بسبب أننى قلت ثورة فوتوشوب" فى حين يوافق على عرض فيلم "بون سوارية" الذى به مشاهد خارجه، وتابع قائلاً "الفن من يصنع الشعوب وليس العكس".