النهار
الأحد 30 يونيو 2024 06:39 صـ 24 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
البدء في اعمال التطوير وفتح الشوارع وانشاء طرق جديدة بمنطقة زرزارة بالغردقة رئيس غارب يتابع تنفيذ مشروع بناء عمارات الاسكان المتميز مبهراً الجميع... فريق من جامعة المنصورة يشارك بالمؤتمر الدولى الأول القسطرة المخية بجامعة عين شمس ” صيادلة الشرقية ” تكرم الأمهات المثاليات بنادي احمد عرابي لعام 2024 م خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات بقطر: النائبة ناعمة الشرهان: دولة الإمارات صاحبة رؤية استباقية في التصدي للإرهاب والفكر المتطرف حسام حسن : ثورة ٣٠ يونيو علامة مضيئة في تاريخ مصر مجلس جامعة الأزهر يصدِّق على إطلاق مبادرة «احفظ مقرَّرك» ويكرم الكليات المتميزة مفاجأة سارة بشأن حصول الزمالك على الرخصة الإفريقية تعادل سلبي بين ألمانيا والدنمارك بالشوط الأول الثانوية العامة..تسريب امتحان الفيزياء يُشعل السوشيال ميديا..و«التعليم» تكشف حقيقة الأمر جمعية فناني التليفزيون الصيني: مصر والصين تتمتعان بأصل تاريخي عميق حلول خارج الصندوق..مجلس إدارة المصري يحدد أولويات العمل للمرحلة المقبلة

تقارير ومتابعات

الدين ينتصر على السياسة بمسجد القائد إبراهيم

علاقة المصرى بالدين حساسة وهو ما جعله فريسة سهلة للعديد من أصحاب التوجهات والآراء السياسية ممن اتخذوا من المنابر وسيلة لترويج افكارهم، عبر بعض الائمة الذين يبثون من خلال الخطب العنف والكراهية ونبذ فئات من المجتمع باسم الدين . فأصبح الدين لعبة لهؤلاء الائمة الذين يسخرونه لخدمة  مصالحهم وتوجهاتهم الشخصية ولكن سرعان ما تدارك الأزهرالشريف ومعه الأوقاف  خطوره هذا الموضوع.

بعد ثورة 30 يونيو تم منع الخطب المحرضة على العنف والقتل والتى لا تهدف الى اى شىء سواء دمار المجتمع كما كان يحدث فى ساحة المسجد الأشهر القائد ابراهيم..  فماذا حدث بهذا المسجد الشهير ؟ سؤال وجهناه  للشيخ عبد الرحمن نصار امام مسجد القائد ابراهيم  الذى اشار إلى أن ما يحدث قبل ثورة 30 يونيو كانت اغلب الخطب الهدف منها تحريض الناس على العنف والقتل وقد كان بعض الأئمة يلقون بعض الخطب على حسب أهوائهم ومصالحهم ولكن بعد الثورة تغير هذا المضمون فبعد ان ادرك الناس حقيقة هؤلاء المشايخ لم يعد هناك خوف من هذة الخطب لأن وزارة الاوقاف تسعى حاليا لتوحيد الخطبة على مستوى الجمهورية حتى لا يكن هناك فرد يستطيع نشر سياستة الخاصة او سياسة جماعة معينة مؤكداً انه لا يجب على اى امام مسجد ربط الدين بالسياسة من اجل تحقيق مصلحة خاصة بفئات معينة من المجتمع مثل ما حدث فى عهد جماعة الإخوان وخاصة ما كان يقوم بة الشيخ المحلاوى قبل ذلك ولكن على الجانب الاخر اذا كانت هذة السياسة تهدف الى تحقيق الامن والرخاء والمصلحة العام فمن الممكن ان نطرح مثل هذة الافكار على الافراد من خلال الخطب التى تقام فى المساجد وايضا تناول بعض المشاكل التى تواجه المجتمع ومحاولة توعية الشعب بها.

لا تفرقة     

وبسؤال الشيخ عبد الناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف السابق بالإسكندرية قال أنه من المفترض ان يكون الائمة والخطباء لجميع المسلمين ولا يفرقون بينهم ولا يدعون إلى حزب او تيار بعينه وإذا كانت الفترة قبل 30 يونيو كانت المنابر قد استغلت لصالح جماعة او حزب او دعوة بعينها وهذا مخالف لمبادئ الشرعية الإسلامية وقد شهدت هذه الفترة انفلاتا دعويا وأخلاقيا وكل ذلك كان له تأثير سلبى على المساجد وعلى الخطاب الدعوى وهذه المشاكل حدثت عندما أقحمت المساجد فى السياسية والبعض جر المساجد فى الصراع الحزبى والسياسى وتحولت المساجد عن مهمتها الأساسية وهى الدعوة والعبادة ؛ أما بعد 30 يونيو تحت رعاية وزير الاوقاف الشيخ محمد مختار الامام الاكبرالذى اعطى قرر بتوحيد خطبة الجمعه بجميع المساجد وان تكون المنابر لا تدعو لأى سلطة حالية او سابقة وأن تعود المساجد لتؤدى دورها التنويرى فى نشرالقيم والأخلاق وتصحيح المفاهيم بعيدا عن الجوانب السياسية وهذا ما تم فى الإسكندرية من استقلال منابر المساجد .

دين الوسطية

وبسؤال الشيخ ماهر محمود امام مسجد سعد الدين ومسئول بوزارة الأوقاف اكد ان منهج الخطابة هو منهج واحد ليس به اى تعديل ولا يتعارض مع السياسة ولا مع اى حزب فالجميع على علم بأنه منهج مستقل خاصة الأزهريين فهم اكثر دراية بتلك المنهج وغيرها من المناهح الاخرى مشيرا الى ان من يسلك غير هذا المنهج لا يعتبر خطيباً لذلك فقد بدأت وزارة الاوقاف فى ابعاد كل من هو غير ازهرى عن المنبر والقاء الخطب حتى لا ينساق وراء اهوائه وميل جماعة معينة حيث انه تم استبعاد اكثر من امام مسجد عن المنبر لذلك لا يجب على كل خطيب مسجد ان ينتمى الى اى حزب او جماعة معينة بل يجب ان يكون مستقلاً لأن ديننا هو دين الوسطية والاعتدال كما انها بدأت فى خطة توحيد الخطبة فى جميع المساجد وعلى مستوى انحاء الجمهورية حتى تتم السيطرة على بعض الائمة الذين يقومون بمجاملة جماعة الاخوان المسلمين ودعوة الشعب وتحريضه على الجيش والشرطة والعنف والقتل لذلك اطالب جميع الشيوخ وائمة المساجد بالدعوة الى التسامح والعفو وتوحيد الكتلة ،ايضا يجب ان يكون هناك تنسيق بين مؤسسات الدولة( وزارة الصحة- وزارة التربية والتعليم - الثقافة. وغيرها ) ووزارة الاوقاف وائمة المساجد ويتم عرض عليهم بعض المشاكل التى توجه المجتمع والتى يجب التوعية بها حتى نقلل من حدتها.

بينما كانت ساحة القائد ابراهيم قبل ثورة 30 يونيو تشهدالعديد من الاشتباكات العنيفة التى وقعت بسبب خطب الشيخ المحلاوى  الذى هو أحد أهم الشخصيات الإسلامية التى أثارت جدلاً كتيراً حولها والتى كانت دائمآ تخلط الدين بالسياسية وتشعل الميادين وتملأها بالدماء والاشتباكات بين مؤيدى ومعارض للسياسة الآخوان ؛ فكان دائما يأخذ منبر مسجد القائد إبراهيم كل جمعة ليدعو الناس لدعم الاخوان ومن يخالف هذه يتعرض للعنف من قبل ميليشيات الجماعة المحظورة التى دائما كانت موجودة داخل خارج المسجد ومن أشهر خطب «المحلاوى»، التى كانت سبباً فى حدوث اشتباكات عنيفة عقب صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم يوم 15 ديسمبر 2012، دعا الشيخ المحلاوى للتصويت بـ"نعم" للدستور من أجل الاستقرار والشريعة التى ليست موجودة من الأساس فى هذا الدستور على حد وصفهم، ما أدى إلى احتقان الأوضاع بين المصلين والمتظاهرين المعارضين فهتفوا ضد الدستور وضد المحلاوى، فما كان من مؤيدى مرسى إلا التراشق مع المعارضين بالحجارة والقبض على ثلاثة منهم وأسرهم داخل المسجد وتعذيبهم تحت إشراف الشيخ المحلاوى، بل وقاموا باستعداء ثلاث سيارات محملة بميليشيات الإخوان، وبعض العناصر الجهادية جاءوا مدججين بالسلاح الأبيض، وتعامل معهم المتظاهرون وتم القبض عليهم، فى سابقة لم تحدث فى عهد أى رئيس أن يتم استخدام الميليشيات فى الدفاع عن سياساته وتأييده وقمع المعارضة.

خروج المحلاوى

وانتهى اليوم بخروج المحلاوى ومن معه بمدرعات الأمن من الباب الخلفى للمسجد الساعة الواحدة صباحا خوفا من تعدى المتظاهرين الغاضبين عليه  وأسفر اليوم عن إصابة العشرات من متظاهرى القائد ابراهيم وكانت هذا آخر يوم يلقى فيه الشيخ المحلاوى خطبة الجمعة من مسجد القائد ابراهيم حتى الآن.

وقد اتخذ من الجزيرة منبراً جديداً ليحرض على العنف ويدعو إلى الفتنة.