النهار
الأربعاء 16 أكتوبر 2024 09:56 مـ 13 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

سد النهضة لن يرى النور سياسياً أو عسكرياً

فى تطور جديد لأزمة سد النهضة التى دخلت المفاوضات بشأنها الى طريق مسدود فى ظل تعنت اثيوبيا واصرارها مواصلة بناء السد ، أبدى قادة بالجيش الإثيوبى استعدادهم وجاهزيتهم لـ»دفع الثمن من أجل الحفاظ على مشروع سد النهضة» باعتباره «مشروعًا قوميًا، وأحد أهم مكتسبات الشعب الإثيوبي

جاء ذلك على هامش زيارة قام بها عدد من قادة القوات الجوية والقوات الأخرى وأفراد من الجيش الإثيوبى إلى موقع بناء السد.

وأكد قادة الجيش استعدادهم وجاهزيتهم لدفع الثمن من أجل الحفاظ على مشروع سد «النهضة» باعتباره مشروعًا قوميًا، واصفين الزيارة إلى موقع سد (النهضة) بأنها تاريخية .

ونقل عن قادة الجيش قولهم ان «الزيارة تأتى فى إطار فعاليات الاحتفال بيوم الجيش الوطنى الذى بدأت فعالياته منذ الأسبوع الماضى  ، مشيرا إلى أنها تعتبر الأولى من نوعها منذ بدء العمل فى المشروع.

وأوضح القادة أن «العمل يجرى فى مشروع سد نهضة إثيوبيا بوتيرة سريعة أكثر مما تناقلته وسائل الإعلام .

وقد شهدت الأشهر الأخيرة، توترًا للعلاقات بين مصر وإثيوبيا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع «سد النهضة»، الذى يثير مخاوف داخل مصر، حول تأثيره على حصتها من مياه النيل، وتأثيره على أمنها القومى فى حالة انهياره.

فى المقابل تعتبر الحكومة الإثيوبية أن سد النهضة مشروع تنموى سيادى لإنتاج الطاقة الكهربائية ولا يمكن أن يخضع لأية إملاءات ووصاية من الخارج.

وفى تعليقه على هذه التصريحات استبعد د. احمد القاضى الخبير الاستراتيجى  اللجوء الى الخيار العسكرى لحل أزمة سد النهضة مؤكدا أن مصر لا تزال تؤكد حرصها على أن تكون المفاوضات والحوار هو الحل الأمثل لحل هذه الأزمة كما تؤكد مساعيها الدائمة لتعزيز العلاقات مع دول افريقيا وحوض النيل ومن هنا جاءت ازيارة المهمة التى يقوم بها وزير الخارجية نبيل فهمى لدول حوض النيل لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك والانطلاق نحو مشروعات تعزز التعاون والتنمية .

وشدد د. احمد القاضى على أن مصر حريصة على استمرار مصالحها مع دول حووض النيل ولا تمانع فى الوقت ذاته من مصالح الدول الأخرى ولذلك سيكون الحل العسكرى هو الحل الأبعد لهذه الأزمة .

واضاف د. القاضى أن المتوقع فى ظل استمرار تعنت الجانب الأثيوبى هو احتمالية تدويل الأزمة واللجوء الى التحكيم الدولى والقوانين والمواثيق الدولية ، كما أن هناك اصرارا مصريا على الضغط على اثيوبيا من خلال مد جسور التعاون والحوار مع الدول الممولة لسد النهضة خاصة دول أوروبا الراعية والممولة له ، حيث تحاول كسبها الى جانبها واقناعها بعدالة القضية ومدى أضرارها المتوقعة على مصر وخططها المستقبلية .

واعتبر د. القاضى أن أزمة سد النهضة ليست مؤامرة الا أنه أوضح أن القوى الاقليمية تستغل أزمة دول حوض النيل من اجل تحقيق مصالحها وزيادة الفجوة بين مصر وأثيوبيا لمزيد من الضغط على مصر والرضوخ لمطالبها .

وشدد د. احمد القاضى على ضرورة التحرك بشكل أكبر تجاه هذا الملف المهم من أجل حسمه مؤكدا أن مصر قادرة على الردع ولديها قدرات متفوقة ، مضيفا : الا أننى اعتقد أن اثيوبيا لن تغامر ولن تسعى الى الحل العسكرى .

من جانبه عبر السفير كمال حسن على  مندوب السودان الدائم لدى الجامعة العربية عن أمله فى مواصلة الجهود لحل هذا الأزمة موضحا أن بلاده هى جزء أساسى من الدول المتحاورة حول أزمة سد النهضة.

وقال فى تصريح له : اننا نسعى الى حل أزمة سد النهضة  عبر الحوار والتعاون  ونأمل ان نصل الى حلول فيها عبر اللجان المختلفة المشكلة من مصر والسودان وااثيوبيا مستبعدا فى الوقت الحل العسكرى لهذه الأزمة .

وكان وزير الخارجية  نبيل فهمى قد قام بجولة خلال اليومين الماضيين فى عدد من دول حوض النيل من بينها زيارة للكونغو الديموقراطية عقب قيامه بزيارة لتنزانيا التى اختتمها بمقابلة الرئيس التنزانى جاكايا كيكويتى بحضور وزير الخارجية التنزانى وكبار المسئولين هناك.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطى « ان الوزير فهمى قام خلال المقابلة بتسليم الرئيس كيكويتى رسالة خطية من الرئيس عدلى منصور تتعلق برؤية مصر لتعزيز وتطوير علاقاتها الثنائية مع تنزانيا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، فضلا عن مجمل الأوضاع الإقليمية فى القارة الافريقية بصفة عامة بما فى ذلك العلاقة مع الاتحاد الأفريقي، وموضوع مياه النيل بصفة خاصة.