النهار
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 09:02 صـ 24 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور يحصل على لقب دبلوماسي العام مجلس الوزراء يُرحب بطلب الأمم المتحدة رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات للفلسطينيين جروس: حزين لخسارة نقطتين.. وبقاء زيزو ضروري بالصور.. مستقبل وطن بالمنوفية ينظم حفل زفاف جماعي لـ 50 عروسة قطر وتركيا ترسلان مساعدات إنسانية إلى سوريا نائباً عن الحكومة.. محافظ القاهرة يشهد احتفال بطريركية الأرمن الكاثوليك بعيد الميلاد نقل محمد حمدى للمستشفى بعد إصابته بكدمة فى الضلوع رئيس جامعة السويس يشارك في تقديم التهنئة للأخوة الاقباط الغربيين بعيد الميلاد المجيد الرعاية الصحية بالسويس تعقد تدريبًا خارجيا عن امراض الغدة الدرقية الزمالك يتعادل مع طلائع الجيش بهدفين لكل منهما رئيس الوزراء يستعرض مقترحات حوكمة لجان الثانوية العامة والسيطرة على الغش والتسريبات قرار عاجل من محافظ القاهرة قبل احتفالات عيد الميلاد

عربي ودولي

خبير في شؤون الشرق الاوسط يجيب للنهار عن السؤال الصعب

لماذا تعد لعبة الجواسيس السلاح الرهيب ضد حزب الله وحماس ؟

المحلل السياسي فراج اسماعيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط
المحلل السياسي فراج اسماعيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط

لعب الجواسيس دورا كبيرا للغاية في معادلة الصراع الجاري بين تل ابيب من جانب وحزب الله وايران وحماس من الجانب الاخر وهنا طرحنا السؤال علي الكاتب والمحلل السياسي فراج اسماعيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط وقال اسماعيل ان الجواسيس لعبوا الدور الأكبر في بدايات الحرب اللبنانية الإسرائيلية منذ 17 سبتمبر الماضي، حين تم تفجير أجهزة البيجرز وأجهزة الإتصالات اللا سلكية لرجال حزب الله خاصة بعد ذلك موجة اغتيال القادة وأبرزهم قائد الحزب الأعلى السيد حسن نصر الله. بل قبل ذلك فلسطينيا باغتيال إسماعيل هنية.
واضاف اسماعيل رغم اختفاء وغموض موقف قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني وما نشر من أخبار غير مؤكدة عن خضوعه للتحقيقات أو توقيفه بسبب شكوك في تورط مدير مكتبه.. إلا أن تعمق الموساد داخل طهران ووصوله إلى أعلى المناصب يفتح الطريق للهمز والهمس والكلام المباشر حول وجود قاعدة مهمة تابعة للموساد داخل إيران نقلت أسرار الحزب وتحركات قادته ومقارهم.
أدلى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد باعتراف مذهل في مقابلة يوم الاثنين الماضي مع شبكة سي إن إن تورك، كشف فيه أن طهران أنشأت وحدة تهدف إلى إحباط عمليات الموساد الإسرائيلي، وتبين لهم فيما بعد أن الرجل الذي ترأس هذه الوحدة هو عميل للموساد.
وأنه تمكن مع 20 عميلاً آخرين من سرقة من الوثائق النووية الإيرانية. مضيفا أنه أصبح من الواضح لهم في عام 2021 أن أكبر شخص في البلاد كانت وظيفته التعامل مع العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في إيران هو عميل للموساد وتناول الكاتب الإسرائيلي ايتمار ايشنر في جريدة يديعوت احرونوت هذا الاعتراف من رئيس إيراني سابق بشأن توغل الموساد داخل أدوات القيادة والسيطرة في إيران.
ويعلق بأن إسرائيل نظمت عمليات معقدة هناك، مكنتهم بسهولة من الحصول على المعلومات. وفي إيران ما زالوا صامتين بشأن هذا الأمر، رغم اكتشاف أن الرجل الذي كان مسؤولا عن الوحدة الاستخبارية ضد إسرائيل كان عميلا إسرائيليا.
وهو، بحسب أحمدي نجاد، لم يكن الوحيد، فقد تبين أن 20 عضوا آخرين من تلك الوحدة هم من عملاء الموساد.
واشار اسماعيل ان أحمدي نجاد -ووفق الكاتب الإسرائيلي- نهم هم الذين تمكنوا من سرقة الوثائق النووية الإيرانية في عام 2018، وكانوا مسؤولين أيضا عن القضاء على العلماء النوويين الإيرانيين وظل أحمدي نجاد رئيسا لإيران حتى عام 2013، وخلفه حسن روحاني، واعترف رئيس ديوانه السابق -وزير المخابرات السابق علي يونسي- في مقابلة عام 2022: "لقد تسلل الموساد إلى العديد من الدوائر الحكومية في السنوات العشر الماضية، لدرجة أن جميع كبار المسؤولين في البلاد يجب أن يخافوا على حياتهم".
لا شك أنها قنبلة اهتمت بها معظم الصحافة الإسرائيلية ولقيت اهتماما واسعا في بعض الصحف والمواقع العالمية.. خصوصا أنها تأتي في ذروة حرب لعب الموساد دورا كبيرا في عمليات استخبارية انتهت باغتيال كل قيادات الصف الأول في حزب الله واستهداف مستودعات أسلحة وصواريخ من ترسانته تعتبر سر الأسرار.. إلى الشكوك حول اسماعيل قاآني قائد فيلق القدس.
وفي ظني أن أقوال نجاد يمكن أن تؤكد تلك الشكوك سيما أن قاآني لا زال مختفيا عن الأنظار منذ ظهوره آخر مرة في عزاء نصر الله بطهران مع عبدالله صفي الدين- شقيق هاشم صفي الدين- الخليفة المحتمل لنصر الله الذي تقول إسرائيل إنها اغتالته أيضا.
استخدمت صحيفة ايكونوميك تايمز لفظ (العميل المزدوج) على رئيس وحدة الاستخبارات الإيرانية الذي فجر قنبلته الرئيس نجاد وحسب الصحيفة فإن اختراق هذه الوحدة ساهم في تسريب معلومات حساسة إلى إسرائيل.
وكشف اسماعيل النقاب عن أن يجند الموساد مجموعة استخباراتية كاملة مكلفة بتعقب أنشطته، فذلك أمر خطير تنعكس أثاره على إيران وحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله ليس بالأمر الهين أن يكون 20 عميلاً في وحدة الاستخبارات الإيرانية مع رئيسها يقدمون المعلومات للموساد ويعملون كعملاء داخل جهاز الأمن الإيراني.. وفق كلام رئيس الجمهورية الأسبق مع شبكة سي إن إن تورك ويثير هذا الاعتراف مخاوف جدية بشأن أمن وسلامة شبكة الاستخبارات الإيرانية، وتسلط الضوء على مدى تعرضها للاختراق الأجنبي.
في عام 2018، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عملاء الموساد سرقوا مجموعة هائلة من الوثائق المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وفي عرض رفيع المستوى، عرض نتنياهو الوثائق، مدعيا أنها تثبت أن إيران تطور أسلحة نووية سرا.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لاحق أنه تم الاستيلاء على الوثائق خلال عملية سرية للموساد في طهران. أشارت التقارير وقتها إلى أن أكثر من عشرين من عملاء الموساد اقتحموا مستودعا في طهران، وفتحوا الخزائن، واستخرجوا أكثر من 100 ألف ملف سري. وقد زودت العملية، التي استمرت ست ساعات، إسرائيل بمعلومات مفصلة حول تطوير الأسلحة النووية الإيرانية.
وكان لهذه الملفات تأثير عميق على السرد العالمي المحيط بطموحات إيران النووية، حيث قدمت أدلة شاملة على الأنشطة السرية للبلاد حسب صحيفة ايكونوميك تايمز.
ولعبت المواد المسروقة دورا مهما في تشكيل نهج الحكومة الأمريكية تجاه إيران. وبعد تلقي إحاطة سرية من نتنياهو، قرر الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران. ودعمت الوثائق مزاعم بأن إيران انتهكت شروط الاتفاق الذي يهدف إلى كبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.