النهار
السبت 21 سبتمبر 2024 08:42 صـ 18 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الشيخ حمد : سنتوجه لمجلس الأمن حال فشل امريكا في تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية

كتبت : هالة شيحةشدد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيس لجنة مبادرة السلام العربية على ان خيار اللجنة الاساسي هو تحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين ، منبها الى أن اللجنة لايمكن لها ان تغطى العودة الى مفاوضات مباشرة اوغير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في ظل الظروف الراهنة .وطالب الادارة الامريكية بضرورة رفع الحصار الاسرائيلي الظالم عن قطاع غزة فورا ،كما حث على أهمية انجاز المصالحة الفلسطينية والتي وصفها بأنها تشكل عامل قوة للموقف الفلسطيني .جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع غير العادي لوزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية الذي اجتمع بالجامعة العربية مساء اليوم بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقييم مسار عملية السلام والوقوف على التحركات المطلوبة خلال الفترة المقبلة بعد فشل الادارة الامريكية في وقف الاستيطان الاسرائيلي .وقال الشيخ حمد ان اللجنة سوف تجري تقييما شاملا للموقف في ضوء ما يبلغها به الجانب الفلسطيني ،وشدد على ضرورة التأكيد بقوة على المسؤولية والدور الامريكي في عملية السلام على أساس نفس المنطق الذي أكده الرئيس الامريكي باراك اوباما من قبل والمتمثل في ضرورة تحمل الجميع المسؤولية المترتبة على ادوارها ، لافتا في هذا السياق الى اهمية التوجه الى مجلس الأمن الدولي في حال فشل الولايات المتحدة في تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحدودها القائمة ضمن خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وأوضح أن هذه الخطوة التي صرحت الاوساط الرسمية الامريكية بمعارضتها بما في ذلك تنويه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون - ليست سابقة للأوان خاصة في حالة ثبوت فشل عملية التفاوض، معتبرا أن عدم اتخاذها في هذه الحالة سيعني القضاء على مفهوم حل الدولتين .ونبه الشيخ حمد بن جاسم الى أهمية قيام الولايات المتحدة الامريكية الى أن وزاري لجنة مبادرة السلام العربية يعقد في ظل ظروف صعبة للغاية.واستعرض جهود اللجنة منذ بداية تشكيلها وجهودها المتواصلة مع الادارة الامريكية من اجل تحقيق السلام والتوصل الى تسوية عادلة ، مشيرا في هذا الخصوص الى أن الرؤية التي تبناها الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في 23سبتمبر 2009 والتي تعهد فيها بدعم هدف قيام دولتين هما اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن وذلك كجزء من سلام شامل بين اسرائيل وجيرانها .وقال: ان الوقائع التي حدثت بعد ذلك تثبت أن الجانب الفلسطيني والعربي اضطلع بدوره ومسؤوليته لتحقيق السلام بالصيغة التي وصفها الرئيس اوباما ، ومنذ شهر يونيو 2009 أكد الجانب العربي استعداده للتعامل بايجابية مع طرح الرئيس اوباما واتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الامريكي على أساس تحقيق السلام الشامل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف .ولفت الى أن الجانب العربي والفلسطيني رحبا في السياق ذاته بالموقف الامريكي الداعي الى الوقف الفوري والكامل لسياسة الاستيطان الاسرائيلية في كافة الاراضي المحتلة .واشار الى أن لجنة المبادرة عقدت خلال العام الجاري اربعة اجتماعات على المستوى الوزاري في مارس ومايو وأكتوبر واجتماع واحد على مستوى المندوبين الدائمين في شهر مارس وأكدت فيها على التمسك بالمباديء الاساسية التي يقوم عليها الموقف العربي من قيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية ، وأن المفاوضات المباشرة التي أصر عليها رئيس الحكومة الاسرائيلية تتطلب الوقف الكامل للاستيطان في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك القدس المحتلة .وقال : ان اللجنة أكدت أن المباحثات غير المباشرة لن تثمر في ظل الاجراءات الاسرائيلية غير المشروعة في الاراضي الفلسطينية المحتلة .وأضاف : انه بالرغم من ذلك فقد تجاوبت اللجنة بمنح الفرصة لهذه المباحثات وهي الفرصة التي طالب بها السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الامريكي للسلام لتسهيل دور الولايات المتحدة في ضوء تأكيداتها للرئيس الفلسطيني ابو مازن على ان لا تكون المباحثات غير المباشرة مفتوحة بلا نهاية ، وذلك بوضع سقف زمني لها لا يتجاوز اربعة اشهر ، والا يتم الانتقال منها الى المفاوضات المباشرة تلقائيا.وأوضح الشيخ حمد بن جاسم أن اللجنة اعلنت في الثامن من أكتوبر الماضي تحميل اسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات المباشرة التي اطلقها الرئيس الامريكي في الثاني من سبتمبر الماضي في واشنطن نتيجة استمرارها في سياسة الاستيطان وأكدت أن استئنافها يتطلب الوقف الكامل للاستيطان .وجددت في الوقت نفسه موقف الرئيس اوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة موكدة استعداداتها للتعاون لترجمة ما جاء في هذا الخطاب الى واقع ملموس بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ودعوة الولايات المتحدة الى ذلك على أن يتحقق خلال عام اعتبارا من سبتمبر 2010 .وانتقد الشيخ حمد التصرف الاسرائيلي بعد ان انتهت فترة وقف الاستيطان التي كانت محددة لمدة عشرة اشهر بموجب قرار من حكومتها ، والذي رفضت تجديده مما أدى الى توقف المفاوضات المباشرة ،مضيفا: ان اسرائيل احبطت بذلك المفاوضات غير المباشرة وأصرت على المفاوضات المباشرة ولكنها بحلول مرحلتها عمدت الى افراغها من مضمونها ومن هدفها من خلال اصرارها على المضي في بناء المستوطنات لفرضها كأمر واقع وبذلك تجلى الهدف الاسرائيلي بتحويل مسار المفاوضات ليصب في الهدف الذي تريده الحكومة الاسرائيلية ، ولكي يكون السلام الذي يتحدث عنه الجميع هو سلام بالصيغة الاسرائيلية من دون اعتبار للحقوق الفلسطينية والعربية وبتجاهل مقصود لأية مرجعيات .وتابع : لقد رفضت اسرائيل تمديد قرار وقف بناء المستوطنات حتى لمدة قصيرة لا تتجاوز 90 يوما وعرض نتنياهو الاستعداد لتمديد فترة القرار الاسرائيلي اذا اعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية معتبرا أن ذلك الموقف يفضي الى تقويض مجمل الموقف الفلسطيني .ولفت إلى موقف الادارة الامريكية الاخير المتمثل في اعلان التخلي عن جهودها لاقناع اسرائيل بوقف انشطة الاستيطان وقال : انه بدلا من ذلك اعلنت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في العاشر من ديسمبر الجاري نهجا جديدا دخلت بموجبه عملية السلام مرحلة جديدة ، مضيفا أن ابرز ما جاء في هذا الموقف يتمثل في طلب التعامل في المسائل الجوهرية للصراع مثل الحدود والأمن والمستوطنات والمياه واللاجئين والقدس وأن مناقشات الولايات المتحدة مع الطرفين ستكون جوهرية من خلال محادثات بين الامريكييين والفلسطينيين من جهة والامريكيين والاسرائيليين من جهة أخرى مع التركيز على تحقيق تقدم حقيقي في الاشهر القليلة القادمة حول المسائل الرئيسية لاتفاق اطاري .ورأي أن ذلك يعني تجديد المفاوضات غير المباشرة رغم استمرار الاستيطان ومن دون مرجعيات .ونبه الى أنه ازاء هذه التطورات يصعب على أي مواطن عربي أن يفهم كيف يمكن للولايات المتحدة أن تحدث تغييرا في الموقف الاسرائيلي في قضايا جوهرية على الرغم من انها لم تنجح في اقناع اسرائيل أن توقف الاستيطان لفترة قصيرة ، وقال : ان الولايات المتحدة هي التي عليها ان تجيب على هذا السؤال المشروع .اجتماع خماسيوكان قد عقد اجتماع تشاوري بقصر التحرير(خماسي ضم كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، و الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء وزير خارجية دولة قطر رئيس لجنة مبادرة السلام ، ويوسف بن علوي وزير الشئون الخارجية في سلطنة عمان ، والأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى قبيل بدء اجتماع لجنة مبادرة.وجرى خلال الاجتماع التشاور حول الموقف العربي الذي سيتم بلورته في في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في ضوء المباحثات التي أجراها المبعوث الأمريكي لعملية السلام السناتور جورج ميتشيل مع الرئيس مبارك وعدد من المسئولين العرب.