تفجيرات الإ خوان تستهدف تدمير الاقتصاد

شهدت البلاد خلال الفترة الأخيرة سلسلة من التفجيرات ولعل أبرزها تفجير مديرية أمن القاهرة، والتىقامت بها جماعة الأخوان المسلمين فىمحاولة لإرهاب الجميع، الأمر الذىأثر بالسلب على الوضع الإقتصادىإذ تزايدت المخاوف لذىبعض الأقتصاديين إذ سادت حالة من القلق لديهم تخوفاً من تأثير تلك التفجيرات على معدلات الأستثمار بالبلاد وهروب المستثمرين جراء حالة الذعر والقلق التىباتت سائدة بالشارع المصرى، بينما رأىالبعض أن هذه التفجيرات لن تؤثر بالسلب على الأقتصاد لاسيما بعدما تم إقرار الدستور وباتت البلاد قادمة على إجراء الأنتخابات الرئاسية ثم تتبعها البرلمانية هذا بجانب أن البلاد باتت فىبداية الطريق لتنفيذ خارطة الطريق .

« النهار» استطلعت أراء بعض خبراء الإقتصاد حول مدى تأثير التفجيرات الأرهابية لجماعة الأخوان المسلمين على إقتصاد البلاد؟، وما هىالسبل التىلابد على حكومة الدكتور حازم الببلاوىمن إتباعها لتقليل الأثار السلبية التىقد تؤثر على الأقتصاد؟.. وجاءت إجابتهم خلال السطور المقبلة.

فىالبداية أكد الدكتور عبد الرحمن العليان ، الخبير الإقتصادىوعميد المعهد العالىللإقتصاد، أن التفجيرات الأرهابية التىتقع بالبلاد من حين لآخر تؤثر بالسلب على قطاع السياحة، وبالأخص السياحة الدينية، قائلاً إن التفجير الذىوقع بمديرية أمن القاهرة والذىأدىلانهيار مبنىالمتحف الإسلامىونجم عنه تهشم 74 قطعة اثرية،فهذا الأمر يؤثر بالسلب على السياحة، لاسيما وأن السياحة الدينية تدر سنويا نحو 130 مليار جنية .

قلق المستثمرين

واضاف العليان أن الأمر لم يتوقف فقط على قطاع السياحة ووإنما بالنسبة للإستثمارات أيضاً ، فالتفجيرات الإرهابية تخلق حالة من القلق والخوف لدىالمستثمرين على أموالهم، حيث أن كل ما يهم المستثمر هو وجود بيئة أمنة لدعم وزيادة إستثماراته، لافتاً إلى ان حالة الانفلات الأمنىباتت هىالسائدة فىظل تزايد عدد التفجيرات والتىباتت تبلغ نحو خمسة تفجيرات يومياً فىبعض الأحيان، ومن ثم فىظل هذا المناخ الغير آمن لن تنمو الأستثمارات العربية والأجنبية، بل سيتسبب هذا المناخ فىهروب الأستثمارات العربية والأجنبية ومن ثم التأثير بالسلب على سوق البورصة المصرية، إذ أن المستثمرين سيلجأوا لبيع الأسهم الخاصة بهم بسوق المال ومن ثم سيؤدىذلك لإنخفاض مؤشرات البورصة خلال الفترة المقبلة.

وطالب العليان حكومة الدكتور حازم الببلاوىبسرعة اتباع سياسة « الإدارة الرشيدة» لزمام الأمور بالبلاد وبالأخص الشئون الأقتصادية والتىتحتاج لإرادة قوية للحفاظ على النمو الأقتصادىللبلاد وجعله لا يتأثر بأىأحداث سياسية قد تهدد النمو الاقتصادي، ومن ثم إعطاء رسالة ثقة وطمأنينة للمستثمرين بعدم القلق نهائياً على أموالهم مهما كان هناك حالة تردىمن الوضع الأقتصادي.

خسائر بالمليارات

بينما يرىالدكتور مختار الشريف ، الخبير الإقتصادىوأستاذ الإقتصاد بجامعة المنصورة، أن التفجيرات الأرهابية والتىدبرتها جماعة الأخوان المسلمين وذلك منذ الإطاحة بنظام الدكتور محمد مرسي، قد حمل الدولة خسائر بالمليارات، موضحاً أن إستمرار العمليات التفجيرية والتىتنظها الجماعة قد تضع الإقتصاد المصرىعلى حافة الإنهيار و تجعل قطاع السياحة الأكثر تضرراً منها لاسيما وأن حجم الخسائر التىلحقت بهذا القطاع منذ إندلاع ثورة 25 يناير بلغت نحو 80 مليار جنية.

وأضاف الشريف أن حجم الأستثمارات الموجودة لن تتأثر بالتفجيرات الارهابية للإخوان، وإن تأثرت ستتأثر بشكل طفيف، وذلك لأن المستثمرين لديهم قناعة تامة بإستقرار الأوضاع السياسية لاسيما بعدما تم إقرار الدستور وباتت البلاد فىطريقها لإجراء الأنتخابات الرئاسية، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيؤدىلتحقيق الإستقرار السياسىومن ثم تحقيق الإستقرار الأقتصادي.

وشدد الشريف على الحكومة بضرورة أن تقوم بتوفير عوامل جاذبة للإستثمار وذلك للحفاظ على الأستثمارات الموجودة ومنع هروبها من السوق المصرى، لاسيما وأن هناك المزيد من الإتفاقات الدولية بين مصر وعدد من البلدان العربية والأجنبية نحو ضخ المزيد من الأستثمارات خلال الفترة المقبلة  ولكن فىحالة استقرار الأوضاع السياسية.

فرص ضائعة

بينما يرىالدكتور ياسر حبيب ، الخبير الأقتصادي، أن العمليات الأرهابية قد أدت لزيادة الأعباء الملقاة على عاتق خزانة الدولة فىسداد وإصلاح التلفيات والتىنجمت عن التفجيرات،  مشيرا أن أستمرار التفجيرات يهدد بضياع الفرص الإستثمارية وخلق حالة من التردد لدىالمستثمرين من ضخ أموالهم فىمصر.

وأوضح حبيب أن حجم الخسائر التىتحملتها الدولة جراء التلفيات قدرت بنحو 350 مليار جنية ، إذ أن تكلفة ترميم المنشأت التىتقع بها التفجيرات قد تتعدىملايين الجنيهات للمنشأة الواحدة، موضحاً أن قطاع الطيران المدنىوالسياحة هم أكثر القطاعات تضرراُ بالأعمال التفجيرية التىتقع، وهذين القطاعين يدران ملايين الجنيهات للدولة.

واضاف حبيب أن الخسائر التىتتحملها الدولة لا تتوقف فقط على التلفيات ، بل أن التفجيرات التىتقع تتسبب فىسقوط العشرات من الوفيات  ومئات الجرحىوالمصابين، وهذا الأمر يكلف  الدولة تحمل مئات الجنيهات أيضاً، إذ أن الدولة تلتزم بسداد تعويضات لأسر الضحايا والمصابين ، وكل هذه الأمور تزيد من الأعباء الملقاه على عاتق خزانة الدولة فىسداد فاتورة الأرهاب ، والتىباتت أعماله تقع بصورة شبه يومية فىجميع أنحاء جمهورية مصر العربية.

وطالب حبيب، الحكومة بسرعة التعاون مع القوات المسلحة وإتخاذ إجراءات سريعة للتخلص تماماً من الأرهاب الذىيحمل الدولة خسائر بالمليارات قد تتسبب فىخلق حالة من الركود الإقتصادىبعدما تحسن بفضل مساعدات الدول العربية، وساهم فىرفع التصنيف الإئتمانىلمصر منذ بضعة أيام قلائل، موضحاً أن إستمرار العمليات التفجيرية قد يهدد بخفض التصنيف الإئتمانىوالذىيرتكز بشكل اساسىعلى إستقرار الأوضاع السياسية للبلاد.