النهار
الخميس 24 أكتوبر 2024 07:30 صـ 21 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سون دونغ شنغ: نقدر علاقاتنا المتنامية مع مصر..و الصداقة الصينية الأفريقية تجاوزت حدود الزمان والمكان سفير الصين بالقاهرة : العلاقات الوثيقة بين مصر والصين ستشهد عشر سنوات قادمة اكثر اشراقا ”أمن القليويية” يضبط المتهم بقتل حماه بسلاح أبيض بالخصوص لإتجارهم بالنقد الأجنبى.. ضبط 6 أشخاص لقيامهم بغسـل 150 مليون جنيه بالقليوبية تأكيدا لانفراد موقع النهار.. الزمالك يعتذر للإمارات ويؤكد خوض مباراة نهائي السوبر منها أمينة خليل.. تعرف على لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بالجونة باضطراب.. ميدو عادل يشارك علي الحجار حفله بمهرجان الموسيقى العربية برشلونة ينتقم من بايرن ميونخ في الشوط الأول 3-1 نسخة منه.. أحمد الفيشاوي ينشر صور جديدة لنجله عاجل.. انتهاء أزمة لاعبي الزمالك في الإمارات باعتذار النادي.. والمباراة مع الأهلي في موعدها مهرجان الجونة السينمائي يعلن أسماء أعضاء لجان التحكيم لمسابقة 2024 والجوائز المقدمة خبير في شئون الشرق الاوسط يكشف للنهار : نيتنياهو يحتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين علي وقع مذابح جباليا والضاحية والجنوب اللبناني

تقارير ومتابعات

شعبان خليفة يكتب :الإرهابيون يفسدون فرحة المصريين بالدم

كلما صنع المصريون لأنفسهم يوماً مجيداً يليق بهم ..تلقفته يد الإرهاب كثعبان متوحش ينفث سمه ليفسده 11 فبراير ليس استثناء من هذه القاعدة بل هو حبة فى عقدها الفريد والمحير ..فمن بهجة غير مسبوقة فى شوارع المحروسة اشتعلت فى ذلك اليوم  بعد ثوان من إعلان الراحل عمر سليمان - نائب مبارك لأيام معدودات ورئيس مخابرات مصر لسنوات-  عن تنحى مبارك وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد إلى تحول ذلك اليوم إلى ذكرى أولى ثم ثانية ثم ثالثة اختلاف كبير ومدهش فقد تحول اليوم من احتفالية تليق به إلى يوم للقلق والدم ..وتحول انفجار الألعاب النارية فى سماء القاهرة والمحافظات إلى انفجار فى شرايين وأوردة أبنائها حيث يصر البعض على إحياء اليوم بالدم تحت شعارات مثيرة مثل الثورة مستمرة.... يوم الخلاص ...يوم الحسم ... والنتيجة واحدة صدامات تتلو اشتباكات وضحايا يسقطون ...وبهجة تنطفىء ..ومقدما وقبل حلول الذكرى بأيام قليلة لن يكون  11 فبراير  2014م شاذاً عن هذه القاعدة أو خارج طوقها المحكم والمتحكم فى حركة الشارع ليواصل عشاق الدم وصناع العنف صبغ لون أيام المصريين بالدم  خاصة  أن هذا اليوم سيكون القاسم المشترك فى العديد من الأحداث التى شهدتها مصر من تنحى مبارك لمحاكمة مرسى حيث " الفقى " لما يفرح يحضر له ميتان فى يوم واحد ومصر لها رئيسان سجينان فى وقت واحد أحدهما " مبارك " بالاختيار الوهمى والثانى " مرسى "  بالأمر الجبرى القسرى   فى برج العرب .. فى هذا اليوم تنتظر المحاكم أكبر عدد فى يوم واحد من المحاكمات لقيادات الإخوان فى سلسلة القضايا المؤجلة والحافلة بالدم والخيانة معاً فى دراما المحاولة الفاشلة لاختطاف وطن ... قبل أن تحل الذكرى التى ترتبط بتنحى مبارك ومحاكمة مرسى يتصاعد الشحن و يتغذى الانقسام ومصر لا تزال بانتظار موعد للاحتفال بأيامها المجيدة ..يوماً لم يحن بعد ..لكن من ينتظرونه رغم الملل لم ييأسوا من أن يأتى فى عام آخر مؤكد أنه لن يكون هذا العام كما سنرصد فى السطور التالية :-

شاءت الصدفة ومؤكد ليست وحدها من شاءت أن تجعل من 11 فبراير 2014 يوماً تاريخياً مختلفاً مزدحما بالعديد من المحاكمات لقيادات الإخوان محاكمات غير عادية تهم كافة الأطياف والتيارات فى مصر، سواء من مؤيدى "مرسى ونظامه" أو من مؤيدى "30 يونيو" أو الشعب المصرى البسيط الذى ينتظر عودة أمواله المنهوبة من مبارك ورجال نظامه منذ ثلاث سنوات مضت وللمفارقة أن «فبراير 2014 ذكرى يوم تنحى مبارك هو اليوم الأخير فى المهلة السويسرية بشأن التحفظ على أموال مبارك ونظامه والتى كانت بانتظار احكام قضائية نهائية بشأنهم لم تصدر حتى كتابة هذه السطور ولنبدأ من الإخوان الذين يبدو أنهم قرروا ألا تكون الأولوية للحشد فى يوم المحاكمات حتى أن مرسى نفسه ومرشد الجماعة وقياداتها ممن هم بالحبس أو السجن بدأ يتسرب إليهم القلق من ضعف الحشد أمام مقرات محاكمتهم بل وغياب الجماعة وأنصارها غياباً كاملاً أحياناً كما جرى الثلاثاء من هذا الأسبوع فى محاكمة مرسى وقيادات الجماعة بمقر اكاديمية الشرطة ما يعنى أن الجماعة بدأت تغير فى أولوياتها ومخططاتها خاصة على ايقاع التفجيرات المتواصلة سواء بقنابل بدائية أو بسيارات مفخخة تحمل بصمات القاعدة التى وجدت لها فى عهد مرسى موضع قدم وربما أقدام فى بعض محافظات مصر وليس فى سيناء وحدها.

أحداث المقطم

ولهذا فقد لا يكون حشد الإخوان وأنصارهم فى 11 فبراير 2014 أمام المحاكم التى يحاكم فيها فى هذا اليوم عدد من قيادات الجماعة الموصومة رسمياً بالإرهاب، ومن هؤلاء الذين يحاكمون محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ومحمد البلتاجي، وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وباسم عودة وزير التموين السابق وعاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية "هارب" لقطر، وصفوت حجازي.

وذلك بتهمة قتل المتظاهرين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم بالقاهرة، واستعمال القوة والتهديد بقتل الأهالى بشارع 103 بضاحية المقطم أمام مقر مكتب الإرشاد ومقاومة السلطات وتأليف عصابة لمهاجمة المواطنين وإمدادها بالأموال والأسلحة، والقتل العمد والتحريض على القتل وحيازة مفرقعات وأسلحة نارية وهى التهم التى ينكرها بالطبع هؤلاء المتهمون".

أحداث الجيزة

فى نفس اليوم أيضاً ستجرى محاكمة الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين إلى جانب 14 من قيادات الجماعة والتيارات الإسلامية، بتهم التحريض على القتل وممارسة العنف وأعمال تعد على ممتلكات عامة فى "أحداث مسجد الاستقامة وميدان الجيزة"، التى راح ضحيتها 6 قتلى وعشرات المصابين، فى اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى ومعارضيه فى ذلك الوقت.

مهدى عاكف

وللمفارقة أيضاً أن 11 فبراير سيشهد محاكمة محمد مهدى عاكف المرشد العام السابق لتنظيم الإخوان المسلمين فى قضية اتهامه بإهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها ما يجعله يوماً لمحاكمة مرسى ورجاله وجماعته بامتياز مترافقاً مع هذا حديث عن مبارك لا يقتصر على التنحى بل يمتد إلى الأموال المهربة والمجمدة فى سويسرا .

حيث تنتهى مهلة تجميد الأموال المصرية الخاصة برموز نظام مبارك فى البنوك السويسرية فى فبراير 2014 ومن المنتظر أن تتقدم الحكومة المصرية بطلب آخر لاستمرار تجميدها.

تنظره  السلطات السويسرية وتراجعه، حيث من المنتظر أن  تواجه مصر حكما بإلغاء التحفظ على الأموال الخاصة بمبارك ورموز نظامه، فى ظل عدم صدور حكم قضائى نهائى ضدهم .

حائرون

المشهد برمته فى 11 فبراير كاشفاً لحيرة كل الأطراف حيث جرت أحاديث بين الاخوان وانصارهم للسعى لاحتلال ميدان من ميادين القاهرة لمواصلة المعركة ضد 30 يونيو أو ما يطلقون عليه " الانقلاب " متجاهلين أن مياها كثيرة جرت فى النهر وأن مصر اصبح بها دستور جديد وتستعد لانتخابات رئاسية سيتم فتح باب الترشح لها خلال أيام لتجرى على أقصى تقدير فى مايو المقبل ليصبح لمصر رئيس منتخب قبل حلول ذكرى 30 يونيو.

ولا تقتصر مشاهد ذلك اليوم على مبارك المتنحى ومرسى المعزول ورجال هذا وأنصار ذلك.. ولكنها تمتد إلى بقية القوى السياسية كاشفة عن حالة انقسام وعدم توافق يضاف اليها سجل مخاوف وتربص تسود بين كافة القوى وبعضها البعض وهو المشهد الذى يجسده طريقة تعامل القوى السياسية والثورية مع ذكرى التنحى ما بين احيائها وتجاهلها والقلق بشأنها ففى جبهة الانقاذ على سبيل المثال رفض للمشاركة بإحياء ذكرى تنحى مبارك حتى لا تستغلها الجماعة بحسب تعبير حسام فودة، عضو المكتب التنفيذى لشباب جبهة الإنقاذ، الذى يؤكد  أنه لا داع للتظاهر، خلال إحياء ذكرى تنحى حسنى مبارك عن الحكم والموافق 11 فبراير.

حيث ان هناك مجموعات إرهابية تستغل تلك التجمعات، لتنفيذ أعمال الفوضى والإرهاب واستهداف مؤسسات الدولة.

وليس الإنقاذ وحدها هى الحائرة بل القوى الثورية أيضاً حيث أكد محمد عطية - عضو المكتب السياسى لتكتل القوى الثورية- عن رفض التكتل المشاركة فى إحياء ذكرى تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك التى توافق 11 من شهر فبراير. وقال عطية، لا داع للتظاهر خلال الفترة الحالية نظرًا لما تواجهه الدولة من تحديات وأعمال إرهابية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار.

وشدد عضو المكتب السياسي، على أن هناك مجموعات إرهابية تستغل تلك التجمعات، لتنفيذ أعمالها الانتحارية والإرهابية التى تستهدف مؤسسات الدولة.

ورفض عطية، دعوات الإخوان للنزول لإحياء ذكرى تنحى مبارك قائلا: إن "كل من يضع يده فى يد الإخوان ويشارك فى تلك التظاهرات خائن للوطن".

وهو ذات الموقف الذى تتخذه حركة تمرد أيضاً من 11 فبراير حيث أكد حسن شاهين المتحدث باسم حركة تمرد، أن الحركة لن تقيم أى فعاليات على الأرض فى إحياء الذكرى الثالثة لتنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى 11 فبراير، لافتا إلى أن الحركة تعتبر أن القيام بأى فعاليات احتجاجية فى الوقت الراهن تضر بالثورة أكثر ما تفيدها فى ظل حالة العنف الإخوانى المستمرة فى الشارع.

ويبقى الأمل

كل ما تبقى من 11 فبراير هو بقايا ذكرى لسقوط مبارك وإعلان تنحية بعد اعتصام دام 18 يوماً متواصلة فى ميادين التحرير بمختلف محافظات الجمهورية لاسيما بعد انسحاب الشرطة من الشوارع فى جمعة الغضب 2011 وتولى المجلس العسكرى السابق إدارة شئون البلاد.

ففى مثل هذا اليوم طار الشباب فرحاً بسبب تنحى مبارك وجاء مرسى ورحل مرسى ولا يزال الشباب  يعيش حالة من الحزن والإحباط لإحساسه بعدم وجود أى تغيير حقيقى أو تعامل جاد مع مشكلته وثورته .

رغم كل هذا يبقى الأمل فى غد أفضل قائم لا يموت ومشتعل لا ينطفىء ..فى أن يوماً سيأتى يحتفل فيه المصريون بما أنجزوه بطريقة جديدة خالية من لون الدم الذى يصر الإرهابيون على أن يلونوا به كل أيام المصريين المجيدة.