حلم “النوبى” فى غيبوبته .. موهبته توصل لـ”العالمية”
“صحيح أسمر اللون وكل البيض و السمر يحبوك يا “نوبى” هذا ما يتبادر الى ذهن أى شخص يذهب الى زيارته ويجد إهله وإصدقاءه والحزن يحفر خطوطه علي ملامحهم، فلا تتوقف دموعهم عليه ولا دعائهم بالشفاء له و هم يحيطون بغرفه العناية المركزه التي يرقد داخلها معلقاً بين الحياة والموت في غيبوبه سرقته من أهله وكاميراته وأصدقاءه وحبيبته.
المصور الصحفي محمد عبد المنعم الشهير بـ”النوبى” صاحب الأصول النوبيه، عندما تقع عيناك عليه راقد دون حراك في هدوء لا يقطعه الا صفير جهاز هنا أو هناك في غرفه الإنعاش بمستشفي الـ”هلال” بعد تعرضه لحادث سيارة، تري إبتسامته ولا تتخيل أنه ذات الشاب الممتلئ حيوية وإصرار وطموح والذي يزاحم محترفي التصوير الفوتغرافي في العالم ليصل للعالمية.
“نوبى” عاش السنوات الماضية يتنقل من جريدة الى أخرى، بحثاً عن حلمه، وربما لتهافت الكثير من المواقع الإخبارية ليكون بين صفوف مصوريها، بعد أن أثبت أنه يملك موهبه فريده من نوعها على إلتقاط صور تختلف عن نظيرها من قلب الحدث، قبل الحادث الآليم بأيام كان – النوبي – يستعد لخوض المنافسة على لقب صاحب افضل صورة فوتغرافيه على مستوى العالم، من خلال المشاركه فى مسابقة “الورلد بريس فوتجراف” لأفضل صورة صحفية تم إلتقاطها عام 2013، ورغم إنتظاره بفراغ الصبر لهذا الوقت من العام، الإ أن مشيئة الله قدرت أن يكون “النوبى” بعيداً عن عالمنا، ولم يتواني أصدقائه على إرسال الصورة التى إلتقطها و قرر ان يخوض بها المسابقة، ودون إتفاق مسبق قام جميع المصورين بعدم إرسال صورهم حتي تزداد فرص صديقهم الغائب في الفوز وكل أمانيهم أن يفيق النوبي على خبر فوزه بلقب أفضل مصور فى العالم لعام 2013.
“المُصّر” لقب وصفه به أصدقاءه، فالـ”نوبي” عرف بإصراره الشديد وسعيه دائماً وراء اللقطة الذي رسمها في خياله قبل أن تترجمها عدسات كاميرته لصوره تبهر الجميع، إصرار “النوبى” و قوته إستمدها من أسرته المؤمنة القوية التي لم تكد تستفيق من صدمه إلقاء القبض عليه ومحاكمته عسكرياً بشكل خاطئ حتي عاجلهم القدر بضربته الثانية.
والدته على الرغم من محنتها وإنفطار قلبها على إبنها الوحيد تقف علي باب غرفته لتستقبل أصدقاء النوبي ومعارفه، فتجدها بإبتسامه أم كُسر قلبها تشد من أزر أصدقاءه وتسألهم الدعاء بالعافية لـ”المُصَر” المريض، وأبيه يقابلك بحفاوة وطيبة أهالى المدينة السمراء، وطيلة الوقت يقول أن ما يهون عليه محنته أنه رأي “أخوات” النوبي الذي طالما كان يسمع عنهم من أبنه.
حلم “النوبى” بالوصل للعالمية وطيد الصلة بأصوله السمراء، فلأن “الجدر يمد لسابع جد” فهناك شبه كبير بينه وبين المطرب محمد منير، حيث تجمعهم أصول و عائلة واحده، فـ”النوبى” قام بأداء شخصية “منير” فى سن الشباب، فى إحدى الإعلانات التليفزيونية، ولعل هذا السبب وراء حزن وهلع المطرب النوبى على “نوبى” أثناء زيارته السريه له بالمستشفى، فربما أختلط لدى “منير” شعور بخوفه على شبابه وعلى إبنه الذى تتجسد ملامحه بكل تفاصيل وجهة، ولكن كما نحى “الملك” الحزن جانبا و ألقت الأم رعبها خلفها، ووقف أبوه صلباً متحدياً الأزمة، من أجل الدعاء لمصورنا “النوبى” بالشفاء، سيبقى الدعاء له بالشفاء فقط هو ما نملك ونستطيع التقرب به الى الله حتى يغدق الصديق الطموح بحنانه ويعيده الينا سالم غانم، “وهنفضل مستنيين النوبى”.