النهار
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 08:17 مـ 29 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

آثار في طي النسيان..”بوابة أبو الريش” برشيد تنزف آخر قطرات التاريخ..وعمرها أكثر من 200 عامًا


آيلة للسقوط وتحولت لمقلب قمامة..بناها المماليك وتهدمها المياة الجوفية..وأهالي رشيد: تحتاج للترميم في أسرع وقت


بوابة من زمن فات، صمدت أمام الغزاة والمعتدين وكانت سرداب نورًا لظلام الحروب، آثار عتيقة رائحتها من عبق التاريخ، عند النظر إليها لوهلة تشعر وكأنك تبحر عبر سفينة الأساطير، كل حجارة منها تشهد على حُقب لأجيال جعلوا منها بوابة تاريخية ترتدي ثوب الطراز العثماني من عهد المماليك ومن أشهر آثار مدينة رشيد العريقة، عُرفت بالبوابة المباركة نسبة لدفن ثلاثة أولياء بداخلها، الأمر الذي دفع أهالي رشيد بزيارتها واعتبارها مزارًا سياحيًا ودينيًا منذ أن بُنيت في عام 12 هجريا| 18 ميلاديًا.

"بوابة أبو الريش" الآثر التاريخي والتراثي بمدينة رشيد، محافظة البحيرة، الذي طالته يدُ الإهمال في السنوات الأخيرة، أصبحت البوابة آيلة للسقوط لعدم ترميمها، ومهددة للانهيار بسبب المياة الجوفية التي تمر أسفلها، وتعتبر تلك البوابة هي عروس البوابات التاريخية بمصر.

التقت عدسة "النهار" بالأثري محمود الحشاش، ليتحدث عن بوابة أبو الريش الأثرية وتحولها إلى مبنى آيل للسقوط، قائلاً: في بداية الأمر أود أن أتحدث عن مدينة رشيد التى ازدهرت في عهد المماليك وكانت في تلك الحقبة من أهم المراكز التجارية بالبحر المتوسط، وعلى الجانب الآخر كانت مطمعًا وهدفًا ذهبيًا لقراصنة جزيرة رودس وهي الأقرب جغرافيًا لرشيد، ولذلك أمر السلطان الغوري ببناء سورًا منيعًا حولها لتحصينها، يتخلله بوابتين بوابة أبو الريش بالجهة الشمالية وبوابة جنوبية عند المسجد العباسي.

وتابع "الحشاش": قام أهل رشيد بدفن ثلاثة أولياء، اعتقادًا منهم لمباركة وحماية المكان، من ضمنهم سيدي محمد أبو الريش، ولذلك سميت ببوابة أبو الريش نسبة له، ولكن في السنوات الأخيرة تحولت البوابة لمبنى متشقق تتلاشى معالمه تفوح منه رائحة المياة الجوفية الراكدة بأسفله.

ومن جانبه يقول أحمد حبالة، مفتش آثار برشيد، بوابة أبو الريش العريقة بنيت بالطوب الأجر وهي بوابة تاريخية لسور رشيد، في كنفها ثلاثة أضرحة من الغرب ضريحي عبدالعال وحمام، ومن الشرق ضريح أبو الريش، تراثهم يرجع إلى العصر العثماني، مشيرًا إلى أن البوابة تحولت إلى مقالب للقمامة و آيلة للسقوط، مطالبًا بسرعة ترميمها حفاظًا على تاريخها الأثري.