النهار
السبت 6 يوليو 2024 05:03 مـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

عزت شعبان يكتب : نكسة الإخوان.. ووكسة أردوغان

ما اشبه اليوم بالبارحة بالامس القريب شهدنا سقوط وتهاوى مرسى وجماعته من اعلى قمة السلطة فى مصر وعودتهم الى المكان الذى طالما عشقوه داخل السجون  واليوم نرى بوادر سقوط اردوغان واركان نظامه من قمة السلطة فى تركيا على اثر فضيحة فساد اقتصادية ومالية ضخمة بعد ان كونوا  مع جماعة  الاخوان المسلمين تحالفا تخيلوا انهم يستطيعوا من خلاله استدعاء الخلافة العثمانية الى المنطقة وتخيلوا وتوهموا امكانية قيادة العالمين العربى والاسلامى.

وعلى خطى مرسى وجماعته فى مصر الذين ارتكبوا فسادا سياسيا لم يرض عنه ابناء الشعب المصرى من اقصاء ومحاولة تغيير هوية الشعب المصرى وثقافته وتحويل بوصلة الولاء الى الخارج يخطو اردوغان حاليا بعد ان خدع شعبه بان نظام حكمه تحكمه الاصول الاسلامية الصحيحة فى نظافة اليد والعدل والبعد عن الفساد حيث استيقظ الشعب التركى على فضيحة فساد مدوية طالت المقربين من رئيس الوزراء نفسه والمقربين منه مما دفع ابناء الشعب التركى الى المطالبة باستقالة الحكومة وتطهير البلاد  والانقلاب على الحزب الحاكم الذى يتزعمه اردوغان واوهمهم سابقا بالعدل والشفافية من خلاله.

وكما استعان مرسى فى وقت من الاوقات باهله وعشيرته فى الوقوف فى وجه معارضيه يفعل الان اردوغان الذى دعا انصاره للتظاهر امام صحيفة زمان التركية التى كشفت الفضيحة وتحاول تبصير الشعب التركى بزيف توجه رئيس الوزراء التركى ونظامه وقام كما فعل مرسى باقصاء كل معارضيه.. كما سار اردوغان على نهج مرسى فى اتهام عناصر محددة فى الداخل والخارج بالتآمر على حد وصفه على الدولة التركية وكأنه لم يعى الدرس القاسى الذى تلقاه مرسى جراء افعاله واقواله متناسيا ان الشعوب اصبحت اكثر قدرة على فرز الغث من الثمين والكذب من الصدق ومعرفة صحيح الامور دون تزييف او تجميل.

ويبدو للمراقبين ان اردوغان سيشرب من نفس الكأس الذى حاول اذاقتها للشعب المصرى الذى افشل مخططه الشيطانى مع الاخوان المسلمين فبعد ان ابتدع علامة الماسونية التى يرفعها انصار المعزول والجماعة المتأسلمة فى مصر ابتدع النشطاء الأتراك علامات ساخرة مماثلة وبنفس اللون الاصفر تحاكى علامة "رابعة"، انتقادا للفساد المتفشى فى حكومته التى أيدت النظام الإخوانى فى مصر وإشارات اخرى موجهة لحزب العدالة والتنمية المنتمى إليه أردوغان، قائلين: "حان الوقت لتنظيف تركيا"، و"أخرجوا أيديكم القذرة من جيوبنا، وهذه العصابة من اللصوص لا يمكن أن تحكم تركيا ".

لم يحتاط اردوغان عندما تآمر على مصر وشعبها الى لعنة الفراعنة التى ستطاله عما قريب ولم يعمل حساب للتظاهرات المرتقبة التى بدأت بشائرها فى العديد من المدن التركية رفضا له ولسياساته ولا للانتخابات البلدية التى قرب موعدها فى مارس المقبل والمتوقع ان تنهى حلمه الدفين بالترشح لانتخابات الرئاسة والتى قد تطيح بحزبه من الاساس فى قيادة تركيا خلال الفترة المقبلة بعد ان اكتشف الشعب التركى كما اكتشف الشعب المصرى زيف الوعود للحزبين الحرية والعدالة المصرى والعدالة والتنمية التركى.

 اقولها باعلى صوتى ان الشعب المصرى هو المعلم وان الشعب التركى عاجلا ام آجلا سيسير على نهجه فى الاطاحة بالمتاجرين بالدين وسيأتى يوما وتعود علاقاتنا بالشعب التركى الذى تربطنا به علاقات تاريخية وافسدها هذا الاردوغان الى سابق عهدها بعد ان يندثر هذا النظام الذى يدعم الارهابيين.

رب احمى بلادى وبلاد العرب والمسلمين من الافاقين والمغيبيين والمتاجرين بالدين وبالشعوب.