النهار
الإثنين 9 سبتمبر 2024 10:28 صـ 6 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

موسى: الجامعة العربية لن تقع في شرك مفاوضات اسرائيلية عبثية

اكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية حرص الجامعة على وحدة السودان ،مشددا على موقف الجامعة المؤيد لتحقيق السلا م فى السوان وتجنب اي لجوء للعمل العسكري، مشيرا الى أن شريكي الحكم في السودان اتفقا على رفض الحرب ، وتعزيز كل ما يدعم التوجهات السلميةوعن موقف الجامعة العربية فى حال انفصال الجنوب قال موسى : ان الموقف يتسم بالحساسية الشديدة ، مؤكدا أن الجامعة العربية دعمت وعملت على ان يكون خيار الوحدة في السودان جاذبا طبقا لاتفاق نيفاشا في ضوء نتائج الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل ، وهو الموعد الذي يحظى بتأييد الجامعة العربية ومختلف الاطراف الاقليمية والدولية ،مشددا على ضرورة ان يتسم الاستفتاء القادم بالشفافية والنزاهة حتى يمكن البناء على هذه النتائج والتحرك سياسيا في ضوئها بما يخدم شعب السودان كله شمالا وجنوبا .وأعرب موسى عن تفاؤله بنجاح الجهود التي تقوم بها قطر لانهاء أزمة دارفور واحلال الامن والاستقرار في الاقليم ضمن اتفاق نهائي يتم التوقيع عليه بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية قبل نهاية العام الجاري .وقال موسى : ان التوصل لهذا الاتفاق مرتبط بمفاوضات السلام الجارية بالدوحة ، مشيدا في هذا السياق بالزيارة التي يقوم بها حاليا بالخرطوم كل من السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية و جابريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المعني بعملية السلام في دارفور.وأبدى موسى في رده على سؤال تفاؤله بمشاركة عربية ودولية واسعة في مؤتمر الكويت الدولي للمانحين والمستثمرين لتنمية اقليم شرق السودان المقرر انعقاده يوم الاربعاء المقبل .وفيما يتعلق بالانتهاكات الاسرائيلية السافرة في القدس و في معرض رده على سؤال حول اعتزام اسرائيل اقامة خط سكة حديد يربط بين شرق وغرب القدس المحتلة اعتبر موسى هذه الخطوة جزءا من الموقف الاسرائيلي الرافض تماما لاحراز أي تقدم وينسف المفاوضات المباشرة ، مشيرا الى استمرار التعنت الاسرائيلي على هذا الصعيد على نحو يضيف المزيد من التعقيدات باتجاه اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .ودعا موسى الاطراف العربية الى تبني وقفة قوية لرفض هذه التوجهات الاسرائيلية ، والبحث في البدائل التي تعيد الحقوق العربية ، معربا عن اعتقاده بأن استمرار الوضع الراهن من شأنه أن يسهم في فقد المزيد من الاراضي العربية لصالح الاستيطان الاسرائيلي .وقال : اننا بلعنا مرحلة تكاد لا توجد فيها مساحة لاقامة الدولة الفلسطينية في ظل استمرار المشروع الاستيطاني الاسرائيلي .واضاف انه لا ينبغي ان تسقط الاطراف العربية في شرك الاستمرار في مفاوضات عبثية وبدون احراز نتائج جوهرية خاصة مع مرور عشرين عاما على بدء المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي منذ مؤتمر مدريد 1991 ، والتي لا يمكن ان تستمر الى مالا نهاية .وقد اشاد مجلس جامعة الدول العربية بالجهود الحثيثة لكل من مصر وليبيا للمساهمة في توحيد المواقف التفاوضية للحركات المسلحة الدارفورية من اجل الوصول إلى اتفاق نهائي فيما يتعلق بتطورات جهود السلام في دارفور، كما قدر المجلس الجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة قطر للوصول إلى اتفاق سلام شامل ونهائي من خلال مفاوضات السلام الجارية في الدوحة، ودعم الجدول الزمني الذي أصدرته الوساطة المشتركة في شهر نوفمبر/تشرين ثاني للتوصل إلى الاتفاق النهائي للسلام،.ودعا المجلس إلى تخلي بعض الحركات المتمردة عن أي تصلب في المواقف والتجاوب مع الجهود العربية والإقليمية والدولية لاستئناف العملية السلمية، في إطار ما دعت إليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأكد عليه البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 16/11/2010.كما رحب بالدور البارز للجامعة العربية في معالجة الأوضاع الإنسانية في دارفور وتحويل مسار المساعدات الإنمائية من مرحلة الإغاثة العاجلة إلي الإنعاش الاقتصادي، كما رحب بالدور المتنامي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في هذا الإطار، ودعا إلى مشاركة فاعلة لجميع المنظمات العربية المتخصصة في هذه المسيرة التنموية.وكان مجلس جامعة الدول العربية قد عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم للتشاور حول آخر المستجدات والتطورات الخاصة بالوضع في السودان برئاسة السيد المندوب الدائم لجمهورية العراق د. قيس العزاوي ، وبحضور السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية والسادة المندوبين الدائمين،وبحث مجلس الجامعة خلال اجتماعه تطورات الأوضاع في السودان في ضوء قرب موعد إجراء الاستفتاء علي حق تقرير مصير جنـوب السـودان في يناير المقبل تنفيذاً لاتفاق السلام الشامل، والجهود الجارية لحل القضايا العالقة أمام شريكي السلام، وكذلك تطورات الأوضاع في دارفور والعمل الجاري لإنجاح مباحثات سلام الدوحة بين حكومة السودان والحركات الدارفورية المسلحة.كما بحثت المسيرة التنموية التي تقوم بها جامعة الدول العربية والدول الأعضاء لصالح جنوب السودان ودارفور وشرق السودان.وعقب مناقشة هذه الموضوعات في ضوء العرض المقدم من المندوب الدائم لجمهورية السودان بشأن تطورات الأوضاع في السودان ومداخلات الأمين العام للجامعة العربية ورؤساء الوفود ، أكد المجلس على مبدأ الحفاظ على الوحدة الترابية لكافة الدول العربية، كما أكد على تضامنه مع السودان والتزامه بسيادته واستقلاله وبإحلال السلام والاستقرار في مختلف ربوعه، والعمل على ضمان مستقبل سلمي ومزدهر للشعب السوداني.وحول اتفاق السلام الشامل، أعرب المجلس عن ترحيبه بالجهود المبذولة من قبل شريكي السلام السودانيين لتسوية جميع القضايا العالقة في عملية تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وتيسير تنظيم الاستفتاء في 9/1/2011، وفي مناخ سلمي ونزيه وذي مصداقية وشفافية وبعيداً عن أي تدخلات أو ضغوط، وبرقابة دولية فاعلة تشارك فيها جامعة الدول العربية، ورحب المجلس بجهود الأمانة العامة لنشر فريق فني لمراقبة الاستفتاء المزمع تنظيمه في 9/1/2011.كما رحب المجلس بالاتفاق الإطاري الذي توصل إليه الجانبان السودانيان في 13/11/2010 بعنوان إطار عمل لتسوية المسائل المعلقة المتصلة بتنفيذ اتفاق السلام الشامل ومستقبل العلاقات بين شمال السودان وجنوبه تحت رعاية لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول السودان، والذي أكد على ترسيخ مبدأ دوام لجوء الأطراف إلى الطرق السلمية فيما يخص تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، والتزام الجانبين على العمل على إجراء استفتاء ناجح وذي مصداقية، وعدم العودة إلى الحرب، وترسيخ دعائم السلم والاستقرار والتكامل في ربوع السودان.وفي هذا الإطار، أكد المجلس مجدداً على أمن وسلام وازدهار السودان المرتبط عضويا بأمن وسلام العالم العربي.ورحب كذلك بعقد مؤتمر عربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان جوبا (2) خلال العام القادم بمملكة البحرين، وبالجهود المبذولة من الجهات المعنية بمملكة البحرين والأمانة العامة للجامعة العربية، بالتعاون والتنسيق مع الأطراف السودانية للإعداد لهذا المؤتمر.ورحب المجلس بالجهود المبذولة من الجامعة العربية وأمينها العام من أجل دعم فرص جعل الوحدة خياراً جاذباً، ونوه بالزيارة التي سيقوم بها السيد الأمين العام في هذا الإطار إلى السودان خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر/كانون أول القادم.وأكد المجلس على ضرورة التنفيذ العاجل لقرار مجلس جامعة الدول العربية المنعقد في دورة استثنائية على مستوى القمة في سرت بتاريخ 9/10/2010 بشأن تقديم دعم فوري قيمته مليار دولار أمريكي على نحو عاجل لجمهورية السودان ترسيخاً لجهود السلام والتنمية في ربوع السودان.وبالنسبة لشرق السودان، رحب المجلس بمبادرة دولة الكويت استضافة مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار وتنمية شرق السودان في الفترة من 1-2 ديسمبر/كانون أول 2010، وبالجهود المبذولة من كل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الإسلامي للتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون والتنسيق مع حكومة السودان للإعداد لهذا المؤتمر، وحث الدول وصناديق التمويل العربية والغرف التجارية والمنظمات غير الحكومية العربية على المشاركة الايجابية في المؤتمر للمساهمة في مجال إعادة الإنعاش الاقتصادي والإعمار والتنمية والحد من الفقر وتوفير الخدمات الأساسية في شرق السودان.