النهار
الخميس 24 أكتوبر 2024 05:20 مـ 21 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

فتح: حماس حولت غزة إلى جناح مسلح للإخوان

أكدت حركة فتح الفلسطينية تمسكها بدور مصر كراع لملف المصالحة الوطنية الفلسطينية. 
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أحمد عساف لوكالة أنباء الشرق الاوسط في معرض تعليقه على تصريحات أدلى بها الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس بشأن تدخل تركيا وقطر في المصالحة الوطنية للقضية الفلسطينية لشغل فراغ الدور المصري في القضية، نظرا لانشغال مصر حاليا بأوضاعها الداخلية. 
وقال عساف إن ” أبو مرزوق ومن خلال هذه التصريحات يعلن باسم حركة حماس وبصفته المسئول عن ملف المصالحة الوطنية رفضه استمرار تولي مصر لملف المصالحة، وطلبه بشكل رسمي نقل الملف لتركيا وقطر، وكأنه من خلال هذا الموقف يحمل مصر مسئولية فشل تحقيق المصالحة حتى الآن”. 
وأشار عساف إلى أن هذه التصريحات تعد أيضا تنكرا للدور المصري الكبير الذي بذل طوال السنوات الماضية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. 
وتساءل عساف عن سبب اختيار أبو مرزوق لتركيا وقطر تحديدا وعدم اختياره لدولة أخرى مثل المملكة العربية السعودية أو الأردن على سبيل المثال، وقال: ” أعتقد أن الإجابة للفلسطينيين وللأمة العربية”. 
وأكد عساف أن حركة فتح متمسكة بالرعاية المصرية لملف المصالحة الوطنية لما لمصر من مكانة كبيرة في قلوب الفلسطينيين، واضطلاعها بدور إقليمي كبير لا يستطيع أحد أن يسد مكانه، كما أن مصر كانت دائما تهدف لمصلحة القضية الفلسطينية، ولم تكن تستخدم تلك القضية كورقة لتحقيق مكاسب خاصة بها. 
وأعرب عساف عن استهجان حركة فتح لموقف أبو مرزوق الذي يحمل مصر مسئولية فشل المصالحة، بدلا من أن يشكرها على جهودها طوال هذه السنوات لتحقيق الوحدة الوطنية ودورها في مساعدة الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية. 
وأكد عساف، أن الجهة التي تتحمل مسئولية إفشال جهود المصالحة السابقة ليست مصر بل حركة حماس وحدها، لأنها هي التي قامت بانقلاب عام 2007 و ما نتج عنه من انقسام وعطلت الجهود الفلسطينية والمصرية بحجج وذرائع وهمية “لم تعد تقنع أي طفل”. 

 

وأعاد إلى الأذهان أن أبو مرزوق وقيادة حماس التي تتحدث عن رعاية دول أخرى بديلة لمصر للقضية الفلسطينية هي نفسها التي أفشلت إعلان الدوحة بين فتح وحماس من خلال إعلان صريح من قادتها أنهم لن يقبلوا تنفيذ هذا الاتفاق وهي أيضا التي أفشلت جهودا عربية وعالمية للمصالحة منها جهود تركيا نفسها. 
كما أكد المتحدث باسم حركة فتح أن المشكلة لم تكن تتمثل يوما في شخصية الوسيط بل في أجندة حركة حماس نفسها التي سببت هذا الانقسام وحولت قطاع غزة إلى رهينة حقق قادتها فيه مكاسب ضخمة حيث يوجد ألف و800 مليونير من قيادات حماس نتيجة للتجارة غير المشروعة عبر الأنفاق، كما أنها حولت القطاع لقاعدة خلفية للإخوان المسلمين لتنفيذ مشروعها في المنطقة على حساب فلسطين. 
وقال عساف إن قطاع غزة تحول إلى جناح مسلح للإخوان من خلال تدخلات حماس المستمرة في مصر وسوريا وهو تدخل مرفوض تماما من جانب الإجماع الوطني الفلسطيني. 
وأكد مجددا تمسك حركة فتح بالدور المصري الراعي لملف المصالحة , موضحا أن المطلوب ليس القيام بأدوار جديدة أو تولي رعاة جدد للملف بل أن تصبح حماس حركة فلسطينية ويكون انتماؤها لفلسطين وليس للإخوان وأولوياتها الشعب الفلسطيني وليس الجماعة. 
ورأى عساف أن تصريحات أبو مرزوق تتعارض مع إرادة الشعب والقيادة المصرية ما بعد ثورة 30 يونيو .. وقال إنه كان يتوقع من أبو مرزوق أن يعلن استعداد حماس لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة لا أن يحمل مصر المسئولية ويحاول مرة أخرى أن يتاجر بالقضية الفلسطينية. 
ونفى عساف أن تكون حركة فتح قد رفضت أي دور يضطلع به أي طرف داخلي أو خارجي لتحقيق الوحدة الوطنية، بل أنها لا تزال تتجاوب مع كل الجهات التي تسعى لتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني ليتوحد من أجل إنهاء الاحتلال، موضحا أن الدليل على ذلك هو سعي الحركة لإنجاح المبادرات السابقة , مع تقديرها لكل الأدوار التي قامت بها دول عربية وإقليمية لمساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق وحدته الوطنية.