واشنطن تسترضي القاهرة والرياض

لاشك أن الصدمة التى تلقتها الولايات المتحدة الأمريكية بالسقوط المدوى لتنظيم الإخوان المسلمين فى مصر وفقدان توازنها بخسارة صفقاتها معهم من جهة ، وكذلك صمود الشعب المصرى فى مواجهة تهديداتها بتعليق جزء من المعونات الاقتصادية والعسكرية  كانت عوامل مهمة أدت إلى أن تعيد واشنطن النظر فى سياساتها تجاه مصر التى تتجه الى بناء المستقبل والإصرار على رفض التدخل الأمريكى فى سياساتها الداخلية أو محاكمة المعزول مرسى ...وهو ما برز جليا خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمصر والتى جاءت فى توقيت أثار الريبة عشية محاكمة مرسى وتخوف الكثيرون من فرض شروط امريكية أو املاءات جديدة.وإزاء ذلك حرص كيرى على توضيح موقف بلاده من التغيرات التى تشهدها مصر وأكد  خلال مؤتمر صحفى جمعه ونظيره نبيل فهمى وزير الخارجية  حرص الرئيس باراك أوباما وإدارته وشعب الولايات المتحدة على دعم إرادة المصريين وتطلعاتهم المشروعة نحو الديمقراطية و حرصها على دعم جهود الحكومة المؤقتة لتنفيذ ذلك من خلال الالتزام بتنفيذ خريطة الطريق المعلنة مشيدا بالخطوات الجادة التى اتخذتها مصر حتى الآن فى هذا الإطار

واعترف كيرى بأن أمريكا أدركت ان القرارالخاص بحجب جزء من المساعدات لم يحقق المطلوب منه موضحا ان هذا القرار ليس عقابا ولكنه يتعلق بالقوانين الامريكية .

وقال كيرى قبيل توجهه للقاء المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية بقصر الاتحادية  ، سنستمر فى العمل مع مصر والكونجرس من أجل قضية المساعدات .. مشددا على أن العلاقات بين البلدين لايجب اختزالها فى « المساعدات « لافتا إلى أن الرئيس  منصور كان قد وجه دعوة للرئيس  أوباما منذ فترة للبدء فى حوار استراتيجى بين البلدين ويسرنى اليوم ان أبدأ هذا الحوار .. مضيفا : مصر طالما كانت قائدة للمنطقة حتى قبل وجود الولايات المتحدة ولابد من الحفاظ على علاقاتنا الإيجابية معها  .. ونقدر ما تقومون به خلال الفترة الانتقالية ونتطلع إالى مساعدتكم فى عملية التحول نحو الديمقراطية التى يتطلع اليها الشعب المصري 

وشدد الوزير الامريكى على حرص  أوباما عدم وجود اى نقاط سلبية من أجل الحفاظ على هذه العلاقة ومن الممكن أن نختلف فى السياسات وطريقة التعامل معها ولكن الهدف واحد .. مشيدا بالتصريحات التى خرجت من الحكومة المصرية حول المناقشات الخاصة بالجمعية التأسيسية مؤكدا أنها تعكس مناخا من الديمقراطية نتطلع إلى يسفر عن خطوات إيجابية نحو الوصول الى الاستقرار الديمقراطى  .. مضيفا : أمريكا وشعب أمريكا تدعم شعب مصر فى هذا التحول الهام .. واثق أن الولايات المتحدة ستستمر فى مسألة الدعم

لافتا الى الشهر القادم  سيشهد استحقاقيين هامين بالانتهاء من الدستور وطرحه للاستفتاء وسنستمر فى التعامل مع الحكومة المؤقتة .

وشدد على أن الولايات المتحدة هى شريك هام ، ونريد لمصر النجاح وأن نساهم فى تحقيق ذلك .. لأن نجاح مصر السياسى والاقتصادى ليس فقط للمصريين ولكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولى .. ومصر شريك حيوى لأمريكا فى هذه المنطقة .. وكوطن لربع سكان العالم العربى فهى تلعب دورا قياديا هاما فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا

وأضاف الوزير الأمريكى  نريد دعم مصر  وأن تستمر كقائدة للشرق الأوسط ولا يخفى على أحد أنها تمر بأوقات صعبة خلال العامين الآخرين ولكن الشعب المصرى أظهر للعالم مدى قوته .. وعزيمة قوية لتحقيق النتائج المرجوة من المرحلة الانتقالية .. ونحن نعرف تماماً والرئيس اوباما يدعم فكرة ان الطريق للإمام بيد الشعب المصرى وهو من يقرر وكما قال اوباما نحن ملتزمون باستمرار التعاون مع الحكومة المؤقتة 

واليوم رحبت بالتزام الحكومة المؤقتة بخريطة الطريق التى ستدفع مصر نحو التحول الديمقراطي 

وقد تحدثنا أنه فى مصلحة الجميع أن يشمل التحول الديمقراطى دستور يضمن الحريات العامة وحرية التعبير والتجمع لكافة المواطنين .. ولاشيئ سيحقق الثقة والاستقرار الاقتصادى اكثر من وصول حكومة منتخبة بانتخابات شاملة وشفافة للحكم 

وأضاف : لقد اتفقت مع الوزير فهمى على الحاجة إلى ضمان إعطاء المصريين محاكمات عادلة وشفافة ومحاكمة المدنيين امام محاكم مدنية عادية  

وأشار إلى ازمة المساعدات قائلا : ناقشنا القرارات الاخيرة الخاصة  بالمساعدات الأمريكية لمصر واتفقنا على أن الأمريكية المصرية لا تعرف  فقط من خلال المساعدات وهناك أمور اكبر بكثير تحدد هذه العلاقة .. واوضح أن الولايات المتحدة ستستمر فى تقديم الدعم لمصر فى مجالات الصحة والتعليم  والتنمية والقطاع الخاص وسنستمر فى العمل مع القوات المسلحة لمكافحة الإرهاب وتحقيق امن سيناء . 

وجاءت زيارة كيرى قبيل توجهه إلى الرياض للقاء المسؤولين هناك واحتواء الأزمة مع الرياض خاصة حول الموضوع السورى وهو ما علق عليه بالقول : إن الولايات المتحدة ربما تكون بينها وبين السعودية خلافات حول سوريا ولكنها تتعلق ب «التكتيك» وليس بالهدف وهو انتقال السلطة فى هذا البلد .

واعتبر وزير الخارجية الأميركى أنه من الصعوبة أن يكون للرئيس السورى بشار الأسد دور فى المرحلة المقبلة بسبب ما اسماه «فقدانه لسلطته المعنوية».

ومن جهته قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر ، تعليقا زيارة  وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما حريص على إستمرر العلاقة مع  مصر وأنهم لا يريدون تعطيل أى مساعدات عنا ، بأنه تقدم فى الموقف الأمريكى تجاة مصر ،مرجعة صمود الشعب المصرى فى وجه الضغوط الداخلية والخارجية.

وأضاف رئيس حزب المؤتمر أن موقف أمريكا يعتبر رسالة للإخوان لمراجعة موقفهم والتوقف عن أعمال العنف الذى أفقدهم المصداقية داخليا وخارجيا .

وأشاد وزير الخارجية الأسبق ،  بالسياسة الخارجية المصرية ،مؤكدا أن لها نظرة إستراتيجية واقعية ترتفع بالمصلحة المصرية فوق أى إعتبار ،وهذا التغيير فى الموقف الأمريكى تجاة مصر هو محصله للتغيير فى السياسة الخارجية المصرية.